ميليشيات عراقية موالية لإيران: الأبعاد والتداعيات في سوريا.
تشهد المنطقة تصاعدًا ملحوظًا في الأحداث، حيث تدخلت ميليشيات عراقية موالية لإيران في الساحة السورية. يأتي ذلك في ظل تنسيق دقيق بين القوى الشيعية والحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأهداف والتداعيات المحتملة لهذه التحركات. الهزيمة بعيون الحقيقة.
ميليشيات عراقية موالية لإيران: الأبعاد والتداعيات في سوريا. |
تسلل الميليشيات العراقية إلى سوريا.
وفقًا لمصادر خاصة، دخلت مجموعات من العراقيين والباكستانيين المرتبطين بإيران إلى الأراضي السورية عبر نقاط عبور محددة على الحدود. تم تنفيذ هذه العملية بتنسيق كامل مع مستشارية الأمن القومي العراقي، وبالتعاون مع قيادات بارزة في الفصائل المسلحة مثل:
- منظمة بدر
- عصائب أهل الحق
- سرايا عاشوراء
- كتائب جند الإمام
هذا التوغل جاء بدعم مباشر من مكاتب بعض المرجعيات الشيعية، مع تواصل خاص مع قياداتها وعناصرها. كما أُشير إلى فتح باب التطوع للراغبين، مقابل مكافأة شهرية تقدر بـ 2700 دولار، وتم نقلهم بواسطة حافلات مدنية من مدن مثل بغداد، البصرة، النجف، وكربلاء.
الاستراتيجيات والتحديات الميدانية.
رغم الإعداد المسبق لهذه العمليات، فإن الميليشيات تواجه تحديات كبيرة على الأرض. أبرز هذه التحديات:
- غياب الغطاء الجوي: العمليات تُجرى دون دعم جوي روسي أو أمريكي، مما يعرض القوات لخسائر كبيرة.
- الهجمات بالطائرات المُسيّرة: تقارير أكدت تنفيذ غارات مجهولة استهدفت اجتماعات قيادية على جبل زين العابدين في ريف حماة، مما أدى إلى خسائر فادحة.
- استخدام تسليح محدود: تُعتمد الأسلحة المتوسطة فقط، ما يضع المقاتلين في مواجهة مباشرة وصعبة مع الخصوم.
الدوافع السياسية والدينية وراء التدخل.
تبرز دوافع دينية وسياسية قوية خلف هذا التدخل، حيث تُستعاد رموز من التاريخ الشيعي لتبرير المشاركة في الصراع. خطابات القيادات الإيرانية مثل خامنئي تُشير إلى معركة كربلاء، في محاولة لتعبئة المشاعر الدينية للمقاتلين.
على الجانب الآخر، أعرب السيد مقتدى الصدر عن رفضه المؤقت لمشاركة سرايا السلام في هذه العمليات، لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام الأفراد الراغبين في التطوع بشكل فردي.
ردود الفعل الإقليمية والدولية.
التدخل العسكري العراقي والإيراني في سوريا أثار ردود فعل متباينة، منها:
- إسرائيل: وصفت وزير خارجيتها جدعون ساعر الوضع بأنه صراع بين الجهاديين الشيعة والسنة، مؤكدة أنها لن تنحاز لأي طرف.
- تركيا: الرئيس رجب طيب أردوغان يواصل استغلال التحولات السياسية، مؤكدًا استعداده للتفاوض لحماية مصالحه.
- المعارضة السورية: تستمر في التعبير عن رفضها لهذه التدخلات التي تزيد من تعقيد المشهد السوري.
مصير المنطقة في ظل هذه التوترات.
يظل مصير سوريا غامضًا مع تعقيد المشهد السياسي والعسكري. حزب الله، الذي يعاني من استنزاف مستمر في الموارد والقيادات، يعكس مصيرًا مشابهًا لما قد تواجهه ميليشيات الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني. ومع اقتراب انتخابات أمريكية جديدة واحتمالية عودة دونالد ترامب إلى السلطة، يترقب الجميع تأثير ذلك على استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران وسوريا.
الختام: التدخلات الإقليمية المستمرة في سوريا تعكس لعبة شطرنج معقدة، حيث تتحرك القوى المحلية والدولية لتحقيق مصالحها. لكن يبقى السؤال: هل تدفع الشعوب ثمن هذه الحسابات الاستراتيجية؟ ومتى ينتهي الصراع لتبدأ مرحلة إعادة البناء؟