مجاراة لـــ"لا تطرق الباب" قصيدة شاعر القرنين عبدالرزاق عبدالواحد!
يقول الشاعر "الدكتورغزوان علي ناصر" والله حين سمعتها بصوت عبد الرزاق ابكتني وهزة اعماقي! وحركت مشاعري! وقد كنت في وقتها امر بظرف خاص معقد وجدت هذه القصيدة تعبر عن حالتي النفسية .. سمعتها مرات عديدة حتى فجرت. بداخلي بركان الشعر واليكم أبياتها:-
لا تطـــرقِ البابَ صبراً أيّها الرَّجـلُ
هـا أنتَ
تنزفُ والأحبابُ ما سألــوا
عيناكَ تنظـرُ للغيمــــاتِ مِنْ عطشٍ
وفوقَ جرحِكَ مثلَ الملحِ همْ هطلوا
تمرُّ نهـراً منْ الأحـــــزانِ منكسراً
وصـــوتُ لهفتهِ بالمــــاءِ يشتعـــلُ
ما زلتَ تسكبُ عشـقَ القلبِ قافيةً
تزمُّ بالآهِ تلــــــو الآهِ تبتهــــــــــلُ
قبَّلتَ وجـهَ الجــدارِ اليومَ منتحباً
وتسألَ الدَّارَ أهلُ الدَّارِ مـا فعلـــوا
وكنتَ تبكي وكانَ الدَّمعُ أضرحـةً
لا شيءَ فيها سوى الحِرمانِ يقتتلُ
وكنتُ ترقبُ خيطَ النُّورِ عنْ كثبٍ
بهِ عيونُكَ قبلَ المـــــوتِ تكتحــــلُ
وكنتَ تسألُ هلْ ناموا وهلْ سهروا
وهـلْ بأحلامِهـــم يأتي لكَ الأمـــــلُ
وهلْ إذا سمروا فـي ليلهِم طــرب
مرُّوا بذكــــرِكَ والأجـفانُ تنهمــــلُ
وربَّما يضحكـــونَ الآنَ في فــــرحٍ
أو يلمزونَكَ لـو في يومِهم ثملــــوا
هم مزَّقوا القلبَ فاعتادتْ أصابعُهم
تلزُّ فيكَ سهــامُ الغـــدرِ يا رجـــــلُ
لمــنْ ستقـــرعُ والأبوابُ موصـدةٌ
تعودُ تطـرقُ حتَّى انتابكَ الخجــــلُ
وكنتَ تطـــــرقُ والأبوابُ صامتةٌ
يكـادُ مزلاجُهــــــا بالكفِّ ينفصــلُ
وعـدتَ تنظرُ والأعتابُ موحشــةٌ
وظِــلُّ شخصكِ بالأعــــتاب ِمنشتلُ
وترسمُ القلبَ بالجدرانِ محترقـاً
تكادُ مِنْ حزنِهـــا الجدرانُ تنفعــلُ
تخطُّ في الأرضِ اسماً كنتَ تعشقهُ
اسّاقطتْ ألمـاً مِنْ فوقـــهِ المقـــلُ
ورحتَ تسألُ عن أخبارهِم كمِداً
يضيقُ صدرُكَ ما ضاقتْ بكَ السُّـبلُ
لا ترقبِ النَّجمَ ما للنجمِ مِنْ خبرٍ
لا تسألِ اللَّيلَ إنَّ اللَّيلَ منشغــــــلُ
للآنَ تصـــرخُ يا لله مِـنْ لهـــفٍ
إذ قلتَ آهً فمــــا ردُّوا ولا خجلـــوا
كأنَّهــــمْ كلَّهمْ صمٌّ وقـد خرســـــوا
هــمْ والزَّمانُ عليكَ النَّارُ والأسلُ
وفيكَ تصحو وتغفو ألألفُ موجعةٍ
وتشربَ الكأسَ فيها السُّمُ يعتملُ
أغروا قلوباً من الأزهـارِ رقَّتُهـــا
لكنَّها حينَ مالتْ نحوهـم رحـلوا
يا موقفاً حـزَّ بالأجفانِ دمعتَهـــــا
لما انحنيتَ على الجدرانِ تنسدلُ
أقسى الدُّموعِ دموعٌ ليسَ نذرفُها
أقسى الجراحِ جراحٌ ليسَ تندمـلُ
لو كانَ في قلبِهم طيبٌ ومرحمـةٌ
لما رموكَ وعادوا الآنَ واحتفلـوا
ضيَّعتَ عمرَكَ باللوعاتِ تحرقُــهُ
كانتْ خطاكَ علـى الأشواكِ تنتقـلُ
وكمْ غزلتَ لظى الأشواقِ أغنيةً
تذوبُ في لحنِهـا لـو مسَّكَ الزَّعلُ
يا طارقَ البابِ ما بالبابِ من أحدٍ
فمـن تنادي عليكَ الآنَ ما نزلــوا
ولترحم الكفَّ لا تدمي أناملَهـــا
تلكَ الأنامـلُ فيها الوجــدُ
يبتهــلُ
بقلم الشاعر
دكتور غزوان علي ناصر