أعزالذكريات |
{أعزالذكريات}
سمعت ندائها تخاطبني بإسمي! تطلب مني تريد رفقتي عصر هذا اليوم! موعدنا عند حدائق كلية التربية! بعد أن امضينا سوياً ذلك الصباح! قلت لها لماذا تريدين ذلك اللقاء؟قالت بمسحة من الحزن يشوب محياها! انا متضايقة! قلت لها على الرحب والسعة...
هكذا التقينا عصر ذلك اليوم الجميل، الذي لن انساه ما حييت! حدث ذلك المشهد في عام 1970. كان كل شيء من حولنا جميل، الورد جميل، الأشجارتضحك لنا، كنا في نشوةٍ نتجاذب اطراف الحديث، تارةً نتحدث بالطرائف والنكات، تارةً أخرى ننتقل الى حديث أخر... ثم أخذنا نغني اغنيةً لفريد الأطرش :-
احبك
انتَ
يا روحي
انتَ
عقلي معاك
انتَ
انتَ الحياة
انتَ
بدأناها سوياً ~ وانهيناها سوياً! لن أقدر أن أصف سعادتنا~ تلك التي كانت تضللنا!!
أيُ حبور وبهجةٍ وفرحٍ وسعادةٍ كانت تغمرنا!! نحن الإثنين؟
بعد أن تخرجنا، ذهب كل واحد منا الى حال سبيلة! في طريق إللا عودة، رغم حتف انوفنا!!! بسبب تلك العادات والتقاليد التي كانت سائدةً وساريةً وتقف عائقاً أمام أمانينا! أجهضت ذلك الحب النقي وأنتهت تلك القصة بفراقنا.
كأن قصيدة الدكتور ابراهيم ناجي قد قالها فينا! حيث يقول:-
يا رياح ليس يهدأ عصفها
نضب الزيت ومصباحي إنطفى
وأنا ~أقتات من وهم عفا
وافي العمر لناسٍ ما ~وفى
كم ~تقلبت على خنجرهِ
لا الهوا مال، ولا الجفن غفا
وإذا القلب ~ على غفرانه
كلما غار به النصل عفا
ذهب العمر هباءً~فاذهبي
لم ~يكن وعدك~ إلا شبحا
صفحة قد ذهب الدهر بها
اثبت~ الحب عليها~ ومحا
انظري ضحكي ورقصي فرحاً
وأنا ~احمل ~ قلباً ~ ذبحا
ويراني الناس روحاً طائراً
والجوى يطحنني طحن الرحى
بعد كل هذا أجد من يقول لي كيف أعيش الحياة! وأنسى تلك الأيام الخوالي! وأنا أقاسي مرارة الدنيا وقساوة العيش! وظلم المجتمع وجور الحاكم وسوط الجلاد يُلهب به ظهور ضحاياه! إلا تعسا لهذه الدنيا وسحقاً لها وتبت يد الظالم!!!
*****
بقلم الاستاذ
طارق ناجي الزبيدي