صناعة الخوف" الطنطل والسعلوة.
بقلم ... خوام الزرفي
صناعة الخوف" الطنطل والسعلوه. الخوف كما الغرق في بركه دون ماء. في زمن كان يخلو من التلفزيون والراديو والكهرباء. فقط فانوس وضوء (بطل) في راسه تمره وفتيله من القطن يرسل ضوء مخلوط مع دخان.
هناك كانت الأم وبعد مسار نهار متعب (تلم) أطفالها تغني للصغير لينام. وتحكي للأكبر قصه تدور حول شخصيات وهمية هما الطنطل والسعلوه. لتثير في أطفالها الرعب والخوف وسط ظلام يأتي ليخطف الأطفال وبعد خوف يخلد الأطفال للنوم.
الطنطل كائن أسطوري متحول على شكل إنسان او حيوان يعيش في الظلام؟ السعلوه تقول الخرافة أنها تشبه حيوان أرجلها (من خرج قماش) تخطف الأطفال في الليل.
هكذا من غير وعي زرعنا القلق والرعب والخوف في نفوس الاطفال. الخوف هو انزعاج النفس وعدم الاطمئنان لتوقع شيئ ضار. فالخوف خور لا مبرر له. الذي يخاف من الخوف فانت تحدد مصدر الخوف.
أفه الناس أن يعيشوا في مصائب قبل وقوعها فيجب تركها إلا أن تقع في دوامة الخوف من المستقبل والاحتراس الغير مبرر من الوهم.
- ذكر الخوف في القران الكريم:
- {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم)}.
- {انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم}.
- {فمن امن امن واصلح فلا خوف عليهم}.
- {قلنا لاتخف انك انت الاعلى}.
قسم يعرف الخوف على انه منظومه وظاهره صحيه ((احياناً)) ذكر نبي الله موسئ ~خرج خائفا يترقب. النبي سليمان ~القي على كرسيه جسدا وخاف. والنبي يونس خاف وذهب الى البحر. والرسول محمد (ص) خرج من مكه خوفا.
فالخوف أحيانا ظاهره صحيه هو الاستعداد لتجنب الاخطاء. الخوف من المرض تغتسل وتكون نظيفا او من الفقر تبحث عن عمل.
الله سبحانه وتعالى: خوف عباده بالنار والحشر {استقيموا} خوفك بمعنى التحذير. خوفك على أبناءك لكي تختار أصدقائهم أو اختيار مدرسه معينة.
من عام 1958عام الانقلابات العسكرية كان الخوف هماً كبيرا حمله الكبار قبل الصغار. وخاصه حين ظهرت التصفيات الجسدية بين الأحزاب السياسية.
كل من حمل فكرا مغايرا لغيره. كانت حياته هي ثمن. هل هذا هو الإيمان؟
عاش العراقي خائفا ليلا ونهار وليس من الظلام وحده. لان الظلام لا شخصيه له. اخذ الخوف شكلا اخز اكثر بشاعة.
عندما بدأت الحروب. كانت الأم والأخت والزوجة ~ لوحه حزينه ~ وهي تودع الرجل حين يلتحق بجبهات القتال متوسله المراءة~ بالأدعية والدموع في توديع الابن والزوج وتتمنى أن تكون الإجازة أبديه.
يبقى كابوس الخوف يطرق على الرأس لحين العودة. كان الخوف همٌ وخنجر مسموم في صدر العراقيين.
جاء الاحتلال وجاء معه عصابات صهيونيه وعميله جزت رؤوس العلماء والكفاءات وشرد من شرد وهاجر العراقي والخوف أنهى كل أماله.
أخذ الخوف شكلا رمى عباءة الظلام ليمشي عاريا بدون الخوف من الخوف؟
الطائفية كانت أعلى مراحل الخوف. مات إناس لا لذنب لهم سوى كون اسمه (س أو ص) كانت الدماء قصيده مشوهه لفقدان العقل. قفلت ألأهداب بأظافر من حديد ووصل العبث بالحياة، أن ينزف الدم دمًا مع مياه السواقي.
كان الخوف طريق الكل تسلكه. كانت شدقت الخوف المفتوحة على الموت لها أنياب تنهش جمالية الطبيعة. فكانت محاريب الحزن مدارس جديده. وسط صدى الموت والخوف هاجر الشباب في كل المعمورة نجاة من موت.
خوفاً من أيام تكسرت أجنحة الأمل فيها. بعد أن أصبح للخوف عمراً تجاوز 62 عاماً. منذ عام 1958 خرج الشباب بصدور عاريه. بعد أن توصلوا أن الخوف يجب أن يموت. في ظل نظام اكل الفساد حياته. سرقت أدوية المرضى. نهبت طباعة كتب الأطفال. غابت الخدمات وأصبحت الحياة بلا غد.
أهملت الكفاءات وحيوية وطاقة الشباب. الرواتب والامتيازات الخرافية واستلام عدة رواتب. كثر الفضاءين ومزدوجي الجنسية. هربوا 500 مليار دولار الى اسرهم وأبناءهم في بلدان اخرى. نهب عقارات الدولة. بيع المناصب والقائمة تطول.
كثرة الاعتصامات وإهانتهم. المعلمين المحاضرين وكليه الإدارة والبيطرين والمهندسين وحملة الشهادات العليا، تهديم دور المتجاوزين من دون بديل. كل تلك الأسباب نتيجة الخوف.
عندها خرج هؤلاء لينتهي حاجز الخوف وتكون أيام الحياة ماءا رقراقا ~ ونسيما جميلا ~ ومغادرة الهم والحزن وتجاعيد الزمن الذي رسمه على وجوه عامره بحب أوطانها.
هل ينتهي الخوف على غيرتهم واندفاعهم ~ندعوا الله ذلك ~ ونعيش مثلما يعيش غيرنا وما يدعون إليه هو من بديهيات الحياة. ونعيش بكرامه وشرف العمل. انقول كما قال عزيز علي.
من حقوق الإنسان بالعرف والأديان~ يعيش حر الفكر حر الرأي حر اللسان~ عراقي انت وتعلم الحكم للباقين~ يحكمك انت ليش من كان بذيالك ~ الهزيمه للشجعان لان الجبناء لايخوضون المعارك!!
اللهم ارحم شهداء العراق، اللهم من اراد شرا بهذا البلد اجعل كيده في نحره، اللهم احفظ العراق واهله وتغمد من ضحى برحمتك وشافي كل مصاب!!
هل يموت الخوف وننسى ((الطنطل والسعلوه)) ويعيش اطفالنا بحلم وردي ونعيش امنيين في بيوتنا ونطرد من نام في مقل العيون ست عقود!! ونطش الضحك والامل في وجه الخوف !! لان من يمتلك الحريه لايغادرها ~ وامتلكها الشباب بعفويه مطلقه من غير احد~ عندما تزهر الحريه ينكفي الخوف في ليل حالك!! وهذه جدلية الحياة !!
عندما ينتهي الخوف تنطلق ارادة الشعوب ولا ننسى ان انصاف الثورات انتحار تجلب خوف قاتلا!!!
