مملكة الغابة تأسست
حتى بدأءت بوادر الدولة
بقلم راسم العكيدي
ذات مرة تأسست مملكة شذبت الغابة وروضت ودجنت وهذبت حتى بداءت بوادر دولة ومجتمع بعد جهد واجه الخشونة حتى اكتسبت شئ من المرونة.
تصدت للوحشية حتى استجابت للعقلانية وادركت ان الغابة التي تصرخ في اعماقهم مشروع فناء لهم قبل غيرهم، تعاملت مع من أستوطنت في سلوكهم قيم البداوة وزرعت فيهم قيم المدنية.
لم يرق هذا للبعض فالغابة ملعب القرود وعرين الاسد وتوالت تلك الايام حتى هرب الاسد من الغابة واختبأ في حفرة الثعالب بعد ان افنى اي منافس له يمكنه حكم الغابة فحكم اكبر القرود سناً واسس الفوضى والصراعات العبثية وهو يصفق ويضحك فوق شجرة جوز الهند يرمي بها من يقترب منه واعلن تاسيس ديمقراطية القطيع.
هكذا تكلم زعماء الاحزاب المسلحة في اخر مرحلة لديمقراطية القطيع بان العراق تحرر بجهادهم وان الشعب لا تحكمه الا قوة السلاح منذ سيف الحجاج ولم تنجح ثورة فيه ولم ينجو ثائر بنصرة ثوار ولم يصل بثورته للحكم فقوة السلاح فوهة نحو القمة وهو النظام الذي يحمي السلطة امام فوضى القطيع .
واما الاحتجاج والانتفاضة فهي فسحة وسط دروس السلطة وتداعيات حروبها وصراعاتها واستراحة المجاهدين ليقيسوا ايمانهم وكفر الشعب واستعداده للردة.
والتظاهر باقة ورد صناعي يزين مزغل الرمي لموضع المجاهدين لكي يراه العالم شرفة مضيئة ونافذة ملونة في جدار اسمنتي وما الديمقراطية الا متنفس يمنحها المجاهدين لكي يعبر الشعب عن نفسه ولا ينفجر عليها ويتشضى على النظام السياسي.
هكذا يؤكد كلامهم نهجهم المعروف بان الشعب الذي لم يثور على النظام السابق وينصر المجاهدين فلن يسمحوا له ان يتنفس بل ينفس، فلم يأتوا ليعلموه كيف يثور عليهم وهم الذي جاهدوا واسقطوا النظام وازالوا الدولة.
اما البرلمان فقد منحت رئاسته لمكون ضمن محاصصة لكي لا يقال ان الاغلبية تهيمن على السلطات وان السلاح يحكم وما رئيس البرلمان الا فرد يستلم الاوامر من زعماء الاحزاب المسلحة ويتم التوجيه لفرد لا لمئات من الافراد في البرلمان.
الامر وصل حتى لا يتصور النواب ان القرار للاغلبية في مجلسهم فليس هناك اغلبية عدد بل اغلبية قوة سلاح.
ذات مرة قال حاكم لا اعطية الا تراب وقال اخر اعطي انهار من دماء ولا اعطي البلد وقال معاصر لن نعطيها وان خرج علينا طامع بالسلطة من اتباعنا فاسقطع انفه بالسيف.
وحضر الاخير زمانه قبل ايام ليبلغ رئيس البرلمان بان صبية الشوارع اعطيناهم ساحة ليلعبوا لعبة التظاهر ولن نعطيهم الشارع الذي جاهدنا ليكون لنا.
لن نعطي البلد وقد جاهدنا من اجله اكثر من اربعين سنة فلا دوائر متعددة، بل البلد دائرة واحدة فيها مقاعد محجوزة بالسلاح لا يسمح بالاقتراب منها.