بحث ودراسة في أمثال فصيحة أمثال شعبية / بقلم طارق ناجي |
بحث ودراسة
في أمثال فصيحة أمثال شعبية
بقلم / طارق ناجي
لقد اهتم الانسان بالمثل منذ الازل ولم يقتصر المثل على امه واحده من الامم فهنالك امثال عربيه ويونانيه وهنديه وصينيه والى اخره .
في البلاد العربيه برزت الامثال على يد علماء اللغه ًوالفكر وشداة الادب.
إنَّ الأمثال زاخره بالقصص، ففي أغلب الأمثال تدور هناك قصه او حكايه تمخض عنها المثل وموضوع المثل!
١- يقول المثل ~ ان من البيان لسحرا ~ قاله النبي (ص) حين وفد عليه عمروا ابن الاهتم والزبرقان بن بدر وقيس ابن عاصم حيث تكلم كل واحد منهم فجمع مابين الفصاحه والبلاغه مما أعجب رسول الله (ص) حيث قال المثل انف الذكر.
٢- انا ابن جلا وطلاع الثنايا ~ وهذا شعر قاله الشاعر سحيم ابن وثيل الرياحي من بني تميم، وتمثل به الحجاج ابن يوسف الثقفي عندما خاطب أهل العراق حيث قال :
٣-اياك اعني واسمعي ياجاره ~ هذا مثل قاله سهل ابن مالك الفزاري حيث خرج يريد النعمان ابن المنذر فمر ببعض أحياء طي ونزل ضيف على حارث ابن لأم ولم يجده في البيت (الخيمه) انما وجد اختا له فقالت له إنزل على الرحب والسعة، فرحبت به وأكرمته وأقرته الضيافه، كانت تكلمه من وراء الخباء، فلمحها وكانت من أجمل نساء زمانها، تتسم برجاحه العقل، وهي عقيله قومها وسيده نسائها فجلس الفزاري في فناء الخباء وقال لها :
٤- إن غدا لناضره قريب~ هذا مثل اخر قاله قراد ابن اجدع للنعمان بن المنذر وهو بيت من الشعر هو :-
٥- سمن كلبك يأكلك ~ أول من قال هذا المثل هو حازم ابن المنذر الحماني ذلك انه مر بمحله لهمدان فوجد غلاما ملفوف بخرقه باليه فرحمه وحمله على مقدم فرسه وأتى به الى البيت واسماه جحيشا فارضعته زوجته ثم فطم وراهق وأصبح يافعا وكان يرعى الشاة والابل وهو يقول الشعر ويزجر الطير ويعافه ~ يحلل ماتنطق به الطير~ فقال :
٦- أظلم من ذئب ~ لقد كثرت امثال الاعراب واشعارهم في ذم الذئب نضرا لكونه حيوان شرس فقالوا فيه :
ويحكى ان أعرابياً وجد في الباديه جرو ذئب فأخذه وأطعمه حتى كبر ولما شب افترس سخلة للاعرابي فقال فيه :
وقال شاعر اخر:
ثم قال اخر
سقت لك هذه الامثال لكي أضع القارئ في الصورة الحقيقيه للمثل وكيفيه ضهوره وتداوله بين الناس والاسباب التي صنعته.
ثم أعرج على المثل العامي(الشعبي )وسأعطي لك صورة أخرى عن المثل المتداول بين الناس...
١- مية عصفور ماتترس جدر~ يحكى أن بعض الاصدقاء كان له رجل مقتر وبخيل وشحيح إلى درجه كبيره، كان اصدقائه يريدون أن يقيم لهم وليمه وكان يوعدهم ولكنه غير جاد في ذلك، غير انهم الحو عليه واحرجوه.
ذهب إلى البريه ونصب شركا فلم يعلق في ذلك الشرك سوى عدد قليل من العصافير، جاء بها إلى زوجته وطلب منها ان تعد غداءا ً لضيوفه الا ان الزوجه عاقله ولبيبه.
فقالت له هل سمعت يازوجي العزيز ان احدا ما عمل من لحم وعظام هذه العصافير حساءا لضيوفه ثم اردفت قائله:
اما تعلم أن ~ مية عصفور ماتترس جدر~ فذهبت مثلاً.
٢- الغايب حجته ويا ~ بعد أن انهارت الدوله العثمانيه وتشرذمت جيوشها وتمزقت عساكرها تفرق كثير من جنودها في المدن والقرى التي كانت تحتلها، كان من جمله اولئك الجنود جندي تركي كان جريحا فلجئ إلى بيت شابه ارمله وطلب منها المبيت عندها حتى يلتئم جرحه ثم يرحل.
فاقرته وأكرمته وعالجت جروحه وأحسنت إليه ثم عرضت عليه الزواج، فقبل ذلك وتزوجها وعاشا مده وهم في فرح وحبور، غير أن الجندي شعر بالحنين الى وطنه واهله فاستئذن زوجته بالذهاب ثم العوده.
غير أن الجندي عندما وصل الى اهله والتقى بأحبته ومعارفه نسي المرة التي أوته واحسنت اليه، فبقي في مدينته ولم يعد اليها وبقيت الزوجه تنتظر ولكنه جحدها ونسيها والناس يلحون عليها بالزواج قبل فوات الاوان.
إلا إنها ترفض وتقول لا تلومون زوجي~ فالغايب حجته وياه ~ وهكذا بقيت تنتظره دون جدوى وانصرمت السنين وانفض من حولها الراغبون والخطاب وعجبوا من وفائها وجحود زوجها فذهبت مثلاً.
٣-الشبعان مايدري بالجوعان ~ تقول الروايه ان سائلاً وقف على باب أحد القصور ليطلب بعض من الطعام وكانت هناك سيده القصر فقال لها سيدتي اني جائع جدا واطلب شيئا اكله فقالت له ولماذا لم تأكل لحد الان الم يطبخ لكم طباخكم الم يعد لكم شيئا من الطعام؟