ان أردت جلب استثمار؟
عليك أن تبدأ أولاً بالسلام!
بقلم / راسم العكيدي
تحقيق الازدهار والرفاهية من خلال جلب أسثمار شركات.
أن تحقيق جلب أستثمار الشركات ورؤس الاموال هنالك شروط يجب أتباعها هي أولاً أن تبدأ بالسلام وأن يكون البلد مستقراً وأمناً لان لرأس المال جبان.
طلب الرئيس المصري انور السادات من روكفلر وهو عضو الكونكرس ومن كبار رجال المال والاعمال ان يساعده في توليف منهج لجذب استثمارات امريكية لتنمية مصر ورفاهية شعبها فاجانه روكفلر ~ إبدأ ببناء سلام ~ وانتهت حالة الحرب بين مصر واسرائيل باتفاقية كامب ديفيد.
فعاد السادات لروكفلر بنفس الطلب واجابه بوكفلر بان السلام ليس بنهاية حرب ولا استقرار أمن بل هو أوسع وأبعد فانتم في الشرق العربي ليس لديكم استقرار سياسي، حين ينقلب الجيش على الحاكم، ينقلب كل شئ فليس هناك سياسة دولة مؤسسات.
أضاف بانهم كشركات رأسمالية، لكي ينتقلوا من موطنهم الى موطن اخر في الاستثمار.
يجب ان تكون نسبة الارباح ضعف وحين ينتقل رأس المال الى بلد غير مستقر سياسياً فانه يضاعف أرباحه لتحمل المجازفة وهذه الارباح لن تتحقق الا في النفط والذهب والماس ومصر لا تمتلكها.
والعراق في مرحلة معقدة من حروب مع المحيط وفي صراعات داخلية وصراعات سياسية لاحزاب ترى الحرب مكاسب سلطة، في ظاهرة خسارة الدولة وكسب السلطة وضياع الدولة ووجود الذات المذهبية او الحزبية وهي مطاردة سراب لعطشى سلطة .
فلا معالجات للتاثيرات الناجمة عن الحروب والاقلاع عن الصراعات ولا انتقال من الحرب الى السلام الحقيقي ومن الفوضى الى الاستقرار ومن الانهيار الى اعادة البناء ومن التداعي الى التعافي واستعادة التماسك .
هذه العملية تحققها عوامل من اهمها اعادة بناء الثقة المفقودة وتوحيد الرؤى حول المصالحة الوطنية وباي طريقة ؟
والعدالة الانتقالية والاتفاق حول اليتها وتقبل التركات السياسية والاجتماعية والاقتصادية دون القائها على الحكومة مع ان الجميع ساهم في حدوثها، والتي أدت لانتشار نمط الاجيال الضائعة ومحدودية التجارب المحلية الناجحة التي تحتم طلب المساعدة من دول لها تجارب ناجحة.
الكاظمي في جولته في اهم ثلاث دول اوربية يحاول الولوج لهذا الجانب بصنع حل من الداخل مع البحث عن الحل من الخارج بحلول متوازية تضع قدم في الداخل وخطوة في الخارج من اجل تحقيق مكاسب مزدوجة وبطريقة حلقات الجودة باجراءات الحل للازمات من قبل الاطراف الاقرب لحلقة الازمة.
لكنه سيسمع ما سمعه السادات بصنع سلام حقيقي بعدالة اجتماعية وتكافئ فرص وسلام مجتمعي وسيطرة الدولة بالتطبيق الامين والحاسم للقانون فهو معه الشرعية لكن احزاب مسلحة اكتسبت الشرعية التي تصدع وتضعف شرعية الدولة وتفقد الثقة بين الشعب والحكومة والسلطات.
كما ان الاستقرار السياسي غير متوفر بالمرة فممكن لحزب مسلح الانقلاب على الحكومة ونقل البلاد الى اتجاه معاكس.
الفرق ان العراق يحتوي على إحتياطي من مصادر الطاقة وموارد طبيعية وأراض منتجة ومواد أولية وسوق جبارة وعوامل جاذبة على مستوى الارباح.
لكن عدم الاستقرار السياسي والامني طارد للرغبة ومبدد للجدوى الاقتصادية ومن يفكر للعمل في العراق هو رأس المال المغامر الذي يبحث عن الفرصة السريعة ويقتنصها ويهرب دون ان يصنع مشاريع منتجة وركائز اقتصادية تصنع نمو متزايد يضاعف من حجم الاقتصاد.
لابد للكاظمي من مضافة الخطوات في الداخل اكثر من خطوات الخارج فالاستثمار والتنمية والاعمار ليس بالدعوات بل الاسواق المستقرة تجتمع حولها الدول وتقدم عطائاتها وتسهيلاتها للظفر بفرصها.