االوقت القاتل؟ اميركا- وايران! المقتول هو العراق!االوقت القاتل؟ اميركا- وايران!المقتول هو العراق!بقلم م راسم العكيدي |
الوقت القاتل هو ذلك الوقت المحصور بين زمن يمضي سريعاً وواقع مثقل بالاحداث يعيشه المتصارعين وهم مصابين بمعضلة فقدان التنبؤ بطبيعة الاحداث واتجاهاتها ونتائجها وتاثيراتها
هذا الوقت القاتل تعيشه امريكا وايران والمقتول فيه العراق الذي هو البلد الحاضر دائماً في ذهن المتصارعين منذ تطوعه في حروب عبثية مجانية ثم حروب بالنيابة لثقله الناجم عن موقعه الجغرافي ورخص ثمن دماء شعبه وتركيبته السكانية والنفسية ووجود موارد يسهل امتصاصها وتحويلها لعوامل دعم للمتصارعين والاكثر تاثير في حروب الانابة هو نظامه السياسي البحث عن الدعم الخارجي للاستمرار في السلطة.
امريكا في وقت ما قبيل الانتخابات تبحث عن حدث قوي مدوي وحاسم يبقى راسخ ومؤثر في ذهن الناخب الامريكي يثبت مزاجه وقراره لصالح ترامب! إيران تبحث عن حدث يحول الموقف لصالحها ويؤكد قوة تاثيرها وحجم نفوذها تتلاعب من خلاله بقرار الناخب الامريكي وتحوله بعيداً عن ترامب في وقت لا يستطيع فيه ترامب من الرد وامتصاص تاثير الحدث.
التصادم يحتاج منطقة يسيطر عليه المتصارعين وفيه عوامل حسم وادوات مؤثرة ولا يترك اثر يؤكد طبيعة المنفذ ولا يترك دليل مادي يمثل دليل ادانة على الفاعل المستفيد ويكون فيه المتهم والمدان هو العراق مع ادراك الطرفين ان الحدث يحسب لها بنتائجه وتاثيره بشكل عام.
العراق دائماً تحوم حوله الشبهات وادلة الاتهام وتتحول بسهولة الى ادلة ادانة وحكم سريع ثمنه باهض منذ ضرب امريكا في 11 سبتمبر التي خططت له القاعدة وايران وحزب الله عبر تدريب على قيادة الطائرات المدنية في السودان التي ادارها حزب الله ووفرت ايران لها الدعم ونفذته القاعدة لكن امريكا والمخططين والمنفذين كانوا واضعين العراق في ذهنهم ومتفقين على دفعه الى الواجهة في الادانة رغم بعده كل البعد عن العملية لكنه دفع وحده ثمنها الباهض رغم ان امريكا والمخططين دبروا الامر بتعاون تكتيكي رغم التضاد الايدلوجي والعقائدي الا ان الهدف واحد والمصالح التقت لاسقاط الدولة العراقية.
حينها كانت امريكا محتاجة لبلد تجتاحه بسرعة وتحسم بشكل تثبت لشعبها انها تدافع عنه في ابعد مكان بقوة فكان العراق حاضر في ذهن امريكا.
والان ايران ترى العراق افضل موقع لضرب امريكا ثأراً لاغتيال قادتها على ارض العراق وامريكا ترى ان العراق اسهل موقع لتوجيه ضربة مزدوجة استباقية ضد ايران وتحجيم تاثير ادواتها لزيادة حظوظ ترامب واضافة اوراق رابحة لاوراقه.
امريكا تجد ان توجيه ضربة تحتاج تقييم دقيق لها للتاكد من تاثيرها واحتمالات الرد الذي قد يؤدي لنتائج عكسية ولذلك تلوح بعقوبات على العراق وهي حين تفرض عقوبات لا ترفعها بنفس سرعة وسهولة فرضها ولن يحدث ذلك الا بشروط وتنازلات لا يمكن توقعها وربما ثمنها التنازل عما تبقى من منفذ بحري او نصف البصرة او الموصل او كركوك او تقسيم العراق وما يستجد من واقع قد يكون من ضمن شروطه التطبيع مع اسرائيل وحينها سيصرخ من دفعوا العراق لهذا الواقع والاوضاع ويكونوا الاكثر وطنية وما اكثر المزايدين بجهل.
للذهاب الى مقالات الكاتبمن هنا