لم تعد سياسة التعميم مجدية ولا تتلائم مع المرحلة الراهنة فقد تغيرت الاوضاع والشعب يعلم علم اليقين ما يدور وراء الكواليس والغرف المغلقة والابواب الخلفية والشوارع الجانبية.
الاوضاع التي كانت ملائمة للتضليل وتغطي المشاريع الهدامة للدولة والتي استهدفت الشعب لكي يقبل بما هو سئ لتفادي الاسوء مضت وانتهى زمنها.
لقد مارست القاعدة وحلفائها الذين ركبوا الموجة واستفادوا من بيئة العنف وتم تسمية العمليات باسم المقاومة وحين استشرت وبلغت ذروتها لتمس ارواح الابرياء بدأ خلط الاوراق والتبرؤ من جرائم تفجير الاسواق والدوائر والمؤسسات المدنية وبرزت تسمية المقاومة الشريفة وكانت اسلوب الارهاب للولوج لعمق المجتمع وتم ترويج دعاية بان المقاومة تستهدف المحتل خارج المدن وفي معسكراته لكن لم تكن هناك عمليات نظيفة من دماء العراقيين.
حتى بلغ العنف مداه واصبح ارهاب بامتياز وتصرف فذابت المقاومة في محور القاعدة وتلاشى المقاوميين واتضحت الحقيقة.
واليوم يعود نفس النمط بخلط الاوراق والتعميم وهو تضليل بان هناك جهات عديدة تحمل السلاح منها تابعة للمحافظات السنية ومنها لشركات امني ومنها تابعة للتحالف وتعالت اصوات لايقاف اتهام الفصائل بالقصف الصاروخي.
سياسية التعتيم لم تعد مجدية، من يتمكن من نقل صواريخ في العاصمة والاحياء ومن يتمكن من اطلاقها من مواقع محمية ومغطاة بمراقبة مستمرة من قبل الاجهزة الامنية والحشد والفصائل.
فمن يدعي وجود طرف ثالث فليقبض عليه متلبساً لكي يبرأ نفسه ويكشف الحقيقة لاحباط الدعاية.
المرحلة الراهنة تتطلب الوضوح الكامل وتحديد اذرع الفوضى وادوات محور اللادولة وكشف الحقائق فلم تعد سياسة العموميات نافعة واصبحت سياسة التغطية سياسة تضليل مكشوفة وتكشف مروجيها وتسقط اصحابها في وحل الابتذال.
سياسة الاحتواء مضى زمنها ولم تعد صالحة للاستخدام وتفكيك الازمة واصبح الاستيعاب يثقل حركة صانع القرار ويؤخر استمرارية الاجراءات ويبطل مفعولها ولابد من البدأ باجراءات الفرز الدقيق والازاحة الواسعة لتنقية الاجواء وخلق بيئة ملائمة للحياة ومناسبة للسياسة الحقيقية التي تعنى بالشعب وترعى مصالح الدولة.
ان تصريحات الكاظمي بعدم وجود صراع امريكي - ايراني على ارض العراق وعدم وجود سياسة ورغبة للبلدين بذلك هي تصريحات تنقصها الصراحة والجرأة وهي من ضروب الدعاية والاعلان وهي تضع الكاظمي في موضع المسؤولية الكاملة فان لم يكن لامريكا وايران دور فهو دور تلعبه اطراف داخلية يجب كشفها وادانتها ولا يحق لاي طرف سياسي داخلي او خارجي التدخل ومن يتدخل فهو شريك وهي ادواته يجب ان يدان قبلها وباقسى منها.
لا ينفع الطلب من ايران التدخل والقناعة بانها نفت اي دور لها فمن الذي يعترف اعتراف صريح بجرائم دولية ؟
انها سياسة الهروب من الازمة الى ازمة اعمق والهروب من الفوضى اليها فايران تطالب بثارات عن اغتيال قيادات لها على ارض العراق وتطالب من العراق ان يتخذ اجراءات ضد امريكا باخراجها من العراق بقواتها وسفارتها وبشكل معلن ابلغه رئيس ايران لموفذ الكاظمي لايران وهو وزير خارجية العراق الذي ابلغ رسالة شفهية من الكاظمي لروحاني ورد روحاني بان اخراج امريكا من العراق والمنطقة ليست مسؤولية ايران وحدها بل مسؤولية العراق بالدرجة الاولى لحدوث جريمة الاغتيال على ارضه.
الامر واضح ولا يحتاج خلط وتضليل وتعتيم وتعميم وقد وصل الى درجة تهدد بانهيار العراق بالكامل وانجراره لسيناريو اليمن وامام هذا لا حل ممكن سوى كشف الحقائق فالخوف على العراق اكبر من الخوف على العملية السياسية التي ان انهارت فسنجد الدولة.
متابعة مقالات الكاتب من هنا