(أيام زمان) " المذياع
طارق ناجي
عودة الى أيام زمان وإلقاء نظرة على الإعلام في تلك الايام، كان مصدر الاخبار لم يكن يمتلكه الجميع هو المذياع جهاز الراديو الكبير.
من منا يتذكر تلك الأيام الجميلة والسويعات الممتعة التي قضيناها بجوار المذياع.
ذلك الجهاز كبير الحجم، ذو الصوت الجهوري النافذ، نحن نصيخ السمع لتلقي الأخبار من (هيئة الإذاعة البريطانية ) العريقة B.B.C.
حيث تدق اجراس ساعةِ بيغ بين~Big Ben watch... الشهيرة، بتلك النغمات المميزة تسود بعدها لحظات صمت، تليها نشرة الأخبار التي يلقيها المذيعون العرب، هم مجموعة من الأعلاميين الأفذاذ من ذوي الخبرة والقدرة والمهارة في فن الإلقاء.
لكل صوت من أصواتهم نكهة تختلف من واحد الى أخر، حتى حفظنا أصواتهم لتعلن عن هوية أسمائهم هم مدرسة أو معهد يصلنا عبر الاثير.
تبدأ أسماء المذيعين بقائمة تركت بصمت صوتها وأداءها هم:-
"أيوب صديق~ "حسام شبلاق ~ "محمود المسلمي_صاحب الأداء الرائع، كذلك "ماجد سرحان~ والمميز "محمد صالح الصيد~ السيدة العراقية~"مديحة رشيد المدفعي~ والمذيعة السعودية "هدى الرشيد.
نستمع لبرنامج (قول على قول) الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر لمتعته وفائدتهِ اللغوية والذي يعدهُ ويقدمهُ الشاعر والأديب الفلسطيني"حسن الكرمي (رحمهُ الله).
يعد هذا البرنامج من أفضل البرامج الأدبية والذي عاش فترةً طويلة حتى وفاة بطلهِ وهو برنامجٌ خاص بالشعر العربي، كلنا يتذكر جملتهُ المشهورة - من القائل وما المناسبة.
ثم برنامج "ندوة المستمعين الذي يقدمهُ مجموعةٌ مختارة من الأعلاميين العرب حيث يتناول الحياة الأدبية والإجتماعية والصحفية والفنية.
هذه الساعات كلها ذهبت ادراج الرياح وأصبحت "اثراً بعد عين" كلها ذهبت مع الأيام، تطور الاعلام من المسموع الى المرئي.
بقي المذياع الكبير في الذاكرة، مع مرور الزمن، بدأ المذياع يصغر بالحجم ويكبر بالاداء.
أيام زمان~ كانت السماء خالية من ترددات وموجات الاثير، اليوم تلوثت البيئة ومليارات الترددات تخترق أجسادنا دون أن نعلم.