انقذو شبابنا من
الضياع
الشيشة
بقلم / طارق ناجي
دعاني شخص عزيز على قلبي إلى القيام بزياره (مول المنصور).
هذا المرفق التجاري والمعلم المهم من معالم العاصمه( بغداد) وبعد أن دلفنا إلى داخل البنايه رجاني ان نذهب إلى (كافيه) المول لأخذ قسط من الراحه ولمشاهده مباراة (فرنسا.والاوركواي).
ما ان ولجنا داخل (الكافيه) حتى فوجئنا بتلك الرائحه النتنه النفاثه وذلك الجو المكفهر المشحون بالدخان من (الاركيلات) والسكائر والدوشه والهرج والمرج ثمة المعلق الروسي لايكاد يسيطر على فمه من شده سرعه الالقاء .
وانا في خضم هذه الافكار التي تضطرب في رأسي تذكرت مقهى البرازيليه في شارع الرشيد في فتره الستينات من القرن الماضى وتذكرت الهدوء والسكينه ومجموعه الاشخاص الذين يأمونها من كتاب وذوات وادباء وصحفيين لغرض المطالعه او لراحه الاعصاب.
بعد أن جلسنا جاء النادل فطلب لنا الدكتور قهوه الا اني كنت مندهشا ومذهولا مما أشاهد!
هكذا شرعت اتفحص الوجوه معضمهم شباب في عمر الورد انه انتحار جماعي لشباب ضائعين لايعرفون ماذا يريدون رمقت أحدهم وهوه منسجم مع المعلق لمتابعه اللعبه.
ولكن اصبع الاركيله بين شفتيه وهو يمتصها بنهم وبكل ما اوتي من طاقه حتى يمتلئ شدقيه ثم ينفث الدخان بقوه غير ابه ولا مكترث مما يدور من حوله.
اما انا فكنت اتميز غضبا وحنقا وامقت هذه الاركيله الملعونه ومن يعاقرها.
وما ان مرت بضعه دقائق حتى فوجئت ان الشخص الذي يجلس بجانبي يطلب هو الاخر من النادل ان يأتيه بأركيله واخذ يحدوهم يمتصها وينفث السموم في الجو مما زاد في الطين بله.
هكذا ايقنت أن لافائده ترجى من هؤلاء الشباب السادرون المنزلقون في مهاوي الفشل والرذيله...