هَاجَ الفُؤادُ وَفَاضَ بِالخَفَقانِ
لِلمُصْطَفَى خَيْرِ الأَنَامِ بَيَانِي
أنا مُؤمِنٌ عَشِقَ النَّبِيَّ وَمَدْحَهُ
وَالحُبُّ كَانَ عَلَامَةَ الإيْمَانِ
يَا خَيْرَ مَبْعُوثٍ إلَيْكَ تَحِيْتِي
وَقَصِيْدَتِي وَمَحَبْتِي وَكَيَانِي
ياقَبْسَةَ النُّورِ الَّتِي فَاضَتْ لَنَا
نُورَاً يُضِيءُ عَلَى مَدَى الأزْمَانِ
يَسْرِي هَواكَ بِمُهْجَتِي فيَشْفّنِي
وَتَشِعُّ نَفْسِي رَحمَةً وَتَدَانِي
دُنْيَا المُحِبِّ رَحِيبَةٌ ، وَبَدِيعةٌ
وَالحُبُّ يَجْعَلُ لِلحَيَاةِ مَعَانِي
أنْتَ الشَّفِيعُ إذَا تَعْذّرَ مَوقِفِي
وَهَواكَ أَبْرَأَ عِلَّتِي ، وشَفَانِي
أَنَا لَمْ أرمْ إلَّا مَحَبَّةَ سَيدِي
يَا سَيدِي أَنَا فِي هواكُمُ عَانِي
أنا مُذْ وَلِجْتُ البَابَ بَابَ رِحَابِكُمْ
إِبْلِيسُ وَلّى مُدْبِراً وَقَلَانِي
النُّورُ أَشْرَقَ ، والسَّمَاءُ تَزَيَّنَتْ
وَالكَونُ يَرْفُلُ بَهْجَةً وَأغَانِي
وَتَدَثّرتْ بِالنُّورِ مَكَّةُ وَانبَرَتْ
تَشْدُو البَلابِلُ أَعْذَب َ الألحَانِ
وُلِدَ ا لهُدَى نُورٌ تَبَلَجَ فِي الدُّجَى
وَالحُورُ حَولَ المَهْدِ صِرْنَ قِيانِ
"إيوانُ كسرى" قَدْ تَصَدَّعَ يَومَهَا
وَغَدَا حَطِيمَاً وَاهِيَ الأَرْكَانِ
وَخَبَتْ بِفَارِسَ نَارُهَا ، يَاويْحَهَا
لَمْ تَشْتَعِلْ نارٌ لَهُمْ بِمَكَانِ
غَنَّتْ جَمِيعُ الكَائِنَاتِ تَبَرُّكَاً
يَا خَيْرَ خَلْقِ الَّلهِ فِي الأَكْوَانِ
مَا كَانَ عَفْواً أَنْ تُسَمَّى أَحْمَدَاً
وَلكُلِّ اسْمٍ حِكَمَةٌ وَمَعَانِي
أنْتَ الحَبِيبُ وَلّي بِحُبِّكَ رِفْعَةٌ
وَطَهَارَةٌ ، وَتَفَاخُرٌ ، وَتَدَانِي
يَا رَحْمَةً لِلنَّاسِ ، يَانُورَاً سَرَى
فِي مُهْجَتِي وَانْسَابَ فِي وِجْدَانِي
فَغَدَوتَ زَادِي حَيْثُ أنِّي لَمْ يَعُدْ
بِيْ حَاجَةٌ لِلأَهْلِ ، وَالخِلَانِ
هِي ذِي الحَيَاةُ إِذَا عَرَفْنَا قَدْرَهَا
لَنَبِيعَهَا بِالزْهُدِ ، وَالِإيْمَانِ
وَتَعهْدَتكَ يَدُ الإلهِ وَلَمْ يَزْلْ
يَرْعَاكَ حَيْثُ نَمَوتَ فِي الغِلمَانِ
وَبِأمرهِ يَنْشقُّ صَدْرُك فِي الضُّحَى
وَيُطَهِرَاكَ بِــــــرِقَّةٍ مَلَكَانِ
وَأثَارَتْ الرُّهْبَانُ بَعْثَ مُحَمَّدٍ
وَالنَّاسُ تَنْفِي قَولَةَ الرُّهْبَانِ
وَنَمَا اليَتِيمُ عَلَى المَكَارِمِ بَاقِيَاً
وَعِنَايَةُ الرِّحْمَنِ فِي الحُسْبَانِ
فَهُوَ الصَّدُوقُ إِذَا تَكَلَّمْ لَمْ يَقُلْ
زُورَاً ، وَلَمْ يَرْمُوهُ بِالبُهْتَانِ
وَهُوَ الأَمِينُ وَقَدْ تَفَرَّدَ وَحْدَهُ
دُونَ الخَلَائقِ بالنُّهَى وَالشَّآنِ
هَذِي قُرَيشُ تَنَازَعَتْ وَتَحَفّزتْ
لِلـــــــحَرْبِ دُونَ رَويةٍ وَجَنَانِ
مَنْ يَحْظَى بِالحَجَرِ الكَرِيمِ لِوضْعِهِ
مُتَكَرِّمَاً لِيزِيْنَ أَرْقَـــــــى مَكَانِ
وتَسَعّرَتْ نَارٌ ، وَزَادَ لَهِيبَهَا
لَــعْقُ الدِّمَاءِ ، وَسَـــــورَةُ الغَضْبَانِ
حَتَّى إِذَا مَاالسَّهمُ أَوْشَكَ يَنْفَلِتْ
خَلَصُوا نَــــــــجِيّاً دَاخِلَ البُنْيَانِ
قَالُوا : نُحَكِّمُ فِيْهِ أَوْلَ قَادِمٍ
إنَّا تَطَيَّرْنَا بِــــــــكُلِ جَبَانِ
حَتّى إِذَا دَخَلَ الأَمِينُ تَهَلَّلُوا
وَاسْتَبْشَرُوا خَيْرَاً بِهِ وَأَمَانِي
بَسَطَ الرِّدَاءَ وَقَالَ حُكْماً شَافِيَاً
أنْهَى الشِّقَاقَ وَقَرَّ فِي الوِجْدَانِ
هَذِي مَنَاقِبُهُ ، وَلَسْتُ أَعِدُّهَا
فالحَصْرُ لَايَقْوَى عَلَيهِ بَيَانِي
وَتَنَزّلَ الرُّوحُ الأَمِيْنُ مُبَشِّرَاً
قُمْ يَامُحَمَّدُ وَاهْد ِ بِالقُرْآنِ
إقْرَأ فَهَذَا البَعْثُ ، آنَ أَوَانَهُ
وَاهْزِمْ رُؤسَ الشِّرْكِ بِالإيْمَانِ
إِقْرَأ ، فَرَدَّ عَلَيهِ لَسْتُ بِِقَارِيءٍ
إِقْرَأ فَأنْتَ بُعِثْتَ بِالفُرْقَانِ
فَالَّلهُ قَدْ خَلَقَ الأَنَامَ مِنْ العَلَقْ
وَالَّلهُ يَعْلَمُ خَفْقَةَ الوِجْدَانِ
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمَرْ ، وبشّرْ إِنّمَا
أَنْتَ النَّبِيُّ ، قِبْلةَ الحَيْرَانِ
وَادْعُو إلهَاّ لَاشَرِيْكَ لِمُلْكِهِ
وَانْهَضْ ، فَدِينُكَ خَاتَمُ الأَدْيَانِ
عَجَباً قُرَيشْ ! ، قَدْ كَانَ فِيكُمْ صَادِقَاً
أَيَكُونُ كَذَّاباً عَلَى الدَّيَّانِ ؟!
أَمْ صَدَّكُمْ مَاتَعْبُدُونَ فَلمْ تَرَوا
إلَّا الضَّلَالَ بِرِفْقَةِ الأَوْثَانِ ؟!
أَتُكَذِّبُونَ مُحَمَّدَاً وَهُوَ الّذِي
مَاقَالَ إلَّا أَصْدَقَ التِبْيَانِ ؟!
عَجَباً قُرَيشْ ! ؛ فَإِنَّ نُورَ مُحَمَّدٍ
رَحِمَ الوُرَى مِنْ وَخْزَةِ الكُفْرَانِ
بَاتَتْ رُؤسُ الشِّرْكِ وَهِيَ كَلِيمَةٌ
. مِنْ غَيظِها تَغْلِي كَمَا البُرْكَانِ
بَصُرَتْ بِجَمْعِ المُسْلِمِينَ فَلَمْ تَرَ
إِلَّا الهُدَى وَتُطَهِّرَ الِإنْسَانِ
فَتَمَيّزُوا غَيْظَاَ ، وَطَارَ جَنَانُهُمْ
يَا ويْحَهُمْ مِنْ مَشْرِقِ الإِيْمَانِ
قَالُوا : أَدِيْنٌ غَيْرَ دِيْنِ جُدُودِنَا؟!
تَالَّلهِ لَمْ نَسْمَعْ فِي أيّ زَمَانِ
هُوَ شَاعِرٌ ، بَلْ كَاهِنٌ ، بَلْ سَاحِرٌ
أَوْ نَالَهُ مَسٌّ مِنْ الشَّيطَانِ
أيُسَوِّي مَابَيْنَ العَبِيدِ وَبَينِنَا؟
وَالَّلاتِ لَنْ نَرْضَى بِأَيِّ هَوَانِ
قَالَتْ قُرَيشُ : لَوْ أنَّ مَسَّاً نَابَهُ
لَبَحَثْنَا عَنْ طِبٍّ لَهُ بِمَكَانِ
أَوْ كَانَ يَبْغِي المَالَ جَمَّعْنَا لَهُ
مَا كَانَ مِنْ مَالٍ بِلَا حُسْبَانِ
أَوْ كانَ يَبْغِى المُلْكَ حَقَّاً فَلْيَكُنْ
أَرْبَابُنَا عَنْ قَوْلِهِ فِي أَمَانِ
فَيَقُولُ : لَا ، وَالَّلهِ لَوْ وَضَعُوا القَمَرْ
وَالشَّمسَ يَاعَمَّاهُ طَوْعَ بَنَانِي
لِأَكُفَّ عَنْ دِيْنِ الِإلَهِ الوَاحِدِ
لَرَفَضْتُ ، إِنّي عُذْتُ بِالرَّحْمَنِ
يَا قَومِي مَالِي دَعَوتُكُمْ فَتَرَكْتُمُ
نُوْرَ الحَيَاةِ إِلَى دُجَى البُهْتَانِ
أَتُجَادِلُونِي فِي الَّذِي خَلَقَ الوَرَى؟
قَالُوا : سَنَحْسِمُ ذَاكَ بِالتِّبْيَانِ
إِنْ كُنْتَ مَبْعُوث َ الإلَهِ حَقِيقَةً
قَدِّمْ إِلَينَا نَاصِعَ البُرْهَانِ
فَيَقُولُ : إِيْتُونِي بِآيٍ مِثْلِهِ
فَلَكَمْ تَشَدَّقْتُمْ بِسِحْرِ بَيَانِ
بَدَأتْ قُرَيشُ تَسُومُ كلَّ مُوَحَّدٍ
حِمَمَاً مِنْ التَّعْذِيبِ وَالعُدْوَانِ
وَتَقُولُ : سُبُّوا دِيْنَ أحْمَدَ وَاكْفُرُوا
ٍ بِإلِاَهِهِ ، وَالمَجْدُ لِلأَوثَانِ
قاَلُوا : وَمَاذَا نَبْتَغِي مِنْ شِرْكِكُمْ
إنّا توجَّهْنَا إِلَى الرَحْمَنِ
أَحَدٌ أحَدْ ، فَرْدٌ صَمَدْ ، أَحَد ٌ أَحَدْ
إنّا ابْتَغَيْنَا جَنَّةَ الرّضْوَانِ
وَتَوَالَتْ الآيَاتُ نُورَاً يَهْتَدِي
بِضِيَائِهِ الظَّمْآنُ لِلِإيْمَانِ
وَالحَقُّ يَسْطَعُ ، وَالرِّسَالَةُ تَكْتَمِلْ
وَالنَّورُ يُشْرِقُ دَاخِلَ الوِجْدَانِ
يَارَبِ جِئْتُكَ تَائِباً ، مُتَوَسِّلاً
بِمُحَمَّد ٍ فِي العَفْوِ ، وَالغُفْرَانِ
مَنْ كَانَ مَوْلِدُهُ ضِيَاءً لِلدُّنَا
خَيْرِ الأَنَامِ الصَّادِقِ العَدْنَانِ
أَدْعُوكَ أَنْ تَهْدِي النّفُوسَ هِدَايةً
وَتَرُدَّ عَنِّي وَطْأَةَ الأَحْزَانِ
سَدِّدْ شَبَابَ المُسْلِمِيْنَ فَقَدْ غَدَوا
طُلَّابَ مُوبِقَةٍ ضِعَافَ الشَّآنِ
وَتَفَرَقُوا شِيَعَاً ، وَضَلَّ سَبِيلَهُمْ
فِكْرٌ وَئِيْدٌ ، وَانْحِطَاطُ بَيَانِ
وَاهْدِ ائِمْتَنَا لِدَرْبِ رَشَادِنَا
بِشَرِيْعَتُكْ ، وبِمُحْكَمِ القُرْآنِ
وَاقبَلْ صَلَاتُي وَالسَّلامَ عَلَى النَّبِي
أُنْسِ الوُجُودِ ، إذَا رَضَى أرْضَانِي