صراع العنف بدماء الابرياء
تغريهم فيه سلطة العراق
راسم العكيدي
ما الذي يغري في سلطة العراق حتى يكون الصراع عليها بهذه الدرجة من مستويات العنف وبدماء شعب هو مصدر السلطات وصانعها ومانح شرعيتها بالتمثيل الانتخابي؟
انهم يتصارعون بدماء من يريدون حكمهم ويجعلون دماء الشعب بحر تمخر فيه سفنهم نحو سلطة الفساد.
ان السلطة في العراق مغرية منذ ان نشأ العراق على ارض ما بين النهرين وحكمه عقيم ان نازع الابن اباه قتله من اجل الحكم.
فحكم العراق هو السهل الممتنع يتعمد حكامه بمياه البحار والمحيطات وانهار دول خارجية فمياه دجلة والفرات لا تعمد حكام العراق.
لا يمكن ان ينجح انقلاب دون يد خارجية ولكن الانقلابيين يتغطون برداء الوطنية ليمثلوا دور ثوار الثورة حتى اصبح اللعب على المكشوف فسبقت قوات الغزو الطامعين بالسلطة على انقاض وطن.
لان الطيور في أقفاصها لا تبيض ولذلك لا تتكاثر، فان صراعها على السلطة في قفص احتوائها ضمن اللعبة الاقليمية وقواعدها الدولية.
فانها نوع من غواية صراع الموت ولعبة شطرنج واقعية، يموت الجنود وباقي قطع الشطرنج ليعيش الملك الذي حتى ان تهدد بقائه فيمتلك فرصة الانذار بكش ملك.
شكراً يا كاظمي ومع الف سلامة وقد وفيت بوعودك وانجزت المهام بحرفية اعلامي امتص النقمة بالاعلام واحتوى الاحتجاج بطريقة مخابراتية.
لكنه ليس بهذه السطحية والسهولة فكما يمتلك تحمل اوزار الحلول ويتقن فن الاحتواء والتفكيك وامتصاص شحنة الغضب فانه يجيد التحدي ورفض المغادرة وله ادوات بلغت السلطة معه واخرى التحقت بعده.
اما من يقرع الجرس لنهاية درس الكاظمي فمبرره ان الانتخابات المبكرة هي اول المهام وقد تأجلت، وان الموازنة ليست موازنة ازمة بل موازنة من يرصد الاموال لشراء البقاء .
كان نهر الدماء قرب ساحة التحرير برمزية اشرت على المخططين بانهم قادرين على احراج حكومة الكاظمي بحدث جلل يهز وجوده ويخرجه من الدرس، مجبراً لان بوجوده عادت احداث منسية.
ستكون مبرر لفعل قادم يمنح الطامح بالعودة وسائل سهلة للعودة، لم تكلف سوى عشرات القتلى والجرحى من فقراء ضمن اربعين مليون ضائع، من الافضل ان يجدوا ارواحهم في السماء.
العراقيون منهكون بفقر وجوع وقلق وحزن وهم المنسيون النسايون والذين تنسيهم الازمة ما قبلها بطريقة ان الازمة تجب ما قبلها.