الدكتور عبد الحسن علي زلزلة
وزير- دبلوماسي - إقتصادي- شاعر
الكاتب والمؤرخ موفق الربيعي
شخصية من بلادي~ الاقتصادي - والدبلوماسي - والشاعر - والوزير الدكتور عبد الحسن علي زلزلة.
ولد في محلة المحمودية في مدينة العمارة عام 1928 ، في أسرة عريقة من السادة الأشراف الحسنية فوالده السيد علي زلزلة من شخصيات وتجار مدينة العمارة الكبار.
* والده السيد علي عاش في النجف موطن سكناه ثم انتقل الى العمارة حيث احتل مكانة اجتماعية مرموقة بين علماء العمارة وكان على صلة بالعلامة الشيخ جعفر النقدي والصفوة من ال الهاشمي والانصاري والشهلاني والبدر وغيرهم.
كان السيد علي يصطحب ولده عبد الحسن لحضور بعض المنتديات ويشجعه على القاء بعض اشعاره، وتنامت لدى الفتى الملكة الشعرية وتأثر بالمجالس الحسينية وبالظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت العمارة تعيشها ابان العهد الملكي والتفاوت الطبقي الصارخ وبمرور الوقت تنامى ادراك الشاعر الوطني ضد كل اشكال الظلم والاستغلال فنشأ ثوريا ناقدا لما حوله.
* عاد والده الى بغداد واكمل أكمل الثانوية في بغداد عام 1941، ثم تخرج من كلية الحقوق ببغداد، ثم حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957 ، وكان عنوان اطروحته~علاقة العراق بالمنطقة الاسترلينية .
* عمل رئيسا لدائرة الأبحاث في البنك المركزي العراقي فنائبا لمحافظ البنك حتى عام 1963، خلال هذه الفترة ساهم في التخطيط والتشريع لخروج العراق من المنطقة الإسترلينية الاقتصادية لتعزيز استقلاله الاقتصادي بعد ثورة 14 تموز 1958.
* عين سفيرا للعراق في طهران عام 1963.
* اختير وزيراً للصناعة في حزيران 1964 في وزارة طاهر يحيى الثانية.
* اختير وزيرا للتخطيط في تشرين الثاني 1964 حتى أيلول 1965 في .وزارة طاهر يحيى الثالثة، أعدت برئاسته إبان توليه وزارة التخطيط الخطة الخمسية للعراق 1965-1969 والتي تركزت على بناء تخطيط مركزي للدولة وبنيت على توزيع مشاريع التنمية على المحافظات لتقليل الفوارق بين مدن العراق.
* عين بعدها سفيرا للعراق في فيينا ثم القاهرة ومونتريال حتى عام 1968.
* عام 1968 اختير محافظا للبنك المركزي حتى عام 1973.
* عين بطلب من الجامعة العربية أمينا عاماً مساعداً للجامعة العربية للشؤون الاقتصادية حتى عام 1987.
خلال تسنمه هذا المنصب، ساهم في وضع خطة متكاملة للتنمية الاقتصادية العربية المتكاملة، وعكف على تطبيقها خلال عمله في الجامعة العربية، وشارك بوضع إستراتيجية العمل الاقتصادي العربي المشترك وميثاق العمل القومي الاقتصادي، وعقد التنمية العربية المشتركة وتقديمها إلى أول قمة اقتصادية عربية عقدت في عمان عام 1980.
* رفد المكتبة العراقية والعربية بالعديد من البحوث والمؤلفات الاقتصادية كما رفد الشعر العربي بالعديد من القصائد الوطنية.
* اشتهرت قصيدته الميمية في ذكر الإمام الحسين بن علي، والتي يقول في مطلعها:
ماذا يقول الشعر ان نطق الدمُ
هذي دماك على فمي تتكلمُ
هتفت وللاصفاد في اليد رنة
والسوط في ظهر الضعيف يحكم
هل في النفوس بقية من عزة
تغلى وتغضب ان انفا يرغم
اتعرت الاعراب عن عاداتها
وعــــفت كرامتها فلا تتظلم
افترضى ذل الحياة في الورى
لبني العروبة الف حق يهضم
ام ترتجي عـــدلا وهذا بيتها
بين الــــذئاب موزع ومقسم
الله اكـــــبر لاحيــاة لآمــة
ان لم ترق فيها المدامع والدم
قل للدماء وقد اريقت عنوة
لاطاب بعدك مشرب او مطعم
خطي لهذا الجيل اروع صفحة
توحى العزيمة للشباب وتلهم
دوي بقلب المستكين وجلجلي
صوتا يريع الظالمين ويلجم
وتفجري حمما على مستعبدا
بمصير شعبا بائسا يتحكم
عذري اليك اباعلي ان يكن
يدي جراحك صوتي المتبرم
الشعب شعبك ياحسين وان يكن
فيه العتاة الظالمين تحكموا
والقوم قومك ياحسين وان يكن
عن نهج شرعتك القويمه قد عموا
جاءت تبث لك الشكاة شريعة
لسوى ابيها الحر لاتتظلموا
فظنت على المهماز يقرع جنبها
وعلى السياط على قفاها تصدموا
زعم الدخيل بأن قومك معشر همج
سوى لغة العصى لم يفهموا
ياسائرين الى الطفوف تطهروا
واذا وصلتم كربلاء فاحرموا
هذي الهياكل هل عرفت مصيرها
لوكان تقذف بلحجار وترجموا
ماذا على شاطي الفرات مصارع
تجثوا الملائك حولهن وتجثموا
لو بيدي وسدت كفي جيدها
وحملت عنها ما به تتالموا
للحاكمين الشعب باسم قرودهم
والصادعين لما يشير الدرهموا
والساهرين الليل لا لعبادة
والناقضين بصبحه ماابرموا
والحاسبين حقوق امة احمد
منحا بهن اكفهم تتحكموا
عذري اليك ولست اول عاجزا
عن خوض بحرك والقضا يتجهموا
من ضامن لي حين تعصف هوجها
ان السفينة في بحارك تسلموا
* ومن قصائده "تمثال العبودية" التي أثارت ضجة كبيرة في بغداد سنة 1947، وفيها انتقد أن يكون في العراق تمثالا لمحتله الجنرال مود وقال فيها:
لمن التمثال في الكرخ تباهى وتبختر
وازدرى بالشعب فاستعلي عليه وتكبر
المن قاد جيوش العرب للنصر المؤزر
أم لمن قد داس وجه البغي بالنعل وعفر
أم لمن قد صاغ للأمة تاريخاً مسطر
أيها الشامخ في الجو على من تتجبر
أنت رمز للعبوديات والحق المعفر
إن تكبرت على مجد هوى فالله أكبر
* منحته جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة شهادة الدكتوراه الفخرية وذلك في مؤتمرها السنوي الثالث في بيروت عام 2006 ، بحضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية والقضائية من الوزراء والسفراء والأدباء حيث وقع مجموعة دواوينه الشعرية (صهيل القوافي)
* له ديوان شعر مخطوط و ضخم لم يطبع بعد بعنوان (ما قبل الرحيل) .
* مؤلفاته
- السياسة النقدية في العراق 1960.
- ميثاق العمل الاقتصادي القومي.
- الحوار العربي الأوربي.
- الخطة الاقتصادية القومية في العراق.
- العراق في المنطقة الاسترلينية.
- استراتيجية العمل العربي المشترك.
* وردت سيرته في موقع الموسوعة الحرة الوكيبيديا ومدونة الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل والدكتور ضياء عبد الامير.
توفي في كندا سنة 2018 مخلفاً وراءئه كل تلك الانجازات والمناصب التي شغلها وهذا الارث الكبير رحمه الله وطيب ثراه.