أم هنالك متغيرات قادمة
راسم العكيدي
هل امريكا في حرب جديدة باردة بينها وبين ايران، أم هل تصل الامور في نهايات وتغيرات تنتظرنا وتغيرات قادمة الى المنطقة.
من يراجع التاريخ واحداثه يصل الى قناعة بان الاستراتيجية الامريكية والسياسة الايرانية متوافقة لتحقيق اهدافها في المنطقة والادلة عديدة.
بعد الحرب العراقية الايرانية وصلت الاستراتيجية الامريكية الى مرحلة صناعة وحش جديد يخلخل الاوضاع في العراق ويدفع صدام حسين لمغامرة تهز الشرق الاوسط وتغير قواعد اللعبة.
فكانت ازمة الكويت التي عجلت تفكك الاتحاد السوفيتي وانهت الحرب الباردة وصنعت عالم بقطب اوحد هو امريكا التي اكتشفت ان وجودها كقطب اوحد لا ينقلها لمرحلة الامبراطورية فبحثت عن قطب اخر وحرب باردة اخرى فكانت القاعدة التي وفرت تداعيات صناعتها مجالات للتدخل الامريكي المباشر في المنطقة.
برزت ايران باستراتيجية وضع لمساتها الاخيرة سليماني حيث كانت الحرب العراقية الايرانية على مشارف نهايتها وكانت استراتيجية الحرب بالنيابة وادراك عمق العراق العسكري والامني والاقتصادي.
امريكا التي كانت خائفة من انتصار ايران في حربها مع العراق وتاسيس حكومة اسلامية مستنسخة من تجربة ايران الاسلامية تبدل خوفها الى قناعة بتاسيس تجربة عراقية مستنسخة من تجربة ايران فخلعت صدام وتركت العراق بلا قوة ودولة لكي تطبق ايران استراتيجية سليماني.
تمكنت ايران من الهيمنة على العراق بعد مغادرة بريمر الذي ترك ايران كحاكم فعلي للعراق وعبرت ايران نحو سوريا ولبنان واليمن وحاولت في مصر وتونس والبحرين والجزائرلكنها وجدت في هلالها افضل موقع للتاثير وتمسكت به وهيمنت بكامل قوتها.
التناغم الامريكي الايراني والغزل البريطاني الايراني وصل اعلى درجاته لبداية عصر فوضى المنطقة العربية وهرع انظمتها الى امريكا طلباً للحماية وصفقات السلاح وتنفيذ شروط الاذعان الامريكية.
الاستراتيجية الايرانية على مشارف مراحلها الاخيرة ببناء ايران كقوة فوق الاقليمية من خلال وضع خيارات وهمية بالملف النووي.
الذي هو توافق ضرورة تتفق عليه القوى الدولية مع ايران بان تكون ايران دولة نووية سلمية مقابل اطلاق يدها كقوة فوق الاقليمية في المنطقة.
تهدد دول المنطقة وترعبها وتدفعها نحو احضان امريكا التي تتقن فن صناعة التهديد وتجارة الحماية واستبدال العدو بين اسرائيل وايران.
هي الحرب الباردة كبديل لتلك التي انتهت منذ عقود وبها تتغير خرائط المنطقة وتزول دول وتتقسم دول ويتغير لون دول.
لكن الناتج العرضي للحرب الباردة هي اسرائيل التي تخشى من ان تاخذ ايران دورها وتضعف علاقاتها مع امريكا والغرب.
فانبرت اسرائيل كفاعل مؤثر في صراعات المنطقة وحربها البادرة بين امريكا وايران لزيادة سخونة الحرب واحراج امريكا ودفع ايران لتبني موقف مكشوف.
الحرب الباردة الجديدة لن تاخذ وقت طويل كما سابقتها فتداعيات كثيرة تدفعها نحو مراحلها الاخيرة فالعالم والمنطقة والعراق في حالة انكشاف كامل للمواقف والسياسات.
وهذا سيدفع لحرب شاملة تصل بالحرب الباردة لاهدافها فاسرائيل متضايقة وكلما تضايق اليهود احدثوا حرب عالمية.
المنطقة مقبلة على متغيرات نهائية هي اهداف عصر الفوضى ونتائج حرب باردة وبها ترسم امريكا واوربا كحلفاء خرائط المنطقة وتفكك ايران لتبدأ مرحلة اخرى بوحش جديد وحرب باردة اخرى لمنطقة لا تستقر.
الذهاب الى مقال اخر للكاتب من هنا