حركة السفير البريطاني
في العراق
نار يستهويه اهل الدين
راسم العكيدي
السفير البريطاني في العراق نار وحركة من الجنوب الى بغداد الى الغرب والشرق والشمال.
يجيد العربية لا يفوته حدث مهما صغر او كبر ومهما بلغت اهميته ويتابع الشاردة والواردة ويسبق الحدث ويتبعه ويلتقي بالمهم والاهم من الساسة، والذين لا شأن لهم بالسياسة، يستهويه اهل الدين فتلك صفة ( ابو ناجي ) فلندن عاصمة اهل الدين ومصنع الطائفية.
الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس تمكنت امريكا من قلع اسنان اسدها وحولته الى ظل لها يتبعها بعد الحرب العالمية الثانية واخرجتها فعلياً من النفوذ على الشرق الاوسط بعد حرب سنة 1956 بعد تاميم جمال عبد الناصر لقناة السويس.
قد عرفت بريطانيا حجمها وقوة امريكا كامبراطورية جديدة فقبلت بدور المخطط والمستشار والحليف التابع لامريكا.
لبريطانيا خبرة بسايكلوجية شعوب وحكام وساسة وسياسية المنطقة وتجيد صناعة الاحداث فيها وتتقن فن تحريك الحدث نحو هدفه ولذلك يقول الامريكان عندما نشعر اننا نمضي في طريق مظلم فاننا نمسك بكتف الامبراطوريات التي سبقتنا فهي تعرف الطريق الى الهدف.
يقول غاندي اذا تخاصمت سمكتين في الماء فان بريطانيا وراء خصومتهما وقد فعلت ما فعلت بريطانيا في الهند ولم تزل تفعل فالهند درة التاج البريطاني.
وياتي العراق في المرتبة الثانية من حيث الاهمية لبريطانيا كموقع جغرافي ومصادر طبيعية وبلد جاذب للطائفية ومتقبل للفتن ومصدر لها فهو الهشيم الذي يحترق بسرعة البرق ويحرق المنطقة.
ابو ناجي احتل العراق من جهة الفاو لكونه المنطقة الرخوة وهو من اعطى السر لايران لتحتل الفاو في حربها مع العراق.
وفي 2003 اعادت بريطانيا نفس الاسلوب ودخلت من جهة البصرة وصعبت مهمتها فاستعانت بايران والتفت من اراضيها في عملية رد الجميل وتبادل المصالح.
السفير البريطاني له علاقات وثيقة بالتيارات الدينية ورجال الدين ومن كل الطوائف ويجيد اللعب على حبالهم ويتقن اللعبة السياسية العراقية وخلطها بالدين ومتمكن من مسك خيوط اللعبة وتحريك شخوصها على مسرح الاحداث.
لبريطانيا خبرة متراكمة في سبر اغوار المنطقة من الهند وباكستان وايران والعراق والسعودية ومصر وليبيا واليمن وبريطانيا مسؤولة عن ملف العراق وايران وباكستان واليمن وهي تدير توازن الصراع فيها.
تخطط وتقدم النتائج لامريكا في اللعبة المخابراتية والسياسية، فهي تدير الصراع في اليمن ولها تاثير على الحوثيين وكانت اول من بادر لتغيير "على عبدالله صالح.
بإحداث تخلخل يؤدي لنشوب صراع يمنحها مساحة للعب باوراق المنطقة، وهي التي لعبت دور مهم في حرب اليمن في عقد الستينات من القرن الماضي.
ابان تغيير نظامها الملكي وتدخل جيش مصر في عهد جمال عبد الناصر وقد ادخلت مرتزقة قاتلوا بدعم سعودي لمنع سقوط نظام الامام يحيى ولكنها الان تحرج موقف السعودية لابتزازها لصالح امريكا واسرائيل.
الموقف البريطاني ليس له عدو ولا صديق ولا يمكن البناء عليه بثبات فهو وفق مصالح الغرب وامريكا واهم وسيلة لغايته هو التيارات الدينية والطائفية والعنصرية التي هي اهم محرك للصراعات واكثرها تاثير.
يقول احد ابناء تاجر عراقي من اصول ايرانية كان يعمل في سوق العراق وينقل بضائعه من وطنه الام ايران، ان في فترة انقلاب مصدق وتاميمه لنفط ايران.
لعب السفير البريطاني في طهران ابان ذاك دور في سقوط ثورة مصدق وفشل قرار تاميمه لنفط ايران.
ومهد لعودة شاه ايران للحكم وبمساعدة رجال الدين في قم وطهران الذين لعبوا لعبة مزدوجة بمساعدة مصدق في الظاهر والتعاون مع السفير البرطاني لاسقاط مصدق في الباطن.
يضيف ابن التاجر العراقي من اصول ايرانية ان والده كان في طهران لاستيراد بضاعة فسرقت كل امواله ولم يتبقى لديه ما يعيده للعراق.
فنصحه اصدقائه هناك بان يذهب لرجل دين في بيته ليعطيه مبلغ لكي يعود به للعراق ففعل وذهب لرجل الدين والذي وجهه لشخص يجلس بجانبه يرتدي ملابس مدنية بانه من يستطيع مساعدته.
طلب منه الرجل ذو اللبس المدني بان يفعل ما يطلبه منه ويساعده باكثر من المبلغ الذي سرق منه وكان طلبه ان ينقل حصى بسيارة حمل ونفط اسود ويرميها في باب السفارة البريطانية وحديقتها ويعود له ليأخذ ما يريده من مال.
فعل الرجل ما مطلوب منه وعاد ليخبر الرجل المدني فاعطاه مبلغ من المال وفي طريق عودته للعراق.
سمع في المذياع بان المتظاهرين من انصار مصدق كسروا زجاج السفارة البريطانية واحرقوها وقد عرف بان الشخص المدني الموجود في مجلس رجل الدين هو السفير البريطاني في طهران.
فقد ادى حرق السفارة البريطانية للاسراع في سقوط مصدق وعودة الشاه.
هكذا هم سفراء صاحبة الجلالة.
الذهاب الى مقال اخر للكاتب من هنا