recent
أخبار ساخنة

الاب انستاس ماري الكرملي" عميد المعرفه العربيه

Site Administration
الصفحة الرئيسية

الاب انستاس ماري الكرملي

عميد المعرفه العربيه

طارق ناجي

يعد (الاب انستاس ماري الكرملي) واحداً من جهابذه الفكر واساطين اللغه العربيه فقد اوقف هذا الرجل جل حياتهِ في خدمه اللغه العربيه والحفاظ على مقوماتها من العبث والتلف والنسيان والاندثار. 

وكان بمثابه مرجع يرجع اليه الكثير من اللغويين وحجه يركن اليهِ الباحثين عن الحقيقه في ايه معلومه لغويهً كانت او تاريخيه .

يرجع نسب عائله هذا العالم الجليل الى قبيله (بني مراد) العربيه، حيث استقر افراد عائلته في قريه (بحر صاف) في لبنان، وهم عائله كريمه معروفه بأسم (بيت عواد) حيث انجب عواد هذا خلف لهُ ابنهِ (ميخائيل) الذي طاف في بلاد سوريا ومصر وتركيا وايران والعراق. 

ثم آثر العيش والبقاء في العراق وهكذا استوطن في بغداد وتزوج ميخائيل من فتاة مسيحيه عراقيه اثمر هذا الزواج عن ولاده عده اولاد وبنات كان احدهم المترجم له السيد( ماري ) الذي ولد في شهر (آب ١٨٦٦). 

لما اشتد عضده ادخله والده الى مدرسه (الآباء الكرملين) ثم الى مدرسه (الاتفاق الكاثوليكيه) ثم اكمل تحصيلهُ وراح يتطلع الى ارتشاف المزيد من العلم والمعرفه. 

ثم بدت عليه علامات النبوغ حيث رشحه مدير مدرسه (الآباء الكرملين) لتدريس اللغه العربيه نظراً لما كان يتوسمه فيهِ من تطلع وشغف. 
ثم غادر بعد ذلك الى لبنان لتدريس اللغه العربيه في المدرسه (اليسوعيه الاكليريكيه) ثم تفرغ بعد ذلك لدراسه اللغتين. اللاتينيه واليونانيه بنفس الوقت. 
بعد ذلك رحل إلى (بلجيكا) ليقضي سنتين من الدراسه في (دير الآباء الكرمليين) ثم انتقل إلى مدينه (نيس ) في فرنسا ليدرس اللاهوت في جامعه (مونبيليه) وفي عام ١٨٩٣ قفل راجعا إلى بغداد. 

حيث أسندت إليه اداره مدرسه (الكرمليين) لتدريس اللغه العربيه ثم بدأ يكتب المقالات اللغويه والعلميه والتاريخيه وينشرها تحت أسماء مستعارة حيث قام الأستاذ كوركيس عواد بأحصاء هذه المقالات فوجدها تنوف على الف مقال .

وفي عام ١٩١١ أصدر مجله الرائعه (لغه العرب) وهذه مجله غنيه عن التعريف أخذت على عاتقها خدمه اللغه العربيه وتابع إصدار المجله دون كلل أو ملل حتى طبقت شهرتها الآفاق وعرفتها الأوساط الأدبيه. 

إلا أن السلطات في ذلك الزمان أغلقت المجله عام (١٩١٤) بأجحاف وظلم ثم نفوه بعد ذلك إلى منطقه الاناضول إلا أنه عقد العزم على إصدار المجله مره أخرى وحدث ذلك في عام (١٩٢٦).

ان رجل عظيم مثل ماري الكرملي والذي يتمتع بمكانه علميه مرموقه وسمعه ادبيه طيبه تم انتخابه عضوا في المجمع العلمي الالماني ثم عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق ثم عضوا في المجلس العلمي العراقي ذلك في عام (١٩٢٧).

هكذا كان هذا الرجل الأديب العملاق يصول ويجول في المحافل الأدبيه والعلميه العربيه والعالميه حتى اقعده المرض واسكت صوته الأجل المحتوم.
google-playkhamsatmostaqltradent