ما بين المخاوف والرجاء
راسم العكيدي
ما بين المخاوف والرجاء كان العراقيون في رؤيتهم ومشاعرهم وطار البابا عائد لمحرابه وفي عقله العراق وتاركاً قلبه مع العراق.
المخاوف لا تطير لانها تطيُّر ولانها وهم وسراب يهرب امام المتقدمين خائفاً من ان يسحقه الرجاء ويكشف زيفه والرجاء يحلق متشبثاً بمن رعى الامل وسقاه وقد وجد بذوره في بيئة غير صالحة.
عدد لم يكلف احد نفسه ليحصيهم بددوا الرجاء وزرعوا المخاوف لانهم لم يجدوا موقع لهم تحت راية الحاضر فهربوا خائفين الى الماضي.
خوفهم دفعهم لظلام التاريخ وفتراته المضطربة ولكي يسحبون معهم من يشاركهم الظلامية ويخفف خوفهم بتوزيعه المجاني الغير مكلف سوقوا الخوف من زيارة تبرز مواقع تراثية وتثير لعاب المستعمرين.
لان اتباع الخوف وصنّاعه الذين لا يملكوا صنيعة غير المخاوف لا موقع لهم في قاطرة المستقبل فانهم يغلفون الخوف بغلاف ديني ليسوق جيداُ ويزداد الطلب عليه مع انه مغشوش.
لان تسويقه يعطي الجودة لشئ غير جيد، فكان تخويفهم من كعبة جديد في الزقورة، وحج جديد لاور، مع ان لكل ديانة موقع معلوم معروف مشهور تحج اليه.
مع ان لكل طائفة شعائرها ولكل مذهب طقوسه ولكل عرق مواسمه ولكل نوع مناسبات واعياد تشبه في تعبدها ونشوتها الروحية وطمأنينتها وفرحها الحج.
مع ان مذهب هؤلاء بتعدد مذاهبهم يكفر شعائر اسلامية ويحرم طقوس مسلمين ويعتبر اعياد بانها كفر والحاد، ويعتقد جازماً على اساس فتاوي خائفة بان الطواف حول الاضرحة بدعة والتبرك بها وثنية لانها تشبّه بالحج والكعبة.
لن يأتي اقوام من يهود ومسيحيين ليستعمروا اور ويأخذوا الزقورة ويحتلوا الاهوار ويحلبوا الجاموس ويستأثروا بالمشحوف والشختورة.
ويصنعوا من البردي تعويذات للشجن ومن القصب تعويذات افياء دافئة ومن سمك السمتي مصموطة معلبة.
لم يأخذ مستعمر او اديان واقوام اهرامات مصر رغم ان اليهود ينسبوها لاجدادهم ولم تضم دولة البحر الميت ولم تطالب طائفة بكشمير او جبل ارارت في شرق تركيا على اساس روايات بانها مهبط ادم.
ولم تسلب نهر الغانغ من الهندوس ولا تاج محل من الهند ولازال الصابئة يتعمدون في دجلة والفرات دون ان يحسبوا مائها لهم كقدسية طائفة.
ان البعض قلة او كثيرون لا يتركوا حادثة او شاردة او واردة الا جعلوها نبتة شريرة وفاكهة محرمة.
وجعلوا من اوراقها مخاوف رغم انها بذور رجاء فان لم تثمر فهي افياء وجمال ولنا بها اغراض اخرى.
فلازالوا يخيفون العرب من دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل وهم مغرضون بسعيهم هذا ومجندون بتسويقهم لهذه المخاوف.
فقد صنعوا اسطورة اسرائيل التي ما ان تفكر بشئ الا وخططت ونفذت وبهؤلاء ومخاوفهم تصل لاهدافها وباقل التكاليف وبدون خسائر.
انهم من جينات قابيل فنطفة ادم لها جينات مختلفة وهم مقربين لابليس وسلفه طورون وهو قرينهم يعلمهم الوسوسة لاكل فاكهة الخوف للخروج من العراق.