تيهً في تعرجات الذاكرة
عبدالله بدري الكربلائي
........................
كوردة بيضاء في زمن الجفاف
كنجمة مترنحة على جبين الليل
كقنديلٍ أوشك زيتُهُ على النضوب
كتلويحةِ حظٍ جاءت متأخرةً ورحلت مبكرة
كقصبةٍ معتقةٍ ملقاةٍ على أرجوحَةِ الحنين ،
تتأوهُ على صخب الشموع
هكذا أنا
أمتطي صهوةَ الغُربة
أحترفُ الحزنَ
أتسكعُ في ممرات الصمتِ
أستجدي على أرصفةِ الرجاءِ
بقايا أرصدةِ وفاءٍ من راحلين تشتاقُهُم ألأماكنُ في صدري
أحكموا إغلاق ألأبواب خلفهم ...
لئلا يتسرب الحنينُ من أعتابها
ورغم الخيبات
أروضني بالصبر
أزيّنُ ذاكرتي بألأحلام
أخصفُ عليَّ من ألأعذار ستراً
أستنشقُ رائحةَ الذكريات المطويات برفوف السنين
أغفو
يوقظني الليلُ سافِرَ الحزنِ وقد سلخ مني ظلي
كم أحتاج إلى الصراخ
لم يعد قلبي يستأمنني
غادرتني الحروف
فنصلُ الصمتِ قطع لسانَ الكلام
والقحطُ أغتصب قوافي القصيدة
لم يعد معي سوى ذكريات تنخر مهجتي
تُنادمني حين ينهمرُ الوجعُ ويرمقني السكون
فأشرعةُ ألأماني مزقتها رياحُ الظنون
وكلّ رسا في مرفأ غربة
سأبتاعُ لنفسي يأسا وأمضي
أبحث عمَّن يبيعني النسيان
يقرضني الصبر
يقاسمني العناء لأقاسمه الوفاء....!!!
...........................
عبدالله بدري