قراءة في كتاب
حرب احتلال العراق
احتلال الكويت
الجزء الثاني
ضمن الفصل الاول (ص 1 – ص58) الذي يتالف من (خلفية تاريخية عامة، احتلال الكويت، الحصار الشامل) لها اهميتها في تسلسل الاحداث المسببة لما بعدها ثم احتلال العراق ساتطرق بشكل موجز جداً لكل حدث.
• ففي الخلفية التاريخية؛ ان العراق خرج من حربه مع ايران منتصراً وهو يمتلك الثقة والقدرة التي تتمثل بأكبر جيش عرفته المنطقة في تاريخها بالإضافة امتلاكه اكبر قاعدة تصنيع عسكري وخبرة قتالية عالية خرج والشعب اكثر تماسكاً والتصاقاً بقيادته الوطنية .
• تابعت الولايات المتحدة الأمريكية فصول هذه الحرب حتى نهايتها، فكانت تقف إلى جانب العراق أحيانا لتمرير أجندة معينة...
وإلى جانب أيران تارة أخرى بعد تسخير إسرائيلي لمدها بالأسلحة والمعدات والتجهيزات لزيادة استعار الحرب وفق ما يسمى ايران كيت -Iran gate أو إيران كونترا- Iran Contra...
على أية حال كانت أمريكا تنظر لهذا النصر بعين الريبة والتوجس والخوف من المجهول، خاصة أن ميزان القوى العراقي أوضح أن العراق لوحده قد حقق التوازن العسكري أو التعادل مع إسرائيل (دون الدول العربية) وهذا يشكل خطراً على مصالحها في الخليج والوطن العربي.
• بدورها إسرائيلي اعتبرت ذلك تصعيداً ضدها متضامنة مع المخطط الاستراتيجي الأمريكي والبريطاني.
فأصدرت تهديدها بضرب كافة منشآت التصنيع العسكري ذات العلاقة بإنتاج الأسلحة الكيمياوية، في إشارة للتذكير بقصف مفاعل تموز في حزيران /يونيو 1981...
مما أثار حفيظة الرئيس صدام حسين للمرة الثانية وصرح لكافة وسائل الإعلام بانه سيحرق نصف إسرائيل باستخدام الكيمياوي المزدوج .
• كان رد الفعل العراقي هو التخطيط لاستخدام قوته الجوية تجاه أهداف منتخبة داخل إسرائيل...
فعلا قام بحشد سلاحه الجوي في قواعد يحتمل شن ضربته الجوية منها اذا تطلب الأمر ذلك واتخذت كافة الإجراءات والاستعدادات الفعلية للتنفيذ، إلا أن الموضوع لم ينفذ لكون إسرائيل لم تنفذ تهديدها.
• تأزم الموقف بين العراق والكويت.في 16 تموز/ يوليو1990...
القى الرئيس صدام حسين خطابه المعتاد بمناسبة ذكرى ثورة 17 تموز1968 ذكر فيه السياسة الجديدة التي يتبعها بعض الحكام في دول الخليج تعمداً في تخفيض أسعار النفط بدون مسوغ اقتصادي.
وعلى سبيل المثال؛ فان انخفاض دولار واحد في سعر برميل النفط من جراء هذه السياسة، يؤدي إلى خسارة العراق أربعة عشر مليار دولار سنوياً ..
• احتلال الكويت 2 آب (أغسطس)1990...
قرار احتلال الكويت اتخذ من قبل رئيس الدولة باستشارة عدد محدود من القادة والمسؤولين ( دون علم وزارة الدفاع ).
اما القوة الجوية والدفاع الجوي فقد تم تبليغها قبل أيام معدودة وبشكل سري جداً.
كذلك ابلغ طيران الجيش قبل ساعات قلائل من الشروع وبسرية تامة، لذلك جاء تنفيذهم للمهام دون المستوى المطلوب وادى إلى تكبد خسائر جسيمة في طيران الجيش خلال خط رحلتهم إلى الكويت قبل فجر يوم 2 أب، وكذلك في القوة الجوية .
القطعات العراقية التي شاركت في حرب الكويت...
القوات البرية :-
فرقة حمورابي حرس جمهوري ~مدرعة... فرقة الفاو حرس جمهوري - مشاة... فرقة المدينة المنورة حرس جمهوري - مدرعة ... فرقة توكلنا على الله حرس جمهوري - مدرعة ... فرقة عدنان حرس جمهوري - مشاة ... فرقة بغداد حرس جمهوري - مشاة ... لواء الواجبات الخاصة 26 - ضفادع بشرية.
القوة الجوية وطيران الجيش:-
افرز الجهد الجوي التالي لعملية النداء (الاسم الرمزي لعملية احتلال الكويت)
(107) طائرة مقاتلة قاذفة ومتعددة المهام.
(35) طائرة متصدية
(100) طائرة سمتية.
القوة البحرية:-
اخبرت بالمهمة قبل 24 ساعة وأعد منها، مجموعة زوارق حماية /مجموعة سفن انزال /مجموعة زوارق طوربيد.
التنفيذ وسير العمليات:-
اندفعت قطعات الحرس الجمهوري قبل فجر يوم 2 / آب/ 1990 حسب الخطة الموضوعة بأقصى سرعة وفي 3 / 8 / 1990 تم القضاء على بعض المقاومات الطفيفة في بعض مناطق الكويت، ومن بعدها أصبحت كل الأراضي الكويتية تحت السيطرة التامة للقوات العراقية.
صدرت بعد ذلك الأوامر بحركة الفيالق والفرق التابعة للجيش النظامي بالتحرك للكويت تباعاً مع تحديد مناطق مسؤوليتها في مسرح العمليات الكويتي.
القوة الجوية والدفاع الجوي...
تضمن توجيه السيد رئيس الجمهورية لقائد القوة الجوية في 30 تموز(يوليو )1990 ما يلي:-
- تكون مهمة القوة الجوية والدفاع الجوي.
- تأمين موقف جوي ملائم واسناد قوات الحرس الجمهوري خلال تنفيذها عملية النداء.
بالساعة 0625 يوم 2 آب (أغسطس)1990 قامت القوة الجوية بتنفيذ الضربة الجوية الأولى التي استهدفت مدرج قاعدة علي السالم بأربع طائرات سيخوي/ 22 واربع طائرات ميراج/ ف1 ،ولم يتم الشل التام للمدرج بسبب عطل احدى الطائرات وعدم دقة التسديد للطائرة الأخرى.
في نفس التوقيت عولج مدرج قاعدة أحمد الجابر بأربع طائرات ميراج/ ف1.
ومدرج مطار الكويت الدولي بأربع طائرات ميراج/ ف1.
تحقق من خلالهما الشل التام لمدارجهما وبنفس التوقيت أستهدف مركز الاتصالات في الأحمدي بطائرتين ميراج/ ف1 بإصابات مباشرة توقف عن العمل طيلة فترة العمليات.
أما طائرات الاستطلاع الإلكتروني (طائرتين ميراج/ ف1، وطائرة الفاو- 727-) كانت هي الأخرى تقوم بمهمتها.
وقد سبقتها طائرتا سيخوي/ 22 لمعالجة بطريات هوك ارض – جو في جزيرة فيلكا في الساعة 0616 ، ولكن إحداها كانت تعمل وقد أرسلت طائرتين ميج/ 23 لمعالجتها ولكن أسقطت إحداها ، كما أسقطت طائرة أخرى نوع سيخوي/ 22.
الطائرات المتصدية تواجدت خارج مناطق تدمير أسلحة م/ط بغرض معالجة أي طائرة معادية وقد استمر تواجدها طيلة فترة العمليات على شكل دوريات قتال مسلحة.
تم تكرار معالجة قاعدة أحمد الجابر ومطار الكويت الدولي بعد اقل من ثلاث ساعات عن الضربة الجوية الأولى وكانت النتائج استمرار الشل والتعويق لمدرجي القاعدة والمطار للفترة المتبقية من اليوم الأول...
لم يتم تنفيذ الضربة الجوية الثانية على قاعدة علي السالم في الوقت المحدد لها ولكن نفذت في الساعة 1856 نفس اليوم بسبب انقطاع الاتصالات مع قوات الحرس الجمهوري وعدم حصول القوة الجوية معلومات عن أماكن تواجدها.
النتائج المتحققة:-
نفذت كافة الضربات الجوية الواردة في مهمة القوة الجوية والدفاع الجوي محققة تحقيق التفوق الجوي فوق ساحة العمليات ومنع القوة الجوية الكويتية من اشراك معظم جهدها الجوي تجاه قوات الحرس الجمهوري.
ثم تمكنت القوة الجوية الكويتية تهريب قسماً من طائراتها في قاعدة علي السالم إلى دول الخليج المجاورة من خلال فسح قصيرة من طرق الدرج الغير مصابة.
أما قاعدة علي الجابر فقد استخدمت القوة الجوية الكويتية بعضاً من طرق الدرج الفرعية أيضا داخل القاعدة لتهريب طائراتها بالإضافة إلى المدرج الترابي (الاحتياطي) المجاور للمدرج الرئيس .
المصادر
• تقرير قيادة القوة الجوية – الحركات .
• اللواء الطيار الركن دكتور علوان حسون العبوسي : ;كتاب القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي للفترة 1931- 2003 : دار نشر الاكاديميون : الاردن – عمان.
• الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين : قبل ان يغادرنا التاريخ – طبعة ثانية مزيدة ومنقحة :دار امنة للنشر والتوزيع .
• الفريق الركن صلاح عبود محمود قائد الفيلق الثالث (حرب الخليج عام 1991 : الحقيقة على الارض.