recent
أخبار ساخنة

قراءة في كتاب " حرب احتلال العراق" طيران الجيش/ الجزء الثالث

Site Administration
الصفحة الرئيسية

قراءة في كتاب 
حرب احتلال العراق

طيران الجيش
الجزء الثالث


الذكرى الثامنة عشرة لحرب احتلال العراق- الحلقة/3
 
اللواء الطيار الركن الدكتور
علــــــوان حسون العبوسي

طيران الجيش في عملية النداء

الحلقة /3

قيادة طيران الجيش لم يكن لها علم بالاجتياح حتى الساعات الأخيرة للتنفيذ، وكان معظم الطيارين وبضمنهم قائد طيران الجيش اللواء الطيار الركن حسين زبن في إجازة ولم يتم تبليغه. 

استدعي بدلا عنه بالفريق الطيار الركن الحكم حسن علي الذي كان خارج هذا الصنف وكلف بقيادته قبل أقل من 24 ساعة. 

حيث أوجز من قبل هيئة ركن هذه القيادة أن معظم طائرات طيران الجيش في قاعدة الوحدة (الشعيبة) الجوية لأغراض تمرين مشترك مع جيش الحرس الجمهوري وعليه الالتحاق بهم فوراً لحضور التمرين. 

أثناء تنقله إلى القاعدة المذكورة تبين له هناك خطة باجتياح الكويت يشارك بها طيران الجيش دون أن يعلم بها .

في الساعة 0200 صباح يوم 2آب(أغسطس)1990 أوقظ الطيارون الذين كان معظمهم يفترش الأرض في القاعدة المذكورة وبعضهم أخذ استراحته بطائراته لعدم تيسر أماكن كافية للنوم في هذه القاعدة. 

حيث فوجئوا بمئات الأفراد من القوات الخاصة حرس جمهوري تجمعوا لنقلهم إلى الكويت، في هذا الوقت فقط تبين لقادة تشكيلات الطيران أن مهمتهم نقل لواء قوات خاصة إلى أماكن متفرقة داخل الكويت. 
وعلى الفور جُهزت خرائط الطيران وثبتت مواقع الإنزال كيفما أتفق دون إيجاز موحد للطيارين وما هي الإجراءات المطلوب اتخاذها أثناء الطيران. 

في استبيان خاص أجريته بواسطة المراسلات الإلكترونية ... مع الفريق الطيار الركن -متقاعد- الحكم حسن علي الذي نسب قائداً لطيران الجيش في 1 آب (أغسطس)1990. 

افادني بالاتي:- 

في عملية إنزال كبيرة لانزال لواء قوات خاصة~ حرس جمهوري بمائة طائرة هليكوبتر من نوع MI-8 وMI-17 وMI-25... 

في مثل هذه الأمور يجب أن تكون هناك خطة موضوعة مسبقاً وواضحة ومتفق عليها تأخذ بالاعتبار كافة متطلبات الواجب المطلوب تنفيذه. 

لكن في هذه العملية، لم تكن هناك خطة ولم يطلع احدٌ سواء من القادة أم الآمرين من طيران الجيش على أيةِ إشارة لهذا الموضوع. 
فقط بُلغت بعد التحاقي إلى القيادة بالتواجد في قاعدة الوحدة الجوية يوم 1 آب 1990 لوجود تمرين للحرس الجمهوري، ولم يتم ابلاغي بالواجب الحقيقي وانا بصفتي القائد !.
فوجئنا جميعاً بالواجب ليلة 1/2آب 1990، وعلى الفور جُهزت الطائرات على عجل ثم صدرت الأوامر بعملية انزال جوي على الهدف عند الضياء الأول يوم 2 آب (أغسطس) 1990، وقد تطلب الأمر إقلاع الطائرات ليلاً لكي تصل الهدف في الوقت المحدد . 
لم يكن طيران الجيش مدرب على الطيران الليلي بمثل هذا العدد من الطائرات، وقد فوجئوا بالمهمة واقلعوا بطائراتهم بعد إيجاز بسيط وهم منهكي القوى لان بعضهم وصل قاعدة الوحدة عصر 1آب 1990. 

كان يفترض تكليف القوة الجوية بمعالجة الدفاعات الجوية في منطقة الإنزال لكون تبليغهم كان بعد طلوع النهار ولم يؤمن أي تغطية لطائرات طيران الجيش... 

وعليه استطاعت طائرات القوة الجوية الكويتية المتواجدة في قاعدة علي السالم الصباح أسقاط عدد من طائراتنا أثناء تواجدها بمنطقة ألمطلاع وجزيرة بوبيان وحول مدينة الكويت بسهولة وكذلك فعلت دفاعاتهم الجوية قبل وأثناء وبعد الإنزال. 
أما اختيار منطقة الإنزال فكان خاطئاً وسخيفاً لأنه لم يكن للمنطقة أي تأثير استراتيجي أو تعبوي على سير العملية، بالإضافة إلى أن طبيعة الأرض كانت ترابية ورملية لا تصلح لمثل هذه العمليات. 

كان الأفضل أن يكون الإنزال على مضيق المطلاع نفسه أو في القاعدة الجوية المذكورة.

أنا استبعد تصادم عدد كبير من طائراتنا أثناء الإنزال كما روج له في حينه بأعداد كبيرة ولكن أعدادها لم تتجاوز اربع طائرات فقط حيث قمت بإحصاء عدد الشهداء ولم يتجاوز العدد 60 شهيد على افتراض كل طائرة MI-8 تحمل 15 مقاتل. 

بعد هذه المأساة هيئ فوج قوات خاصة يُحمل وينزل على الإذاعة الكويتية ولم يكن أحد يعلم أين تقع هذه الإذاعة ولا محاور التقرب اليها، في حينها بُلغ قائد التشكيل المرحوم العميد الطيار ناجي حديد بان هنالك ضابط سيكون معه يعرف المنطقة وموقع الإذاعة.

فعلاً أقلعت 20 طائرة MI-17 معها طائرتين MI-25 للحماية، وبعد وصول الطائرات مدينة الكويت لم يستطع الدليل أن يتعرف لا على المنطقة ولا الإذاعة. 

أخذت الطائرات تحوم فوق المدينة وقائد التشكيل يستنجد بماذا يستطيع عمله وان التشكيل يتعرض لنيران كثيفة من كافة أرجاء المدينة حتى أصيبت طائرته جرح فيها الدليل ولكن الطائرة كان مسيطر عليها... 

هنا تدخلت شخصياً وأمرت قائد التشكيل بإنزال القوة في أي مكان يجد فيه هوائيات لمرسلات الإذاعة والعودة فوراً، وقد تم ذلك فعلا بعد أن خسرنا طائرتين في هذه العملية إحداها مي/ 17 والأخرى مي/ 25 . 

أما إجمالي خسائر طيران الجيش في عملية النداء بلغت 42 طائرة ما بين مصابة ومحطمة وستين شهيدً. 

للأمانة أقول اني لم استطع فعل أو تغيير أي شيء لأني التحقت يوم الاول من آب وتوجهت إلى قاعدة الوحدة (الشعيبة) الجوية مع الفريق حسين كامل ووصلنا مقر الحرس الجمهوري الساعة 2200 ولم اعلم شيء سوى اخبرني حسين كامل باننا سندخل الكويت.

هكذا اسدل الستار على اكبر خساره تعرض لها طيران الجيش لم يكن لها مبرر على الإطلاق. 

لم يكن للإنزال أي فائدة تذكر على سير عملية النداء، ومع شديد الأسف لم يجر تحليل للمعركة ولم يوافق احد من المسؤولين على تحليلها بالرغم من محاولاتي لمعرفة الأسباب الموجبة... 

بل كانت الموجة طاغية... ان احتلال الكويت قد تحقق ولا يهم موضوع الخسائر وأسبابها، وكما يقال في الأمثال الهزيمة يتيمه وللنصر له الف أب ...

بعد احتلال الكويت، وفي 28 آب (أغسطس) 1990 صدرت عدد من القرارات من مجلس الأمن تطالب العراق الانسحاب الفوري من الكويت والا سوف يجبر على الانسحاب بالقوة العسكرية بتطبيق البند السابع بعد تشكيل تحالف دولي يجبر العراق...
<< سابق ... يتبع...لاحق >>
google-playkhamsatmostaqltradent