طيران الجيش في عملية النداء
قيادة طيران الجيش لم يكن لها علم بالاجتياح حتى الساعات الأخيرة للتنفيذ، وكان معظم الطيارين وبضمنهم قائد طيران الجيش اللواء الطيار الركن حسين زبن في إجازة ولم يتم تبليغه.
استدعي بدلا عنه بالفريق الطيار الركن الحكم حسن علي الذي كان خارج هذا الصنف وكلف بقيادته قبل أقل من 24 ساعة.
حيث أوجز من قبل هيئة ركن هذه القيادة أن معظم طائرات طيران الجيش في قاعدة الوحدة (الشعيبة) الجوية لأغراض تمرين مشترك مع جيش الحرس الجمهوري وعليه الالتحاق بهم فوراً لحضور التمرين.
أثناء تنقله إلى القاعدة المذكورة تبين له هناك خطة باجتياح الكويت يشارك بها طيران الجيش دون أن يعلم بها .
في الساعة 0200 صباح يوم 2آب(أغسطس)1990 أوقظ الطيارون الذين كان معظمهم يفترش الأرض في القاعدة المذكورة وبعضهم أخذ استراحته بطائراته لعدم تيسر أماكن كافية للنوم في هذه القاعدة.
في استبيان خاص أجريته بواسطة المراسلات الإلكترونية ... مع الفريق الطيار الركن -متقاعد- الحكم حسن علي الذي نسب قائداً لطيران الجيش في 1 آب (أغسطس)1990.
افادني بالاتي:-
في عملية إنزال كبيرة لانزال لواء قوات خاصة~ حرس جمهوري بمائة طائرة هليكوبتر من نوع MI-8 وMI-17 وMI-25...
في مثل هذه الأمور يجب أن تكون هناك خطة موضوعة مسبقاً وواضحة ومتفق عليها تأخذ بالاعتبار كافة متطلبات الواجب المطلوب تنفيذه.
كان يفترض تكليف القوة الجوية بمعالجة الدفاعات الجوية في منطقة الإنزال لكون تبليغهم كان بعد طلوع النهار ولم يؤمن أي تغطية لطائرات طيران الجيش...
كان الأفضل أن يكون الإنزال على مضيق المطلاع نفسه أو في القاعدة الجوية المذكورة.
أنا استبعد تصادم عدد كبير من طائراتنا أثناء الإنزال كما روج له في حينه بأعداد كبيرة ولكن أعدادها لم تتجاوز اربع طائرات فقط حيث قمت بإحصاء عدد الشهداء ولم يتجاوز العدد 60 شهيد على افتراض كل طائرة MI-8 تحمل 15 مقاتل.
بعد هذه المأساة هيئ فوج قوات خاصة يُحمل وينزل على الإذاعة الكويتية ولم يكن أحد يعلم أين تقع هذه الإذاعة ولا محاور التقرب اليها، في حينها بُلغ قائد التشكيل المرحوم العميد الطيار ناجي حديد بان هنالك ضابط سيكون معه يعرف المنطقة وموقع الإذاعة.
فعلاً أقلعت 20 طائرة MI-17 معها طائرتين MI-25 للحماية، وبعد وصول الطائرات مدينة الكويت لم يستطع الدليل أن يتعرف لا على المنطقة ولا الإذاعة.
أخذت الطائرات تحوم فوق المدينة وقائد التشكيل يستنجد بماذا يستطيع عمله وان التشكيل يتعرض لنيران كثيفة من كافة أرجاء المدينة حتى أصيبت طائرته جرح فيها الدليل ولكن الطائرة كان مسيطر عليها...
هنا تدخلت شخصياً وأمرت قائد التشكيل بإنزال القوة في أي مكان يجد فيه هوائيات لمرسلات الإذاعة والعودة فوراً، وقد تم ذلك فعلا بعد أن خسرنا طائرتين في هذه العملية إحداها مي/ 17 والأخرى مي/ 25 .
أما إجمالي خسائر طيران الجيش في عملية النداء بلغت 42 طائرة ما بين مصابة ومحطمة وستين شهيدً.
للأمانة أقول اني لم استطع فعل أو تغيير أي شيء لأني التحقت يوم الاول من آب وتوجهت إلى قاعدة الوحدة (الشعيبة) الجوية مع الفريق حسين كامل ووصلنا مقر الحرس الجمهوري الساعة 2200 ولم اعلم شيء سوى اخبرني حسين كامل باننا سندخل الكويت.
هكذا اسدل الستار على اكبر خساره تعرض لها طيران الجيش لم يكن لها مبرر على الإطلاق.
لم يكن للإنزال أي فائدة تذكر على سير عملية النداء، ومع شديد الأسف لم يجر تحليل للمعركة ولم يوافق احد من المسؤولين على تحليلها بالرغم من محاولاتي لمعرفة الأسباب الموجبة...
بل كانت الموجة طاغية... ان احتلال الكويت قد تحقق ولا يهم موضوع الخسائر وأسبابها، وكما يقال في الأمثال الهزيمة يتيمه وللنصر له الف أب ...