قراءة في كتاب
حرب احتلال العراق
الجزء الخامس
الحصار الاقتصادي
الذكرى الثامنة عشرة لحرب احتلال العراق- الحلقة/5
اللواء الطيار الركن الدكتور
علــــــوان حسون العبوسي
الحصار الاقتصادي الشامل 1990 – 2003...
وفق اللعبة التي خططت لها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية أصدرت الأمم المتحدة جملة من القرارات الجائرة ضد العراق:-
(660 -661 - 662 - 664 - 665 - 666 - 667 - 669 - 670 - 674 - 677 - 678 - 686 - 679 - 686 - 687 - 688 - 689 - 692 - 699 - 700 - 705 - 706 - 707 - 715 - 986 - 1284 - 1382 ....الخ ) وفق البند السابع.
هذه القرارات التي عزلت العراق وشعبه عن المحيط الدولي سياسياً واقتصاديا وعسكرياً وإنسانيا.
لو تعمقنا بماهية هذه القرارات لوقفنا على حجم الاستهداف المباشر للعراق ليكون رأس جسر للهيمنة على الإرادة السياسية العربية تمهيداً لاحتلاله.
لقد كانت الفترة 1990-2003 من أصعب الفترات التي جابهها الشعب العراقي وقيادته السياسية، انعكست على قدرات وإمكانيات الجيش العراقي بمختلف صنوفه.
حيث دُمر حوالي 50% منها وأعطب 25% (أما قوتنا الجوية فقد شملتها هذه النسب إضافة إلى 139 طائرة مقاتلة بضمنها أسطول نقل جوي استراتيجي وطائرة إنذار وقيادة وتوجيه نقلت إلى ايران وفق اتفاق مسبق معها)1 ، والجزء ألأخر المتبقي بحاجة إلى مواد احتياطية وتفاتيش دورية رئيسة يجب أجرائها في الدول المصنعة لهذه الطائرات.
على العموم نجحت اللعبة في استدراج العراق لهذه المواقف الصعبة التي عانا منها رغم كل الجهود المبذولة من قبل هيئة التصنيع العسكري ووزارات ألصناعة والمعادن والنفط والأشغال والتعمير ومعامل القوات المسلحة للحفاظ على ما تبقى من القوات ألمسلحة من خلال حملات الأعمار والتصليح وبذل الجهود لتصنيع قطع غيار بخبرة عراقية.
رغم كل ذلك فقد بدء العد التنازلي لهبوط كفاءة القوات المسلحة منذ عام 2000 مما أجبر القيادة السياسية العراقية اعتماد البدائل والمراهنة على العدد دون النوع (الكم دون الكيف) وعلى القوات البرية تحديداً.
عليه أستحدث تنظيم جيش القدس ككتلة بشرية مقاتلة التحق بها نسبة كبيرة من أبناء الشعب العراقي جلهم من المدنيين وأصحاب المهن والحرف العامة وموظفي الدولة والطلبة وشمل حتى المتقاعدين وكبار السن وكل من يستطيع حمل السلاح بشكل طوعي بغرض الدفاع عن العراق تجاه الكيان الصهيوني.
وشُكل أيضا تشكيل عسكري آخر هو جيش فدائيو صدام وهم من الشباب الذي ارتضى على نفسه الشهادة في سبيل الوطن وتشكيل جيش آخر من تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي وقد الحق لهذه التشكيلات ضباط من القوات المسلحة لتدريبهم وقيادتهم.
إلا أن ارتباط هذه التنظيمات كان خارج نطاق وزارة الدفاع، كل هذه التشكيلات حسبت كإضافة على القدرة القتالية الرئيسة (الجيش النظامي، جيش الحرس الجمهوري وجيش الحرس الخاص).
أما القوة الجوية فقد اعتبرت خارج الخدمة تقريباً بعد عام 2001 وأخرجت من القدرة القتالية بسبب تقادم أعمار طائراتها وخروج بعضها من الخدمة رغم الجهود المبذولة من قبل الفنيين في رفع صلاحيتها وتمديد أعمارها إلى الحدود القصوى المسموح بها فنياً.
وأحياناً كان يتم تجاوزها اضطراراً مما زاد من حوادث الطيران لسببين تجاوز العمر الافتراضي للطائرة وتقليل طيران الطيارين للحفاظ على مستواه الفني بالحدود الدنيا...
فبدلاً من أن يطير الطيار 20 ساعة شهرياً كما مقرر له، اصبح يطير 2-5 ساعات، مما قلل من كفاءته كثيراً، والسبب الاخر للحفاظ على أعمار وموقف الطائرات القتالي (كل ذلك كان انتظاراً لانتهاء الحصار وعودة الأمور إلى طبيعتها السابقة)...
لذا اصبح من المتعذر استخدام القوة الجوية في معظم الواجبات القتالية، وأنعكس الحصار أيضاً على طيران الجيش وأصبحت طائراته بنفس واقع حال القوة الجوية.
القوة البحرية هي الأخرى دُمرت معظم أسلحتها ومعداتها في حرب الخليج الثانية وأصبحت خارج الخدمة تقريباً عدا 10% منها، فاقتصر على زوارق الدورية وبعض من صواريخ (سلك وورم ) الساحلية، لذا لم تدخل في حساب القدرة القتالية للقوات المسلحة.
كما أن الدفاع الجوي هو الآخر أصبح في وضع لا يحسد عليه رغم استنفاذ منتسبيه لطاقاتهم كافة لصيانة أجهزته ومعداته القديمة المتهالكة وتطوير البعض منها وتحسين أدائها واستحداث أجهزة جديدة للتمويه على الصواريخ الموجهة من الطائرات المعادية ضد رادارات التوجيه...
ناهيك عن الكمائن التي كان يقوم بها والتي ادت إلى إبعاد الطائرات المعادية عن مناطق الحضر الجوي، ومع ذلك فقد خسر الدفاع الجوي أهم عنصر من عناصره القتالية وهو الإنذار المبكر الإيجابي والطائرات المتصدية.
لذا يعتبر تأثيره ضعيف تجاه التهديد الجوي الأميركي ووسائل تشويشه الإيجابي، اللهم سوى ما متيسر من الصواريخ ومدفعية ارض-جو القديمة والتي استهلكت هي الأخرى، بعد حرب الخليج الثانية وخلال فترة الحصار الشامل دون تحديث لقدراتها الدفاعية.
مما اضطر هذا الصنف البطل إلى استعمال مدفعية مقاومة الطائرات القديمة عيار 40 ملم و57 ملم و100 ملم ذات الرد الفعل البطيء في مواجهة العدو.
أما صواريخ ارض – ارض فقد دمرت كلها حتى المسموح بها من قبل لجان التفتيش إلا أعداد قليلة جداً ذات مدى 150 كلم .
المصادر
1. في مبادرة من قبل السيد الرئيس صدام حسين في 5 / 1 / 1990 حول اعادة وتطبيع العلاقات مع ايران وبعد ان ابدت ايران حسن نواياها تجاه العراق قبل التعرض للعدوان الثلاثيني ضده ، في 8 / 1 / 1991 زار وفد عراقي رفيع المستوى ايران مؤلف من نائب رئيس الجمهورية الفريق الاول الركن عزت ابراهيم الدوري وعضو القيادة السياسية وزير النقل السيد حمزة الزبيدي وتم الاتفاق على ارسال طائرات عراقية مدنية وعسكرية بغرض الحفاظ عليها من القصف الامريكي لفترة الحرب القائمة مع التحالف الدولي واعادتها بعد انتهاء الحرب وقد رحبت ايران بذلك ، في 15 / 1 / 1991 ارسلت 33 طائرة مدنية من ضمنها 22 طائرة اليوشن 76 وفي 26 / 1 /1991 بدء بأرسال الطائرات العسكرية إلى ايران، الرابط الاتي يوضح اللقاء مع السيد حمزة الزبيدي حول الموضوع