قراءة في كتاب
حرب احتلال العراق
الجزء السادس
الاعتداءات الامريكية الرجعات
الذكرى الثامنة عشرة لحرب احتلال العراق- الحلقة/6
اللواء الطيار الركن الدكتور
علــــــوان حسون العبوسي
الاعتداءات الأمريكية اللاحقة (الرجعات الاربعة)
بغرض الإمعان اكثر في تدمير القوة الجوية والدفاع الجوي ومعامل الانتاج المدنية والعسكرية قامت الولايات المتحدة الأمريكية بأربع ضربات جوية شاملة بين 13 / 1 / 1993 – 17 / 12 / 1998.
استهدفت القوة الجوية والدفاع الجوي بشكل خاص اطلق عليها بالرجعات اوجزها كما يلي:-
الرجعة الأولى~بدأت يوم 1993/1/13 وانتهت يوم 23 /1 / 1993:-
بالساعة 2000 يوم 13 كانون الثاني (يناير)1993، تصاعد النشاط المعادي داخل الأجواء العراقية بشكل مكشوف، وبلغ عدد التشكيلات التي اخترقت حدوده ( 24 ) تشكيل معادي...
بالساعة 2120 بدأت الطائرات المعادية وصواريخ كروز تعرضها على مواقع الدفاعات الجوية العراقية وبعضاً من المنشآت المدنية وكما يأتي:-
* كتيبة الإنذار والسيطرة 71 في محافظة ذي قار.
* كتيبة الإنذار والسيطرة 72 في محافظة العمارة.
* مهاجمة بطرية 226 من لواء الصواريخ 147 في قاعدة الوحدة الجوية.
* مهاجمة بطرية الصواريخ 571 في محافظة ذي قار.
* مهاجمة رعيل الإنذار في محافظة النجف.
* مهاجمة رادار في محافظة المثنى.
* مهاجمة مركز عمليات قاطع الدفاع الجوي الثالث...
الذي أدى إلى استشهاد اللواء الطيار الركن حازم السلامي آمر قاطع الدفاع الجوي الثالث! هذا البطل الذي اصر على عدم العمل من الموقع البديل للقاطع ومعه عدد من الضباط والمراتب العاملين في المركز.
* منشأة النداء العامة التابعة للتصنيع العسكري في الزعفرانية جنوب بغداد...
وقد استهدفت هذه المنشأة لأن لجان التفتيش كانت قد سجلت فيها المعدات ذات الأهمية الكبيرة للتصنيع المدني والتي لم تستطع تدميرها في الصفحة العسكرية عام 1991 إمعانا في تدمير البنية التحتية العراقية، حيث استخدمت صواريخ - كروز- في الهجوم على هذه المنشأة.
* مهاجمة فندق الرشيد وقد تم استهدافه بصواريخ – كروز- أثناء انعقاد جلسات المؤتمر الإسلامي التضامني مع العراق في نفس توقيت الهجوم أدى إلى استشهاد وجرح العديد من أعضاء المؤتمر الإسلامي وموظفي الفندق .
بعد هذه الليلة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى لسان قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال (جوزف هود) في مؤتمر صحفي..
أن تلك الهجمات قد تمت من قبل 110طائرة منها 80طائرة للضربة الجوية و 30طائره لأغراض الإسناد منها 36طائرة انطلقت من حاملة الطائرات كتي هوك.
كما ساهم البريطانيون في تلك الهجمات بأربع طائرات من نوع تورنادو، ومع كل ما تحمله تلك الطائرات من مواصفات فنية عالية، فأن 36% من القنابر لم تصب أهدافها.
كما تعرضت أحياء سكنية في النجف والبصرة وبغداد والزعفرانية للقصف الجوي.
استمر عدوان الرجعة الأولى حتى يوم 1993/1/20، تكبدت القوة الجوية والدفاع الجوي ومنشآت التصنيع العسكري وبعض الأهداف الحيوية خسائر أخرى إضافية.
الرجعة الثانية بدأت يوم 1993/6/27:-
عدوان الرجعة الثانية كانت على جهاز المخابرات العراقي في 27 حزيران /يونيو1993، حيث ادعت الولايات المتحدة ان جهاز المخابرات العراقي قد خطط لاغتيال الرئيس الأمريكي بوش أثناء زيارته إلى الكويت.
وهو التبرير الذي استندت عليه لمهاجمة هذا الجهاز، لكن السبب الرئيسي لاختيار توقيت العدوان هو وصول معلومات عن وجود اجتماع لمنتسبي جهاز المخابرات في ذلك اليوم واحتمال حضور رئيس الجمهورية صدام حسين هذا الاجتماع.
* وقد جرى تنفيذ العدوان بعد انتهاء الاجتماع بنصف ساعة تقريباً حيث أطلقت الولايات المتحدة من قطعها البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي 23 صاروخ كروزCruise missiles.
وقد استطاعت المراصد الحدودية في الساعة 1340 يوم 1993/6/27 بين منطقتي عرعر والابيّض على الحدود العراقية السعودية الأخبار عن مجموعة منها.
كذلك مراصد منطقة النخيب الاخبار عن دخول مجموعة أخرى من هذه الصواريخ باتجاه مدينة بغداد.
وقد اتخذت إجراءات الدفاع الجوي في الإنذار والتصدي لهذه الصواريخ أسقطت منها أربعة صواريخ قبل وصولها للهدف...
أما الصواريخ الأخرى فقد أصابت مباني جهاز المخابرات وبعض المساكن الخاصة بالمواطنين.
الرجعة الثالثة بدأت يوم 1996/9/3:-
في الساعة 0840 يوم 1996/9/3 رصدت المراصد الأمامية في محافظة البصرة صواريخ كروز Toma Hawk -Cruise missiles- توماهوك قادمة من الأجواء الكويتية...
كما شاهدت المراصد المتواجدة بالقرب من مطار الجليبة جنوب الناصرية هذه الصواريخ وهي تتوجه شمالاً.. في نفس اليوم أعلنت أمريكا أن صواريخها هاجمت وحدات الدفاع الجوي العراقية بـسبعة وعشرين صاروخاً من نوع كروز- توماهوك.
* اطلقت من طائرتين نوع B-52 G ~ ومن الطراد Ceylon سيلون ~ المتواجد في الخليج العربي، وبعدها توقف العدوان ولكن لبرهة من الزمن.
* ثم عاود الأمريكان يوم 1996/9/4 مهاجمة الأهداف مرة أخرى مستخدماً سبعة عشر صاروخاً من نفس النوع، ولكن أطلقت من قطع بحرية مختلفة، منها المدمرة الأمريكية روسل-Destroyer Russell.
* التي أطلقت ثمانية صواريخ كروز وسبعة صواريخ من المدمرتين الأمريكيتين Lahun لاهون~ و Destroyer Hewitt_هويت، وصاروخين من الغواصةJefferson City - جفرسون ستي المتواجدة جميعها في الخليج العربي.
وقد أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية، بحجة فعالية الدفاع الجوي العراقي جنوب خط العرض 32 وان ذلك يشكل خطراً على الطيران الأمريكي في منطقة جنوب العراق...
وعليه بعد هذا العدوان مددت خط العرض المذكور إلى 33 درجة القريب من العاصمة بغداد حوالي 50 كلم جنوب بغداد.
كانت نتائج عدوان الرجعة الثالثة شل / تدمير أهداف للدفاع الجوي شملت بطريات مقاومة الطائرات، ومراكز السيطرة والتوجيه، والمقرات، والمنشآت المدنية...
أدى ذلك إلى استشهاد عدد من الضباط والمراتب وجرح العديد من العاملين على أجهزة هذه الوحدات وبطبيعة الحال قللت من قدرات الدفاع الجوي.
الرجعة الرابعة 1998/12/17وسميت بعملية ثعلب الصحراء:-
بالساعة 0040، يوم 1998/12/17، بدأ العدوان الأمريكي على العراق، بصواريخ Toma Hawk -Cruise missiles كروز- توماهوك من القطع البحرية، ومن الطائرات، وبموجات متعاقبة...
* فالموجة الأولى استخدم فيها (159) صاروخاً.
* أما الموجة الثانية، فكانت في الساعة 0825 وحتى 0915- أطلقت فيها 10 صواريخ فقط.
* أما الموجة الثالثة فكانت في الساعة 1636 ، والمتكونة من 3 صواريخ.
* تلتها الموجة الرابعة بالساعة 2145 أطلقت فيها 22 صاروخاً.
* في اليوم الثاني عاود الأمريكان إطلاق صواريخهم منذ الساعة 0350 وحتى الساعة 2148 بموجتين أطلق فيهما 18 صاروخاً في الموجة الأولى..
* و(72) صاروخاً في الموجة الثانية ،
* هكذا جاء اليوم الثالث، بدأت الصواريخ هذا اليوم تنهمر بكثرة وبشكل انتقامي رخيص وذلك بداً من الساعة 0050 ، وحتى الساعة 2148...
بست موجات كانت على التوالي من ناحية عدد الصواريخ (( 31 - 6 - 2 - 37 - 15 - 41 )).
وعليه يكون أجمالي الصواريخ المطلقة (416) صاروخ كروزCruise.
- أما أهداف العدوان المادية كانت مبنى وزارة الدفاع العراقية القديم.
- مبنى المدينة الطبية في بغداد، ، وهناك مرافق أخرى مدنيه كثيرة طالتها تلك الصواريخ ، والقائمة قد تطول.
أما القوة الجوية التي هي الأخرى لم تسلم منهم...
- فقد هاجموا منها عدد من الاوكار الخاصة للهندسة الجوية.
- ثلاثة ملاجئ للطائرات أنشاها الاسبان.
- ثلاثة ملاجئ بناها المصريون في قاعدة تموز( الحبانيه) الجوية اكبر القواعد الجوية العراقية.
- كلية القوة الجوية أصيب فيها وكران للهندسة الجوية بأضرار وعدد من الطائرات المقاتلة والتدريبية وطائرة نقل.
- كما هاجموا مطار المعتصم في منطقة الضلوعية، دمرت فيه ثلاثة ملاجئ محصنة.
- كذلك طالت الضربات الجوية لهذه الرجعة العديد من أهداف الدفاع الجوي العراقي .
استنتاج:-
كما اشرت آنفاً ان الولايات المتحدة الأمريكية استشعرت بان العراق بدء بتنفيذ برنامج لإصلاح الأعطال واستحداث برامج تطوير بعض الأسلحة والمعدات العسكرية...
التي نتجت عن حرب الكويت ورفع صلاحيات بعض المعدات العسكرية ومنها وسائل الدفاع الجوي.
قامت بتوجيه عدد من الضربات الجوية الشاملة المشار اليها للامعان في خفض مستوى قواته المسلحة وتهيئة الأجواء للحرب القادمة بحجج وافتراءات عدم امتثاله لفرق التفتيش الدولية التي سيرد ذكرها في الفصول اللاحقة.
المصادر
1 ). اللواء الطيار الركن دكتور علوان حسون العبوسي :القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931- 2003 م . الاكاديميون للنشر والتوزيع – عمان – الاردن :2013 : ص 273 .
2 ).كافة التصاميم من تصميم الاستاذ مهند عبد الجبار الشيخلي .