غزو العراق فيه من الاسرار ما لم يعرف وينشر وفيه من الاعداد السابق للحدث بسنين طويلة ومهما تصور الكثير انه بلغ الحقيقة فانه لم يحصل الا على جزء منها بل هي اسرار مبهمه .
حتى المحافظين الجدد لم يعلموا بحقيقة اهداف المهمة التي وصلوا من اجلها لادارة امريكا وصنع قرار غزو العراق رغم انهم كتبوا مذكراتهم بما يشبه الاعتراف والاسف الا انهم تناولوا ما لا يؤدي لادانتهم.
تسعة اشخاص بثمانية رجال وامرأة قرروا مصير بلد وشعب واضاعوه الى زمن غير معروف وجعلوا مستقبله مجهول.
اغلب رؤساء العالم وساسته وصناع قراره كتبوا مذكراتهم وكشفوا جزء من حقيقة احاطت بقراراتهم في محاولات اما لتبرئة موقفهم او كشف الدافع الحقيقي للحدث او تغطيته بدافع اخر اخلاقي او ايدلوجي بعيد عن الدافع الحقيقي.
مهما تكن طبيعة الاعتراف فهو محاولة لكتابة صفحات في سفر التاريخ لتعرف اجيال ما حصل وما احاط بالحدث من تداعيات سبقته وادت اليه.
الرؤساء العرب لم نجد لهم مذكرات او ملاحظات او يوميات الا ما ندر حتى الساسة الذين كانوا جزء من نظام الحكم او جزء من حدث انقلابي او من حرب ولازالوا على قيد الحياة لم يكتبوا مذكراتهم ليكشفوا مادار من وجهة نظرهم على اقل تقدير.
رئيس النظام السابق هو الصندوق الاسود لحقبة لم تبدأ بانقلاب 1968 بل ما سبقها من احداث وانقلابات واهم ما كان من حقائق يكمن بعد سنة 1979 حين استقر القرار الامريكي على قطع العلاقات بين سوريا والعراق.
نشوب حرب بين العراق وايران والتي عند سنة 1986 شهدت منعطف غيّر القرار الامريكي الداعم للعراق وبدأ بالتعامل مع ايران ودفع دول الخليج لتبني هذا النهج الجديد لنظام دولي جديد.
رغم ان لاسرائيل دور مهم في تحديد مهمة سرية روجت لغيرها ورغم ان الادارة الامريكية باقطابها وجدت في الديمقراطية والحرية مادة لتخدع بها العراقيين وشعوب العالم.
الا ان الديمقراطية والحرية لم تكن الدافع والهدف ولكنها كانت الغطاء والناتج العرضي الذي سوقته الادارة الامريكية كذريعة اثبتت زيفها.
الارشيف الاهم الذي نقله السفير الروسي الى موسكو يوم 7/4/2003 وحينها استخدم موكبين احدهما وهمي تعرض لضربة امريكية اما الموكب الذي يحمل ارشيف صدام حسين السري فقد تمكن من مغادرة العراق الى سوريا دون تعرضه لاستهداف من القوات الامريكية.
الاهتمام الامريكي والروسي بذلك الارشيف والطريقة المثيرة التي تم نقله بها يؤكد وجود ما هو مهم ويمثل تاريخ هو الاهم في الحقيقة.
كما ان سيطرة احمد الجلبي على وثائق الدولة العراقية المهمة التي جمعت وتم وضعها في بناية الاسواق المركزية في المنصور...
التي تم استغلالها للابتزاز والبيع والتلف والضياع يمثل ضياع لجزء مهم من تاريخ وتوثيق مهم لحقائق زمن هو الاهم في تاريخ العراق.
نزار حمدون سفير العراق في واشنطن كتب مذكراته وكان من المقرر ان تنشرها زوجته بعد وفاته تم منعها وتم الاستيلاء على مسوداتها من قبل النظام السابق وقوى دولية واقليمية لما تتضمنه من حقائق مهمة...
ما تسرب منها ان نزار حمدون سأل صدام حسين عن سر التخطيط في امريكا لامر يؤكد تنفيذ غزو للعراق فاجابه صدام بعد ان ضحك بان غزو العراق يحدث بعد ان يغزو العراق دولة مجاورة حينها تتغير خرائط العالم