recent
أخبار ساخنة

ما الفرق بين التنظيم والعشوائية؟

Site Administration
الصفحة الرئيسية

الفرق بين التنظيم والعشوائية هو ذات الفرق  ما بين الأواني المستطرقة ووجود اكثر من منفذ في اناء واحد يسكب في وقت واحد دون وجود قياس يضبط التوزيع العادل. 

مما يؤدي لهدر بلا عدالة يوزع بشكل جائر ويبحث المستفيد عن ذرائع يسوقها كمبررات أيدلوجية او أخلاقية. بمفاهيم مزيفة كالعدالة الانتقالية وجبر الضرر وهو بالأساس والنتيجة امتياز ضرر لا يبني دولة ولا يخلق مجتمع متماسك.



الاستاذ راسم العكيدي


الفرق بين العشوائية والتنظيم هو كالفرق ما بين المساواة والعدالة:

 فالأولى أن ينطلق الجميع من خط بداية واحد وبنفس الظروف والعوامل دون تفرقة ولأي مبرر. 

الثانية هي تمكين الضعيف ومن لا مقومات له تساويه مع أقرانه ليكون بمستوى واحد عن خط الشروع.

 العدالة حين لا تعتمد معيار منظم فإنها تعاقب الكفوء. ومن يمتلك مؤهلات وتمكن من بلا أدنى كفاءة ولا يملك مؤهلات. مما ينعكس سلباً على الدولة في تطورها وخدماتها وسياساتها. وعلى المجتمع حيث ينقلب هيكله وهرمه الطبقي. ويؤدي لخلق حالة من عدم التوازن والاختلال يهدد التماسك والسلم المجتمعي. 

هذا ما جرى بعد 2003 وجرى بنسب متباينة في حقب الانقلابات والمتغيرات في العراق في تمكين من يراه الانقلابين انه كان من المتضررين من النظام السابق. وتمنحه امتياز بلا ضوابط وبلا حدود على حساب من تراه. هي انه من اتباع النظام السابق أو مستفيد من المرحلة السابقة.

فتدفع للاستيلاء والسطو وتغذي تلك الثقافة من دون التنظيم والعشوائية تحت مفاهيم لا تنطبق على الحالة من الفرق ما بين عدالة انتقالية. وجبر الضرر وامتياز الضرر وأبعاد وحرمان من تريد إبعاده. ومعاقبته ومصادرة أملاكه لارضاء وجمع المناصرين والاتباع لخلق بيئة اجتماعية وسياسية للسلطة الجديدة.  

بعد 2003 غيرت أمريكا المعتقد الأساسي للمجتمع والمتمثلة بالهوية الوطنية الأساسية وبذلك غيرت السلوك لان المعتقد اصل السلوك.

كذلك غيرت التنظيم السياسي لإدارة الدولة وضوابطه وقوانينه بتعطيلها، وحساب تبعية القوانين للنظام السابق وليس للدولة. كما إن أمريكا أعادة توجيه الموارد والثروة بطريقة سياسية ورسمت إدوار عشوائية. وجعلت من يرسم الأدوار هو المنتمي لحزب معارض وليس رجل الدولة وصنعت عملية سياسية بلا أهداف دولة. 

كما إنها حلت الجيش والقوى الأمنية بذريعة أنها مخترقة من النظام السابق ووجود تباين وعدم توازن في هيكليها مما أدى حسب ذريعتها الى تنفيذها لشريحة معينة وليس للبلد.

لكنها شكلت الجيش الجديد والقوى الأمنية من دمج لمليشيات أحزاب ومنحت عدد غير قليل منهم رتب عليا مما أدى لوجود اختراق واضح وتنفيذها لشريحة محددة. 

العشوائية وعدم التنظيم في تشكيل الدولة.

وهذا ولد رد فعل ضدها وضد الدولة المزمع تشكيلها مع وجود رد فعل من قوى اخرى. نتيجة تبعية الجيش الجديد لها وتمكنها وتشجيعها لنمو غير متوازن لإدارة الدولة. صنع صراع عنيف احرق البلد. 

إن استمرار تغذية المفاهيم الغير متطابقة مع الواقع والبناء عليها بنفس الأسلوب والشكل السابق. الذي اعترضت عليه تلك القوى السياسية التي تغذي هذه النزعات التي ساقتها كمبرر للتغيير. 

لكنها ترفض اعتمادها كمبرر للاحتجاج والمطالبة بالتغيير والإصلاح وهذا يهدد السلم المجتمعي ويغذي الصراعات ويمنحها المبررات ويعيق الاستقرار.

الذي أساسه التوزيع العادل للثروة وفق قوانين وضوابط دولة وفق نظام وتوازن الكفاية والكفاءة والمؤهلات.  

لازال من يضع نفسه في موقع المسؤولية يدافع عن نفسه وعن اتباع له يسلبون ثروة البلد وحصة الفقراء فيها تحت ذريعة العدالة الانتقالية وجبر الضرر. 

هو وغيره يهيمنون على المناصب العليا بذريعة امتياز الضرر. ويسلب الشعب العراقي كل الشعب ويجرده من ضرر أصابه بأجياله. من حروب سيقت لها أجيال وفقد الكثير أرواحهم. 

لازالت عوائلهم بلا معيل لأنهم يرفضون الاعتراف بانها حروب. ومن حارب فيها كان مسخر بل يروه متطوع قابل برضا. ويرون أن ضرر الشعب من الحصار هو استحقاق لشعب ساكت لم يثور على نظام. 

هم هربوا من قمعه وحروبه ويريدون من الشعب أن يمتلك جرأة وتصدي وشجاعة افتقدوها وهم بذلك يدفعون لفقدانهم الشرعية ويعطون مبرر لسقوطهم... 

نتيجة تمسكهم بما استولوا عليه وسطوا عليه وحرموا مستحقيه منه وهو قمع أقسى مما يروه. قمع وتجربة أسوء من سابقتها ويضعون الفرق مقارنة ما بين التنظيم والعشوائية. وبعد كل هذا هم بهم فيها خاسرون حتماً.
< سابق...  مقال  للكاتب ... تالي >
google-playkhamsatmostaqltradent