لن يبنوا دولة
ولن يبنوا اقتصاد متين
بقلم / راسم العكيدي
لن يبنوا دولة ولن يذهبوا لانتخابات صحيحة حرة ونزيهة ولن يعلوا القانون ليسود على الجميع ولن يشرعوا قوانين تنظم الحقوق وتمنحها للمواطنين بانسيابية وبتطبيق امين للقانون...
ولن يبنوا اقتصاد متين واضح النموذج ولن يقروا موازنة توزع الثروة بانصاف وعدالة لان بناء دولة بهذه الوسائل ستؤدي لخروجهم خارج اللعبة وتقصيهم من الانتخابات.
حالة اللادولة وهي حالة الفوضى اصبحت هي الوسيلة والغاية وركن لها الساسة وتقبلها المواطن وانتظم الجميع بطوابير فيها كل يبحث عن مصالحه باسلوب التملق والمطالب الفئوية.
المرشح مخضرم كان او جديد يركض خلف الناخب ويهتمون به ويطلقون الوعود لتحويل المواطن الى صوت رخيص بارخص الوعود ويستغل المرشح اي ازمة او حقوق مسلوبة لكي يظهر كبطل وان لم توجد ازمة صنعها ووضع نفسه في موضع الحل.
الناخب استحلى حالة الضعف ولعب دور المظلوم وتقمص دور الضحية ليحصل على ادنى حقوق وجزء يسير منها...
وهو مكتفي بها يشعر نشوة الاهتمام وانه قرب صانع قرار سيكون معه ان فاز مخير ومدلل ومواطن من طراز مميز ومن الدرجة الممتازة.
المرشح بعد الفوز يلهو بنفسه وينتشي بنشوة السلطة وينشغل بتحقيق اقصى مصالحه...
حين يختلط باهل السلطة يدرك ان اي عملية تنظيم للحصول على الحقوق وبشكل طبيعي منساب واي خطوة لبناء الدولة تعني تحرر المواطن من تحت تاثيره وسطوته وانه سينال حقوق في تعيين او فرصة عمل وسيحصل على حصته في الثروة...
وسيبني حياة مستقرة باوضاع مستقرة تتطور وهنا لن يحتاجه ولن يبقى متمسك باطراف ثيابه فقد تمكن ومر وعمل وبدأ يرتقي بنفسه.
لذلك فانهم وقفوا عند عتبة الانتخابات واختزلوا الديمقراطية بها وتسمروا عند الموازنة كقانون سنوي غير ثابت ويتغير ولن تخلق الموازنة وضع مستقر، ومواطن متمكن بل تجعل البلد وثروته وموارده ومواطنيه ومتطلباتهم رهن قرار الطبقة السياسية...
تتقاسم المصالح وتعقد الصفقات وتمرر تمرير متبادل لوضع حلول وقتية لازمات مزمنة كمهدئات وليس علاج.
وما يتم منحه للمواطن ليس سوى فتات من حقوقه تجعله مربوط بالانتخابات وعند موقع الطبقة الحاكمة وكلما احتج رموا له بما يهدأ ويلهي مع تقسيم المجتمع ومطالبه لكي تكون امواج ضعيفة لا تجرف ولا تغير ولا تتوحد بموجة عارمة كسيل جارف.
ارتبط وضع العراق بالانتخابات والموازنة وشعب ومرشحين مخضرمين اصبحوا خبراء باحتياجات الشعب وكيف يخلقوا ازمات ويمتصوها...
وكيف يكونوا ابطال منقذين وكيف يطلقوا الوعود ومتى ولمن وكيف يتحركوا نحو ما يهم الرأي العام ويؤثر بمزاجه وحتى حين يوجه نقد لهم فهو بمثابة رفع لهم للاعلى.
اصبح الوضع كالتمثيل فهناك مؤلف ومخرج ومنتج ومشاهدين والمنتج يبحث عن نجم الشباك الذي يأتي بايرادات عالية مربحة...
والمشاهد يدخل الصالة ويدفع التذكرة لنجم الشباك الذي صنعه صنانع النجوم ولا يبحث عن الممثل الذي يتناول هموم الناس وما يؤثر بحياتهم.
لذلك لن يؤثر من يرشح من اجل بناء دولة ولن يصعد من يتعامل بصدق وواقعية ولن يفوز اصحاب الفكر والكفاءة والخبرة ومن سيتسلق هم من يجيدوا منح الفتات ورمي حبال الوهم التي تذوب بعد الانتخابات...