تقوم الشاعرة السورية ليلاس زرزور بأعداد حوارات مع شعراء وادباء الوطن العربي في بادرة وأبداع شخصي لتوثيق سيرة المبدعين والمتواجدين في فضاء التواصل الاجتماعي لرفد الساحة الادبية وتسليط الضوء على نتاجهم.
ضيف الحلقة اليوم هي الشاعرة السورية مديحة بارواي في حوار شعراء وأدباء فأهلاً وسهلاً بالشاعرة مديحة.
الشاعرة السورية مديحة باراوي من مدينة دمشق .. تعيش حالياً في ألمانيا...
عاشقة للحرف شغوفة بالشعر ..مولعة به حد الوله، لم تعطها الحروف يوماً موعداً محدداً للكتابة...
بل عايشتها وترعرعت بين خلجات روحها ونبض الوتين ، لتخرج إلى النور بلا سابق عهد ووعد منتصبة الأطياف، أمام ناظريها بين حين وحين تحكم قبضتها على اليراع وتنسم عطر الحرف تداعبه تناجيه ..
بدأت موهبتها منذ نعومة أظفارها في المرحلة الابتدائية إذ كانت حصة التعبير الكتابي بالنسبة لها الأمتع والأجمل دوماً وبعدها كبر عندها شغف الكتابة وازاد ولعها بها...
بدأت كتاباتها تتغير حسب تغير ظروف الحياة التي أثرت في أسلوب كتابتها للشعر،حيث بدأت رحلة الكتابة تشد رحالها وتحطها إلى أن وصلت إلى عالم التواصل الافتراضي.
حيث أصبحت تنشر كل ما يبوح به القلم في صفحتها ومجموعاتها الافتراضية ويتابعها العديد من الأصدقاء وشجعوها على جمع كل ما تكتبه.
هكذا تم إصدار أول ديوان شعري لها جمع مجموعة من قصائدها المتنوعة بين وجدانية وغزلية عاطفية ووطنية بثت بين خلجاتها اجمل رسائل الحنين .. ولواعج الغربة وحب الوطن الذي أضنى الوتين ..
شاركت بالعديد من الأمسيات ..
ونشرت لها الكثير من المجلات الورقية والمواقع الإلكترونية ...
كان لنا معها هذا الحوار الماتع القيم ...
1- متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتيها دورها في ظهور هذه الموهبة؟ ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟
بدأت موهبتي منذ نعومة أظفاري في المرحلة الابتدائية إذ كانت حصة التعبير الكتابي بالنسبة لي هي الأمتع والأجمل دوما .. وقد شجعني أهلي وإخوتي وأصدقائي وعدد من المعلمين الغالين في مراحل تعليمي المختلفة.
2- الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع؟ وما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟
الموهبة أولا بلا شك ثم تأتي الخبرات من التجارب وظروف الحياة التي نمر بها والتي غالبا مايكون لها أثرها البارز والفعال في تمحور الموهبة وتحديد اتجاهاتها وصقلها وتطويرها مع الزمن.
3- كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسرين ذلك ؟
لا أؤمن بهذه المقولة فمن لا يمتلك المعجم اللغوي لن يحالفه الحظ إلا كما يحالف فقاعة صابون تكبر حينا لتنفجر وتتلاشى.
4- ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة؟
.. الحركة الأدبية في بلادنا اليوم مثلها مثل باقي المجالات العلمية والثقافية ماهي إلا انعكاس للتردي الذي نعيشه من عقود ولكن هذا لايمنع وجود واحات خصبة ظليلة هنا وهناك نتفيأ ظلالها وتقينا قيظ القحط العام الذي لازال يتوعدنا بين حين وحين وتقينا من جمر لفحه أصالة بعض الريادات ..
5- هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية ..
وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته
6- ما رأيك بالنقد ..
.. النقد الموضوعي البناء يعتبر نقلة نوعية في عالم الفنون الأدبية فمن خلاله تتم عملية إعادة خلق إبداعية بالتحليل والتنقيح للفكر واللغة وقدح شرارة الإضاءة النص ومحتواه ومابين السطور وما يتراءى من هالات نور وإيحاءات افتراضية..
7- هل ترين أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر؟
.. نعم للأسف يمر الأدب عموما بمرحلة تدهور مثله مثل باقي المجالات والفنون بشكل عام .. وهذا لايمنع وجود استثناءات ووجود واحات شعرية خصبة مميزة..
8- ألا تشعرين بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ..
.. التباين لا أراه عيبا في الشعر المعاصر بل تناسبا وتوافقا مع التطور واختلاف سمة العصر ..
فمن الطبيعي ان يتأثر الأدب بالعصر الذي يفرزه وبالمعطيات التي تحيط به ..لكن للأسف لازال هذا الشعر المعاصر عموما يحبو على طريق إيجاد هويته وجذور لبناء أصالته ..
9- ما نوع الشعر المفضل لديك ؟
هل الشعر هو تعبير عن الإحساس .. كل شعر شفيف الحرف رهيف الصورة أنيق بيِّن المعنى جميل .. ومن الطبيعي أن نلمس ارتباطه الوثيق بالإحساس الشاعري الرهيف والشعور الإنساني الشفيف...
10- هل الشعر صناعة
.. لاتكفي الصناعة لخلق الإبداع فلابد من الموهبة أولا ثم يأتي صقلها بالثقافة وسعة الاطلاع
كالزهرة الصناعية مهما كانت رائعة الصنع ومهما أعجبنا شكلها تبقى جامدة لا رائحة لها ولا عطر يفوح منها إن خلت من نبض الحياة ..
11- ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر؟
وجدت عدة تسميات لهذا النوع الأدبي الشعري منها الشعر الحر او شعر التفعيلة والنثر الشعري وقد استطاعت أن تثبت وجودها على يد الرواد الكبار في عهود النهوض الوطني "كنزار قباني "ونازك الملائكة و"السياب و"درويش وغيرهم..
لكن للأسف مع مراحل الانحدار كثر الغث الدخيل البعيد كل البعد عن سمات الشعر الأصيل وكثر المدعون حيث أصبح كل من هب ودب يدعي انه شاعر وينثر مالا علاقة له بالشعر ولا بالأدب حتى وصل الأمر إلى إساءتهم وتشويههم لهذه الأنواع الأدبية الشعرية..
12- كيف ترين الوطن في شعرك ؟
.. الوطن أَجمل قَصِيدَة
13- ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقدين بأن وسائل الاتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
.. في الآونة الأخيرة كثرت الأخبار التي تتنبأ بقرب اختفاء الكتاب الورقي ليحل محله الكتاب الرقمي وليد التكنولوجيا الحديثة...
التي يمكن قراءتها عبر قارئ الكتب المسمى (كيندل) أو جهاز أبل ماكنتوش الجديد المطور "آيباد" وأن تلك الكتب ذات الأغلفة الملونة والورق المصقول أو الخشن التي أدمناها منذ الصغر وبنت ثقافتنا التقليدية والأكاديمية ستصبح مجرد ذكرى في زمن قد يكون قريب...
وأن ذلك سينطبق أيضا على الصحف الورقية المعتادة التي توقف بعضها بالفعل عن النشر ورقيا واكتفى بنشر مواده على مواقع إلكترونية يمكن الدخول إليها عن طريق الاشتراك.
14- كيف تنظرين للمرأة كشاعرة ؟
.. أنا كامرأة طبعا أنظر إلى بنات جنسي، نظرة ملؤها الحب والود والاحتضان للكيان الأنثوي الذي يتمتع بمزايا وسمات لاحدود لها لكنها لم تنل بعد ماتستحقه من تقييم وتكريم واحترام ..
فلا تزال العقلية العامة تتناول بعض هذه المزايا تناولا سلبيا يبخسها حقها ويجعلها مصدر إدانة واتهام ..
.. وانا كشاعرة أجد ان المرأة استطاعت ان تثبت ذاتها وأن تتميز في كثير من الأحيان في كل المجالات ومنها الشعر والأدب.
15 - هل توافقين على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيراً ؟
.. لا أرى انها مقولة أساسا بل قول خاضع للنقد أعترض عليه .. فإثبات الذات لايأتي عن طريق إصدار ديوان فكم من الدواوين غلفها الغبار وبقيت مركونة منسية على رفوف الزمن ..
16- ما سر نجاح الشاعر
.. توفر الموهبة وصقلها بالثقافة وسعة الاطلاع ومعايشة الواقع لا النظر إليه من برج عاجي يضلل الرؤى ويحرف مسارها ..
17- لمن تودعين أسرارك وآراءك الشخصية ..
.. أودعها عند شقيقة هي لي أقرب صديقة حباني ربي وأغناني بها عن كل رفيقة ..
18- لو جلست وتساءلت حول ما أنجزتينه فماذا تقولين ..؟
.. أقول انني لازلت في اول الطريق ولازالت طموحاتي أكبر واوسع من عمر يحتويها جميعا ..
19- ماهي كلمتك لجيل اليوم؟
.. أبارك مساركم وأشد على أيديكم وأتوقع لكم مستقبلا زاهرا رغم كل ما يحيط بكم ويتوعدكم من محن وعوائق وإحباط ..
20 - كلمة تحبين توجيهها إلى القراء ..
ارجو الا اكون ضيفا ثقيلا عليكم .. وأرجو ان اكون قد استطعت ايصال لمحة واضحةعن ادبي وبعض أفكاري... وأرجو ان يجمعنا دائما نبل الهدف وأصالة الموقف وان اختلفت آراءنا فأنا احترم الاختلاف وأرى فيه غنى لكل الأراء المطروحة
.. وفي نهاية هذا اللقاء : لا يسعني إلا أن أتمنى النجاح والتوفيق للجميع وأنهي لقائي: بشموع أمل