مدونة شخصية من بلادي تسلط الضوء حول سيرة شخصية عراقية هو توفيق وهبي بك أبن معروف أفندي؛ عمل ضابط ، ووزير، ومؤرخ كردي.
توفيق وهبي ينتسب الى سلالة بكزادات (قليجة وميره دي)، وهو ابن معروف أفندي بن محمد بك بن حسن بك بن ميران بك، من أسرة (خدربكي).
يبدأ تأريخ هذه الأسرة من (خدر بك) وهو أحد امراء البابان، الذي كان معاصراً للسلطان سليمان القانوني (1521 – 1566).
ولد توفيق وهبي في مدينة السليمانية بتاريخ 1-1-1891، توفي والده وهو طفلاً صغيراً...
أكمل دراسته الإبتدائية في السليمانية، وفي عام 1904 ذهب إلى بغداد وأكمل دراسته المتوسطة والإعدادية العسكرية وأستطاع الحصول على درجات جيدة فيها.
• توجه إلى مدينة أسطنبول عاصمة الإمبراطورية العثمانية آنذاك لإكمال دراسته العليا، وتم قبوله في كلية الأركان تموز 1918 وأجتازها بنجاح وأصبح بذلك ضابط ركن في الجيش العثماني.
وفي الوقت الذي أعلن فيه العثمانين أنسحابهم أمام القوات البريطانية في شهر أيلول عام 1917، كان هو قد شارك في حرب منطقة الرمادي وفي الوقت الذي وقعت هذه المدينة تحت سيطرة القوات الأنكليزية أنسحب وقواته إلى منطقة (هيت).
• عام 1918 نُقل للمشاركة في حرب فلسطين تم ترقيته توفيق وهبي إلى رتبة رائد في الجيش، تم منحه في وقتها ميدالية البطولة من القيادة الألمانية...
سبب منحه تلك الميدالية أنه في ذلك الوقت من الحرب كان العثمانين والألمان يشكلون تحالفاً ضد كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا.
• في الوقت الذي الذي خسر فيه العثمانين وتحالفهم الحرب العالمية الأولى والتي أنتهت في تشرين الثاني عام 1918...
• انتدب مع عدد من الضباط العثمانين لتقديم الاسلحة للثوار الليبين ضد الايطاليين وخلال مسير القافلة في الصحراء فقد وهبي مجموعته في الصحراء وتاه عنهم لم يكن يمتلك غير رغيف الخبز والحلاوة والبوصلة ...
بدأ المسير ليوم كامل لكنه عاد لنفس الموقع وفقد الامل في النجاة، أستدل بعد أن ايقن أن الموت قريب منه حتى سمع نباح الكلاب وأنقذه البدو من موت محقق بعد أن أكرموه وفي أب من عام 1919عاد توفيق وهبي إلى العراق وذهب الى مدينته في كردستان.
• بعد عودة توفيق وهبي أب 1919 مباشرة عين بوظيفة الضابط السياسي في رانية ولم يبقى فيه لعدة أشهر، بداية 1920 عين توفيق وهبي آمرا لقوات الليفي في السليمانية، وفي آذار من السنة نفسها انتخب لعضوية مجلس إدارة مدينة السليمانية، ومن ثم تم ابعاد وهبي من قبل الادارة البريطانية في السليمانية الى بغداد 15 حزيران 1920.
• كان توفيق وهبي من ضمن اللجنة التي أجتمعت لتأسيس الجيش العراقي وكان أحد الضباط الاكراد المساهمين في يوم 6 من كانون الثاني سنة 1921 وعين ضابطاً في دائرة الحركات العسكرية.
• عند عودة الشيخ محمود الحفيد في ايلول 1922 من هندستان إلى مدينة السليمانية وأصبح ملكاً لها، أنظم توفيق وهبي إلى قوات الشيخ محمود الحفيد في شهر تشرين الأول عام 1922... وفي الدورة الثانية أصبح مرافقاً للشيخ محمود الحفيد.
ومن المفارقات أن بعض الشيوخ المتعصبين صدرت قائمة خاصة بأسماء من يدعون أنهم كفار ويجب قتلهم وكان أسم توفيق وهبي من ضمن القائمة لذلك هرب 3/4 اذار1923عن طريق حلبجة الى بغداد.
• اما توفيق وهبي فقد سجن لمدة 42 يوماً، وبعد أن أطلق سراحه من السجن في أواخر عام 1923، تم أعادته للخدمة آمراً للتدريب العسكري في وزارة الدفاع العراقي.
• في شهر آب عام 1925 عُين مديراً للمدرسة العسكرية في بغداد وتم ترقيته إلى رتبة مقدم ركن.
• عام 1929 أرسل إلى أنكلترا للمشاركة في دورة لتطوير المعلومات والمهارات العسكرية.
• عام 1930 تم ترقية الدرجة العسكرية إلى رتبة عقيد وتم تعينه أيضاُ متصرفاً لمدينة السليمانية، لكن بسبب مظاهرة الـ 6 من أيلول عام 1930 في ساحة ( سه را ) وسط السليمانية بسبب الاعتراض على المعاهدة العراقية البريطانية؛ تم أعفاء توفيق وهبي من منصبه.
• عام 1931 وبعد حرب الشيخ محمود الحفيد ضد السلطات والقيادات العراقية في منطقة ( ئاوباريك ) ، أُعتقل بتهمة المطالبة بتغيير الحكم و جعله حكماً كوردياً وحث الشعب الكوردي على إحداث إنقلاب لتحقيق ذلك، وبقي هذا الشخصية الكوردية المعروفة فترة من الزمن دون عمل إلى عام 1946
• عام 1946 أصبح وزيراً للإقتصاد العراقي في حكومة حمدي الباججي وبعدها وفي عام 1958 باسم الكورد عُين كوزير للدفاع والمعارف.
• في أوائل عام 1958 أصبح عضواً في مجلس أعيان العراق.
• بعد ثورة 14 تموز 1958 ترك توفيق وهبي العراق وسافر إلى لندن وعاش فيها سنواته الأخيرة ومن هناك مارس كتابة التأريخ واللغات الكوردية.
• كتاباته : الأستاذ توفيق وهبي كانت له العديد من الإصدارات الثمينة في اللغة والتأريخ الكوردستاني القديم باللغة الكوردية والتركية والعربية والأنكليزية وأغلب تلك تلك الإصدارات تم طبعها.
• الإصدارات الكوردية المطبوعة
- دستور اللغة الكوردية – طبع في بغداد سنة 1928 ويحتوي على 114 صفحة - القراءات الحديثة – طبع في بغداد سنة 1933 ويحتوي على 44 صفحة
- جزء من كوردستان – طبع في بغداد سنة 1947 و يحتوي على 18 صفحة
- القاموس الكوردي – إنكليزي (بمشاركة ئدمونيز) طبع في لندن سنة 1965 ويحتوي على 179.
• إصدارته المطبوعة باللغة العربية
- رجعیة المانیا وعبادة القوة - طبع في بغداد سنة 1942 و تكون من 36 صفحة
- الأصل والإستطراد في أصل معنى بغداد – طبع في بغداد سنة 1950 و تكون من 51 صفحة
- قواعد اللغة الكوردية ج (1)- طبع في بيروت سنة 1956 وتكون من 112 صفحة
- قواعد اللغة الكوردية ج(2) – طبع في بيروت سنة 1956 وتكون من 55 صفحة
- التون كوبري- طبع في بغداد سنة 1956 وتكون من 28 صفحة
- سخرة من دربند بازيان إلى طاسلوجة - طبع في بغداد سنة 1956 وتكون من 36 صفحة
- حول مقال مسؤولية الأديب الكوردي للأستاذ عبد المجيد لطفي- طبع في بغداد سنة 1973 وتكون من 15 صفحة.
• إصداراته المطبوعة باللغة الإنكليزية
- كهف كندوك - طبع في بغداد 1949.
- مآثر الإيزييديين- طبع في لندن سنة 1968.
- قواعد اللغة الكوردية – الجزء الأول طبع في لندن سنة 1962.
• اُختير كعضو وبإفتخار من قبل مؤسسة المعارف الكوردية في سنة 1971 وذلك لتحقيقاته الفريدة التي كان يكتبها في المجلات الكوردية.
يوم 5-1-1984 في مدينة لندن وافته المنية عن عمر ناهز الـ 93 سنة ونقل جثمانه إلى مدينة السليمانية وتلبية لوصيته وارى جثمانه الثرى في منطقة بيره مكرون بجوار قبر الرجال الأكراد الأفاضل.