معركة غزة
دور القوة الجوية
رياض عباس البياتي
استنباط الدروس من معركة غزة أظهرت دور وجبروت القدرة الجوية عموما والقوة الجوية الإسرائيلية بالخصوص ودورها في معركة غزة.
القوة الجوية الاسرائيلية هي من رسمت نصر معركة غزة موضوع لا يحتاج الى جدال وهو ما يؤكد لنا لماذا تم تحطيم القوة الجوية العراقية بعد العام 2003.
تحطيم القوة الجوية العراقية لم يكن هدف انفعالي، ومحاولة لتصوير القوة الجوية العراقية الذراع الضاربة لحزب البعث، هي التي تأسست في العراق قبل تأسيس حزب البعث في سوريا.
تصويرالقوة الجوية العراقية كمخطط للأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها النظام السابق، "مزحة سمجة لا يصدقها إلا جهلة.
القوات الجوية لدى كل الأمم التي وضعت احلامها إطار دولة.رهنت حماية الدولة بقدرتها الجوية،وذراعها القوي القوات الجوية.
النظام الجديد الواصل على ظهر الدبابة الامريكية، الذي خلف نظام البعث؛ كان نظام جهل فاضح. رموزه جهلة بكل معنى الكلمة.جهل ممزوج بحقد على العراق الدولة.لاسباب معظمها شخصية.لم نشاهد منهم موقف ايديولوجي او وطني واضح .
لذلك اتجهوا بسرعة لتدمير الوطن عبر تدمير دولة العراق وسورها الحصين هي القوات المسلحة،وبالأخص القوات الجوية: لأنهم اجهل من ان يدركوا ما يفعلون في هذا الجانب فقد كانت هناك جهتان؟ لا ترغب ان يمتلك العراق قدرات جوية.
اسرائيل هي التي جربت نوعية طياري العراق في حرب 1973؛ وٱيران التي تدرك جيداً ان القوة الجوية العراقية باستراتيجية حرب الناقلات والقصف العميق هي من جرعت قادة إيران السم.
الجهلة لا يفقهون كيف يدمرون القدرة الجوية العراقية، لذلك كان واضحاً ان (قانون الاجتثاث) هو المقدمة المناسبة لإبعاد العنصر البشري الكفوء، مع الغاء خدمة العلم.
لقد رهن التطوع في الجيش العراقي بالقوى السياسية، وانهارت فلسفة الجيش الوطني لصالح جيوش طائفية او مناطقية واخيراً جيش مؤدلج، لأن القوة الجوية سلاح لا يمكن لهذه المعايير الطائفية ان تحكمه.
فقد أصرت هذه القوى السياسية على منع اعادة القوة الجوية العراقية بموجب خطة مشبوهة، وهذا اقل ما يقال عنها.
الارهاب ما كان له ان يتوسع بالعراق لو وضعت الامكانيات الجوية الموجودة في العام 2003 رغم شحتها، بيد ضباط القوة الجوية العراقية.
أدرك ذلك تحالف ايران القاعدة. معركة الموصل في العام 2016 كان للقدرات الجوية للتحالف دور مهم في نجاحها، ولحد الان العمليات البرية لا تتوفر لها فرص النجاح بدون القوة الجوية.
لذلك الحديث عن وطن مستقل مقتدر لا يهم هذه القوى. بقدر ما يهمها ان يبقى العراق ضعيفاً بدون قوة جوية.
كان الأمر يتجه كما تود اسرائيل التي تدرك بالضبط أين الخطر عليها (لمن لا يعلم ليراجع مذكرات وزير الخارجية البريطاني والذي تحدث عن التعاون الإسرائيلي الإيراني أثناء حرب الخليج ).
تلاقت المصالح، وبأيدي (عراقية) تم تدمير القدرات الجوية، والتي أصبح إعادة عملية صعبة جداً..لكنها ما زالت ضمن إمكانيات فيلق الركن الجوي العراقي ...
موضوع اخر للكاتب