يبدو العراق
أكثر الامم ميلاً للفوضى
يبدو العراق اكثر الدول والامم ميلاً للفوضى فكان اول جاذب لها واكثر مستهلك لحرية الفوضى وديمقراطية الهوس والعشوائية وقد يكون الاخير في التخلي عنها لكنه لن يجد بديل للفوضى غير نظام الفوضى.
العراق الاول الاخير في كل شئ فهو بلد اللا منطق في الاقتصاد وبلد اللا مبدأ في السياسة فهو السراب واليقين معاً والحقيقة المُرّة والوهم المريح.
منذ اولى الصراعات في التاريخ كان اول صراع على ارضه وعليها كانت المعارك البينية بين دول وامبراطوريات تاسست على ارضه وفنت بعضها البعض بالصراعات.
على ارضه كانت اقوى الحروب بين الامبراطوريات وعلى ارضه قتل اهل المبادئ واهل المنطق حين اغواهم العراق والعراقيين بنصرتهم واعتناق مبادئهم وتبني منطقهم لكن اتضح ان لا مبدأ ولا منطق يتبناه اهل العراق.
انهم اهل بيعة تقودهم عاطفتهم بتهور واندفاع وبحماس ليس برئ ويتبنون مواقف متطرفة بسرعة ويتخلون عن مواقفهم باسرع من تبنيهم لها وباندفاع وتطرف وكأنهم اكتشفوا الحقيقة لكنهم في الواقع تقبلوا الوهم المريح.
استمر التمسك والتخلي والتبني والتراجع واتخاذ الموقف ورفضه بقرار واستمروا في اكتشاف الحقيقة واختراع الوهم حتى صار تاريخ العراق سراب يغوي الحاضر للهاث خلفه ولن يكون المستقبل يقين.
سقطت بغداد تحت سنابك المغول والتتر واهل العراق ينامون على وسادة الوهم المريح وخضعوا لحكم العثمانيين والصفويين واقوام لا تاريخ لهم سوى مسميات سياسية من بوهيين ودولة الخروف الاسود والابيض وقرامطة ووهابيين.
ثم حاربوا مع الامبراطوريات العائدة وكانوا من حصة الانكليز وثاروا للحصول على الاستقلال والسيادة والدولة وحكم انفسهم بقيادة منهم ولم يقتنعوا بالملوك.
ثاروا عليهم وقتلوهم شر قتلة ولم ينصروا من التفوا حوله بانقلابه وهتفوا لمن ثار على ثورتهم وانقلب على ما اتفقوا عليه.
حاربوا مع كل حاكم واعتبروا حربه شرف ما بعدها شرف وتطوعوا في حروب قومية واخرى وطنية اتجهت لمن كان معهم في حربهم القومية حتى وجدوا في امريكا ومن جمعتهم منقذ ومحررين في قمة فوضى تجمعت من التاريخ والحاضر لتكون سيل جارف.
لم تزل الفوضى، وستستمر لان الفوضى تليق بمن لا منطق يحكم موقفه، ولا مبدأ يحكم قراره وقد اكتشف العراقيون الحقيقة المُرّة بان امريكا والقادمون معها يتغذون على الفوضى.
لكن العراقيين ركنوا للوهم المريح بان الدولة المدنية ستاتي يوماً هابطة كموسم الربيع دون عناء وكحقيقة من حقائق الحياة وواقع من طبائع الامور.
الفوضى لا تعبد الطريق لدولة مدنية بل لوهم مريح هو اما دولة شمولية للخروج من الفوضى بعصا الطاعة.
او دولة اسلامية بعصا النهي عن المنكر فلا يمكن ان تولد دولة مدنية بعد فوضى ودمار وباسلوب الانتخاب الديمقراطي فالمشكلة في جينات مجتمع مشبع بالفوضى.