العراق ليس بلد ظهر حديثاً ولا هو بلد للمهاجرين؟
العراق هو بلد ذو تاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين، وليس دولة ظهرت حديثاً. يمتلك العراق واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وهي حضارة بلاد الرافدين، التي شهدت ظهور العديد من الإمبراطوريات والممالك التاريخية مثل السومريين، الأكديين، البابليين، والآشوريين.
العراق ليس بلد للمهاجرين بالمعنى التقليدي؛ بل هو موطن للشعوب الأصلية التي عاشت في هذه المنطقة لآلاف السنين. تاريخياً، كان العراق مركزاً للثقافة، العلم، والفن، وجذب الناس من مختلف الحضارات للتبادل الثقافي والتجاري، لكنه لم يكن وجهة هجرة دائمة بمعنى الانتقال للإقامة الدائمة كما نراه اليوم في دول مثل الولايات المتحدة أو كندا.
خلال القرون، شهد العراق هجرات جماعية لأسباب متنوعة مثل الحروب والاضطهاد الديني والسياسي، ولكن الغالبية العظمى من سكانه هم من الأصول العرقية المتنوعة التي تكونت عبر آلاف السنين من التاريخ المستمر للمنطقة.
العراق ليس بلد ظهر حديثاً ولا هو بلد للمهاجرين؟ |
تاريخ العراق العريق.
العراق ليس دولة حديثة النشأة، ولا شعبه مجموعة من المهاجرين الذين وجدوا أنفسهم تحت ظروف قسرية في منطقة محددة. العراق هو من أقدم الدول وأعرق الشعوب في التاريخ، وقد مر بظروف خطيرة أدت إلى تداعيات أكبر، كان آخرها الحرب عليه من قبل قوة عظمى كاسحة، لم تكن لها مشروعية أو هدف واضح.
هو من اقدم الدول واعرق الشعوب مرّ بظروف خطيرة احدثت تداعيات اخطر اخرها الحرب عليه من قوة عظمى كاسحة غاشمة لا مشروعية لحربها وغزوها ولا شرعية لها ولا مشروع ولا هدف.
آثار الحروب والاحتلال.
بعد الحرب، تولى السلطة في العراق من لم يشعر بخطورة ما مر به البلاد، ولم يعرف التداعيات أو يدرك كيف تغير سلوك الناس تحت الظروف السيئة. أصبح العراق تحت مشرط "حلاقين" يمارسون الطب كما في القرون الوسطى، و"ملالي" يدرسون الأطفال في الكتاتيب. هؤلاء القادمون من كهوف التاريخ لم يعرفوا سوى التعامل بالمقايضة، وجهلوا قيمة العملة وحركتها بين الأنشطة التجارية.
خارجون من كهوف التاريخ لا يعرفوا سوى التعامل بالمقايضة ويجهلون قيمة العملة والتعامل بها وحركتها بين الانشطة التجارية.
غياب الكفاءة والتجريب العشوائي.
تولت السلطة في العراق مجموعات تفتقر إلى الخبرة والكفاءة والمعرفة، واختلقت "لعبة الضرر والجهاد وخدمته". كانت محاولاتهم لتغيير نتائج التاريخ عقيمة، كما أن نظرياتهم المستوردة كانت سيئة التطبيق، ولم تكن لديهم مبادرات عملية أو رؤى مستوحاة من تجارب الدول الأخرى.
لا خبرة ولا كفاءة ولا معرفة بل ولا حتى معلومة ولا مشروعية لتوليهم السلطة فاخترعوا لعبة الضرر والجهاد وخدمته والتعويض والاحقية بالحكم. محاولة تغيير نتائج التاريخ التي لا تتغير نتائجه بل هو يغير من يحاول تغيير نتائجه نحو الاسوء الذي لا يتطابق مع التطور والزمن والحاضر.
طفل به تخلف عقلي يقطع لعبته ويعيد تشكيلها بشكل غير متناسق فينتج هجين مشوه ولا تعجبه فيعيد تفكيكها وتشكيلها حتى لم تعد صالحة للتشكيل. لا هي محاولات للتجريب بنظريات مستوردة ساء تطبيقها ولا هي مبادرات في مرحلة صناعة الرؤيا لافكار مستوحاة ومستعارة من دول عاش بها القادمون بحثاً عن سلطة كانت في عالم الغيب.
عدم الاحتراف في إدارة الدولة.
القادمون إلى السلطة في العراق يعلمون أنهم لا يمتلكون عقلية رجال الدولة أو السياسة، بل هم عمال إغاثة وجمعيات خيرية، يعرفون كيفية توزيع المساعدات بطريقة غير فعالة. خلال عقدين من الزمن، لم يبنوا تجربة حقيقية تمنح الخبرات، بل ضاع الزمن والموارد في عمليات إغاثية بدون فن أو نهضة.
غياب الكفاءة والتجريب العشوائي: تولت السلطة في العراق مجموعات تفتقر إلى الخبرة والكفاءة والمعرفة، واختلقت "لعبة الضرر والجهاد وخدمته". كانت محاولاتهم لتغيير نتائج التاريخ عقيمة، كما أن نظرياتهم المستوردة كانت سيئة التطبيق، ولم تكن لديهم مبادرات عملية أو رؤى مستوحاة من تجارب الدول الأخرى.
الأزمات المستمرة.
بعد كل هذا الضياع والصراعات العبثية، واللعنات والمآسي، يستمر العراق في معاناته مع الأزمات المتعددة، من الحروب والحرائق والعطش والفيضان والقتل والخطف والتهجير والجوع والفقر، إلى التمييز والخوف وقلق مستمر دون طمأنينة.
عقدين ضاعت وقبلها عقدين احترقت ولن يضئ عقد وكل تلك العقود لم تبني تجربة تمنح خبرات لان العمل اغاثي لا فن فيه ولا عمليات بناء ونهضة. عقود هي زمن تبنى به دول بل يبنى به العالم ويُعَمر به الكون وخصصت له جبال من الاموال اندفعت كسيول جارفة نحو مجاري مجهولة.
لكن اتجاهاتها معلومة فقد عمرت دول اخرى وضخمت ثروات مصارف ونشطت اسواق في عواصم كثيرة وبنت صروح في مدن نائية. ظل العراق كأنه عاد لزمن حروب التاريخ الغابر والكوفة في زمن الصراع في صدر الاسلام.
بعد كل هذا الضياع الذي فاق ضيعة اليهود وبعد كل هذه الصراعات العبثية وكل هذه اللعنات والمآسي والمحن والازمات والحرائق والعطش والفيضان والقتل والخطف والتهجير وضياع الابناء والاموال والنكبات والجوائح والاوبئة والجوع والفقر...
والتمييز والخوف دون طمأنينة يمكن ان تهبط وقلق مزمن نعود الى حيث ذي بدأ لانتخابات تحمل العنف والارهاب.
السياسة والجهل والعنف.
الانتخابات تحمل في طياتها العنف والإرهاب، وتدور على سفوحها أطول صراع في التاريخ. الضجيج السياسي والمصالح المتضاربة، وصخب الجهل والمزايدات والتهريج، كل ذلك يشوه الحاضر ويمنع صناعة أي قرار صحيح لبناء المستقبل. المتهرجون والمتغطون بالمعلومة يعيقون تشريع القوانين الصحيحة، ويمنعون الخبراء من وضع الخطط السليمة لبناء اقتصاد متين.
وخطاب المدعين بالوطنية وخطب المختفين تحت جبة التدين وعمامة المذاهب وشيب يرون الجهل ديناً وشباب يرون الدين جهل.
كلها شوهت الحاضر وهرست لحم الناس وطحنت عظامهم وشوشت وتشوش على صناعة اي قرار يمكن ان يضع الخطوة الاولى في طريق لم يزل طويل.
هذا هو سياق العملية السياسية تحت ذريعة الحرية والديمقراطية وهي قيم لدول وشعوب متحضرة لا تصلح لطبقة متعودة على مزادات النخاسة وساحات بيع المواشي وعلاوي بيع الفواكه والخضر وتجارة المخدرات وسمسرة الاراضي المزورة سنداتها وتلك اصول لا تعرف القيم وطبع غلب التطبع.
بقلم الاستاذ راسم العكيدي