مهنة موسمها
الانتخابات
الاستاذ راسم العكيدي
لكل مهنة موسمها الذي يحفل به المنتمون لها وهو موسم نشاطها ونضوج انتاجها وتحقيق ارباح والسياسة في العراق اصبحت مهنة والانتخابات موسمها يحفل به المرشحون من القدامى والجدد.
السياسة صناعة مهنة شاملة فيها النجومية وفن بيع الكلام والاقناع وتسويق النفس والانتخابات موسم التتويج فهي فن ولعبة غايتها السلطة والباحثين عن الثراء الاسرع والاسهل وباقصر الطرق واقل الكلفة وبلا ادنى خسائر لانها اساساً بلا رأسمال.
الانتخابات موسم السياسة لصناعة الترف والجاه والوجاهة والاناقة والجمال والبهرجة والولائم وقضاء الحوائج وانجاز الخدمات المعطلة والمؤجلة لحين موسم السياسة.
الانتخابات موسم اعداد الطبخات منها طبخات سياسية ومنها دولية واقليمية واجتماعية ومنها اكلات لا يتم اعدادها الا في الموسم فهي كاكلات الاعياد.
كل المواسم غادرت وكل الطقوس هاجرت واغتربت ولم يعد لها من ينتظرها ويحفل بها ويعد لها اكلاتها وطبخاتها ومظاهرها واماكنها وازمنتها فقد تلاشت الاعياد وتلاشت معها بساطة العراقيين واحلامهم الصغيرة وسعادتهم الغير مكلفة والغير متكلفة.
اختزلتها السياسة وضمتها لموسمها ليكون عيد كبير وموسم جامع شامل للاحلام والامنيات والمتطلبات والطموحات وانتظار اكلات وطبخات من موسم لاخر.
لا تنتظروا عيد ولا موسم ولا طقوس ولا مهرجانات فقد اصبحت كلها في موسم الانتخابات فاجمعوا احلامكم وامنياتكم ومتطلباتكم وسعادتكم واجبروا بطونكم وشدوا عليها الحزام حتى تنضج طبخات الانتخابات وبانتظار ولائم الانتخابات.
لكن كل احلامكم وامنياتكم وسعادتكم ومتطلباتكم ستتطاير بعد موسم الانتخابات وكل ما تناولته بطونكم سيمضي لمجاري مجهولة وتبقى العقول فارغة مسيرة عاطلة
من هبط من القمة نحوكم الى الوادي سيعود للقمة بعد نهاية الموسم الذي جنى به ربح وفير وجدد سلطته وتسلق بعض ممن كانوا على السفح وصنعتهم ماكنة المواسم وصناع النجوم ليتمرغوا بالترف والثراء لحين موسم اخر
فالانتخابات عيد؟ وباي حال عدت ياعيد! كما تقول الاهزوجة الشعبية (راح العيد وهلالة وكلمن رد على جلاله) و (راح العيد ومركته وكلمن رد على خلكته).
سينتهي موسم الانتخابات كما انتهت مواسمه السابقة... كأنه لم يبدأ ولم يكن ويعود للساحات محتجين وللشوارع معتصمين وعقود ظلت...
عقود وموازنة يلهى بها الكثير مدة من الزمن وتبدأ ازمات جديدة وكوارث اخرى لحين موسم اخر في دوامة السياسة وفي مهب العراق.