recent
أخبار ساخنة

التيه العربي" وضياع الهوية

Site Administration
الصفحة الرئيسية
التيه العربي" وضياع الهوية

التيه العربي

 وضياع الهوية


راسم العكيدي

التيه العربي ضياع الهوية وهو تيه مصنوع استغلته أقوام دخلت الإسلام لتعود من خلاله الى امبراطوريتها وهيمنتها على المنطقة وقيادتها وهو اسهل اسلوب والوسيلة الوحيدة التي ظلت متاحة لبلوغ الغاية.

فأصبح الدين هوية فضفاضة تتسع لأقوام واعراق لكن الأهداف تختلف رغم تطابق المصالح وهي توافق الضرورة الذي ينتفي ويزول على مشارف الهدف.

كان تيه العرب مع بدايات ظهور حكم الترك والفرس بمسميات اسلامية اخرها الدولة العثمانية التي لم يتحرر منها العرب بسقوطها. 

بل تبدلت قيودهم واستعبادهم الى الإمبراطوريات الغربية التي قسمت الدولة العربية الى دويلات وظلت تركيا وإيران بقوتها ومساحتها وأقوامها في محتوى دولتها.
بدأ التيه الطويل الذي بلا منتهى حين وجد اليهود ان الفرصة سانحة لتحقيق هدفهم بدولتهم على أرض فلسطين التي هي أرض مملكة يهوذا. 

ساعدتهم امبراطوريات أوروبا التي أرادت التخلص من سطوة اليهود على اقتصادها وتنقلهم الى قلب المنطقة العربية ليعبثوا بها الى ما لا نهاية لكي يسهل حكم المنطقة.

ووسط التيه العربي وجد اليهود ذاتهم وانتصروا وهزم العرب في عدة حروب مصيرية كانت كفيلة بتعميق التيه العربي.
وتوسعت اسرائيل واحتلت واستوطنت وأصبحت تعطي جزء من ارض تحتلها لتقيد الدول العربية باتفاقيات سلام بشروط اذعان ان تراجعت عنها الانظمة سقطت.

حتى وصلنا لمرحلة الضياع بزوال القوة والدول والجيوش ولم يبقى للعرب أي حيلة وقدرة على المواجهة المتكافئة وسط تفوق اسرائيلي تفرضه أمريكا والغرب.

وتحول مكونات المجتمع العربي الى أدوات للخارج وسط ضياع الحقوق وفرص المعيشة والفقر والجوع والخوف والتهجير والقتل والفناء الابدي.
ظلت ثورات شعوب وعواطف وأحاسيس لمشاريع هي نوبات مضطربة لا هدف لها يتحقق وسط انقسام القرار والانفراد وعودة أقوام من غير العرب يسخرون قضايا العرب لخدمة مشاريعهم و المساومة والمقايضة بها وسط ضياع العرب.

ما يجري وسط الضياع الاصعب الذي لا هدى له ان تنظيمات مسلحة أصبحت بديلة لجيوش وعملية سياسية بديلة للدولة وعاطفة بديلة للقوة تترجم الى مواقف.

هي ظواهر كلامية تذوب في الفضاء وهذه الفصائل مرتبط قرارها باقوام من غير العرب تدعم القضية ولا تنصر اهلها لانها تريدهم أدوات لها هي من تحركهم وهي من تحكمهم.

لا يمكن ان تنتصر قضية إلا بنصرة ودعم أهلها أصحاب الحقوق وأهل الدار أدرى بما فيها وللضيف الدار وليس أهل الدار.

فاي مشروع يبنى على العاطفة نهايته أزمات ومشاكل أخطر من الحرب فالهدف لا تحققه الرغبات دون ان تكون قدرات تحقق الرغبة، تترجمها الى فعل وذلك يحتاج الى اعادة بناء دول وقوة وجيوش.
google-playkhamsatmostaqltradent