قراءة في كتاب
حرب احتلال العراق
الجزء الثامن
اكاذيب وافتراءات قادت الى غزو العراق واحتلاله
والادارة العربية للازمة
اللواء الطيار الركن الدكتور
علــــــوان حسون العبوسي
اكاذيب وافتراءات قادت الى غزو العراق واحتلاله، والادارة العربية للازمة (موجز الفصل الثالث) الحلقة 8.
في ادناه جملة من الاكاذيب التي قادت لغزو العراق:-
• في 14 /8 / 1992 اعلن وزير الدفاع الامريكي (ديك تشيني) ان الرئيس (بوش) الاب كان حكيماً لعدم غزوه بغداد .
• في 15 / 4 / 1993 اشاعة محاولة صدام حسين اغتيال (بوش) الاب.
• في 31 /10 / 1998 يوقع الرئيس (كلنتون) قانون تحرير العراق.
• في اواخر 1998 الجنرال (انطوني زيني) رئيس القيادة المركزية الامريكية يبحث خطة احمد الجلبي العسكرية للإطاحة بصدام بواسطة 1000 رجل ، ويحذر الكونغرس بانها قصة خيالية.
• في 6 /11 /2000 الكونغرس يضاعف تمويل جماعات المعارضة العراقية الى اكثر من 25 مليون دولار منها 18 مليون للمؤتمر الوطني العراقي الذي يراسه الجلبي من اجل شراء قصص ضد العراق من المنشقين.
• في 24 /2 /2001 وزير الخارجية (كولن بأول) يقول صدام لم يطور اي قدرة ذات قيمة فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل.
• في 2001/4/10 احد المحللين في وكالة المخابرات المركزية يدعى (جو) يقول لكبار العسكريين في ادارة بوش ان انابيب الالمنيوم التي اشتراها العراق لا يمكن استخدامها الا في اجهزة الطرد المركزي النووية.
• 20 / 9/ 2001 مشروع القرن الامريكي الجديد PNAC يبعث رسالة الى بوش مفادها (حتى لو لم يوجد دليل يربط العراق مباشرة بهجمات 11 سبتمبر2001 ، فأي استراتيجية ترمي الى القضاء على الارهاب ورعاته ينبغي ان تشمل جهداً صارماً للإطاحة بصدام حسين من السلطة).
• 2001/11/26 نائب الرئيس الامريكي تشيني يقول (الدليل حاسم ان العراقيين قد احتضنوا ارهابيين، كما يزعم ان محمد عطا المتورط في ايلول 2001 سبق ان التقى عنصر مخابرات عراقي في براغ ) وظل يكرر هذا الزعم رغم نفيه من قبل CIA.
• 2001/12/28 الجنرال فرانكس يناقش بوش بخطط حرب العراق.
• 26/ 2 /2002 السفير السابق جوزيف ولسون يرسل الى النيجر للتحقيق من الزعم بان العراق يقوم بشراء كعكة اليورانيوم الصفراء، ثم يعود في 2002/3/5 ليبلغ CIA بانه ليس هناك مؤشر على ان العراق يشتري الكعكة الصفراء .
• 2002/3/15 تقارير الاستخبارات البريطانية تذكر (ان الشواهد على اسلحة دمار شامل عراقية ( متقطعة وليست مكتملة ، وليس هناك معلومات عن اية مرافق لإنتاج اسلحة بيولوجية).
• 2002/3/23 مذكرة (دانج ستريت) تذكر (جهود الولايات المتحدة لإيجاد صلة بين العراق والقاعدة مازالت غير مقنعة، وما زلنا مع مشكلة اقناع الراي العام لقبول التهديد الوشيك الذي يمثله العراق، وتغيير النظام غير مقنع، يبدوا وكانه ثأر بين بوش وصدام.
• 24 /3 /2002 (ديك تشيني) من على شاشة السي أن C N (إن صدام يسعى بهمة في هذا الوقت لإنتاج اسلحة نووية).
• 2002/3/25 مذكرة (دانج ستريت) لم يتوفر حتى الان دليل معقول لربط العراق بالقاعدة في الوثائق التي قدمت حتى لان كان من الصعب الاستنتاج ان خطر العراق يختلف اختلافاً كبيراً عن خطر ايران او كوريا الشمالية لكي يبرر التحرك عليه .
• اواخر آذار/ مارس 2002 (تشيني) يقول امام اعضاء الكونجرس من الجمهوريين (بان المسالة لم تعد عبارة هل تغزو امريكا العراق وانما متى تغزو ).
• 4 / 4 / 2002 (بلير) يزور (بوش) في كرافورد لمناقشة اوضاع العراق، وبوش يقول لشبكة I T V البريطانية لقد عزمت آمري على ضرورة رحيل صدام.
• تموز 2002 الجنرال (فرانكس) يطلب سرا مبلغ 700 مليون دولار لاستعدادات الحرب، (بوش) يوافق دون علم الكونجرس، تؤخذ الاموال من تخصيصات الحرب على افغانستان.
• 2002/7/23 مذكرة (دانج ستريت) مكتوبة من قبل وزير الخارجية بعد زيارته الى CIA والاجتماع مع رئيسها (جورج تينيت) ومسؤولين امريكان آخرين.
كانت هناك نقلة واضحة في وجهة النظر حيث العمل العسكري اصبح محتوماً الان، ويجري تضبيط المعلومات والحقائق حول هذه السياسة، واكثر توقيت مناسب براي الأمريكان للشروع بالعمل العسكري هو كانون الثاني / يناير 2003.
• 23/7/ 2002 الجنرال (فرانكس) يسلم بوش خطة الحرب على العراق.
• 20/ 8/ 2002 بوش يقول (قد نهاجم وقد لانفعل ، ليس لدي فكرة بعد)، رامسفيلد يقول: (هناك القاعدة تعمل في العراق، انها هناك ).
• 26/ 8/ 2002 تشيني يقول (ليس هناك شك ان صدام حسين لديه الان اسلحة دمار شامل، وليس من شك انه يخزنها لاستخدامها ضد اصدقائنا ، وضدنا).
• 19/ 9/ 2002 رامسفيلد يقول امام الكونجرس ( صدام كدس اكواماً كبيرة وسرية من الاسلحة الكيماوية بضمنها غاز الاعصاب والسارين وغاز الخردل ).
• 24/ 9/ 2002 تنشر بريطانيا ملفاً تقول فيه (ان العراق يمكنه شن هجوم بيولوجي او كيماوي خلال 45 دقيقة) .
• 26/ 9/ 2002 تقييم وكالة الاستخبارات العسكرية السري حول اسلحة العراق الكيمياوية يستنتج (ليس هناك معلومات معتمدة عما اذا كان العراق ينتج اكداساً من الاسلحة الكيمياوية).
• 28/ 9/ 2002 خطاب بوش الى الامة النظام العراقي يمتلك اسلحة بيولوجية وكيماوية ويقوم ببناء مرافق لصناعة المزيد، وحسب الحكومة البريطانية، يستطيع شن هجوم بها خلال 45 دقيقة بعد اصدار الامر.
• 7/ 10/ 2002 بوش يلقي خطاباً يقول فيه (في مواجهة دليل الخطر واضح على الخطر، ولا يمكننا الانتظار للدليل النهائي - المسدس المدخن – الذي يمكن ان يأتي بشكل سحابة عش الغراب ....، ان العراق يستكشف طرقاً لاستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف الولايات المتحدة ...) .
الباحث (العراق لا يملك طائرات مسيرة وقوته الجوية كانت معطلة تماما).
• يذكر جورج تينيت رئيس جهاز المخابرات الامريكية (CIA) في كتابه (في قلب العاصفة)، اكدنا في تقديرات المخابرات القومية ان صدام لا يمتلك سلاحا نووياً ولكننا ضخمنا في تقديراتنا في خطره فاستغلها دعاة الحرب اسوء استغلال.
ويضيف تينيت~ اننا ابلغنا الكونجرس على الدوام بان تقاريرنا الاستخبارية لا تظهر اية صلة او سلطة او سيطرة او توجيه، او اي شيء اخر يمكن ان يكون قد لعبه العراقيون فيما يتعلق باي نوع من الاعمال الارهابية التي نفذتها القاعدة.
والتي اشار لها كلا من بول ولفيتش وفيت ، اضافة الى تأكيد مني شخصياً عدم وجود صلة بين صدام والقاعدة .
الادارة العربية للازمة:-
ان حرب الخليج الثانية كانت بمثابة جرس الانذار لمكامن لضعف في النظام الاقليمي العربي، إذ كشفت عن هشاشته سواء إطاره التنظيمي المتمثل في جامعة الدول العربية او الامني المتمثل في اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
ورغم كل ذلك فان العرب لم يتخذوا اية خطوة على طريق بناء النظام الاقليمي العربي ومؤسساته من جديد طيلة السنوات الماضية رغم التطور في الانظمة السياسية الدولية وتداعياتها ضد المصالح العربية خاصة بعد حرب تشرين/ اكتوبر1973.
وظهور الافكار لبلورة نظام عالمي جديد في 1990 ، وقد شهدت العلاقات العربية-العربية ظواهر سلبية كان لها اكبر الاثر في اضعاف هذا النظام ابرزها : -
- تفاقم الخلافات العربية - العربية التي ادت الى تدهور واضح في العلاقات العربية-العربية وإلى ازدياد حدة الخلافات التي كانت سبب في سقوط بعض القيم الاساسية التي قامت عليها العلاقات العربية منذ عام 1945.
فالوضع الذي آلت اليه الخلافات العربية-العربية منذ بدء انتفاضة الاقصى في ايلول/ سبتمبر2000، اصبح يمثل تهديد مباشر ليس للمصالح العربية المشتركة وحدها بل لمصالح كل دولة عربية على حدة.
وقد انعكست هذه الخلافات بدورها على كل الاجتماعات العربية المشتركة على كافة المستويات التي عقدت لمناقشة اهم قضيتين او ازمتين تواجههما الانظمة العربية هما القضية الفلسطينية والازمة العراقية .
وكان لتدهور الموقف العربي هذا آثار سلبية عديدة منها:-
- تهديد بعض الدول بالانسحاب من الجامعة العربية كما فعلت ليبيا اكثر من مرة.
- توجيه الانتقادات للأمين العام للجامعة العربية من اوساط رسمية وغير رسمية.
- تنامي النزعة القطرية على حساب المصلحة العربية المشتركة.
وقد انعكس ذلك بشكل واضح في غياب اية استراتيجية عربية موحدة سواء في المجال السياسي او الامني او الاقتصادي وساهم ذلك ايضاً في الاختلاف حول المصالح الوطنية لكل دولة من الدول العربية، وكذلك الخلاف حول درجة ارتباط هذه المصالح بالمصلحة العربية المشتركة .
في ظل هذا الواقع العربي جاءت الحرب على العراق لتكرس من جديد المأزق الذي يواجه العرب ولتثير التساؤلات حول مستقبل النظام الاقليمي العربي وإطاره المؤسسي والتنظيمي والشكل الذي يجب ان يكون عليه .
الحرب على العراق والنظام العربي:-
إذا كان النظام العربي قد شهد عوامل خلل عديدة طيلة سنوات ما بعد عام 1990 فإن حرب الخليج الثالثة التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا على العراق في أذار/ مارس 2003 التي ادت الى سقوط النظام العراقي.
افرزت العديد من المخاطر التي لا تهدد الامن والاستقرار في المنطقة العربية حسب لكنها ستودي الى إضعاف وتقويض النظام الاقليمي العربي ككل والتي ستكون الجامعة العربية اول ضحاياه.
كما ان هذه الحرب قد اطلقت رصاصة الرحمة على معاهدة الدفاع العربي المشترك التي باتت اساساً عديمة الفائدة ومثار للسخرية منذ حرب الكويت 1990.
ناهيك عن اضعاف القدرات الاقتصادية العربية وفي مقدمتها الدول التي تعتمد على النفط بعد نجاح الولايات المتحدة في السيطرة على آبار النفط العراقي وكذلك آبار النفط الخليجي.
وفي ظل التداعيات السلبية التي افرزتها الحرب على العالم العربي فان اسرائيل ستكون الطرف الرابح الوحيد من ترتيبات ما بعد الحرب وستزداد هيمنتها على المنطقة وفك عزلتها عربياً واقليمياً.
ان النظام الاقليمي العربي ومستقبل الجامعة العربية ستكون احدى ضحايا الحرب الامريكية على العراق وبالنتيجة النهائية ان سياسات الدول العربية القطرية هي التي اوصلت الجامعة العربية الى هذا الوضع المتردي .
الموقف العربي العام من الحرب على العراق:-
إلى جانب تخوف الدول العربية من الآثار السلبية للحرب على الاقتصاد العربي حيث أشارت التقديرات أن كلفة الحرب على العراق قد تصل إلى 1 - 2 تريليون دولار، وأن الحرب يمكن أن تقتطع 240 مليار دولار من الاقتصاد العالمي في عام 2003.
وأن تحد من نمو الاقتصاد الدولي ليصل إلى أقل من 2% في هذا العام وهو المعدل الذي يضع الاقتصاد العالمي في ركود.
وقد زاد من هذا الاحتمال الطلب الذي تقدمت به إدارة بوش للكونجرس عشية الحرب لتخصيص 75 مليار دولار لتغطية نفقات الحرب.
يتواكب مع ذلك توقعات بارتفاع أسعار النفط التي تشكل إحدى القنوات الرئيسة التي تؤثر على الحرب من خلالها في الاقتصاد العالمي.
وما يواكب ذلك من انخفاض الاستثمارات وزيادة نسبة البطالة إلى 15% بعودة أربعة ملايين عربي من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى عودة 2.5 مليون عربي من دول منطقة الخليج إلى بلدانهم العربية.
إلى جانب توقعات بانحسار في السياحة وحركة الطيران والفنادق وتغيير مسارات الرحلات الجوية وارتفاع أسعار التأمين على الطائرات والسفن وبما يزيد من كلفة النقل الجوي والبحري والبري وانخفاض صادرات دول العالم إلى منطقة الخليج.
وقد بقي قادة الدول العربية تستمع الى نصائح المبعوثين الأمريكان والبريطانيين بين الحين والاخر عن خطورة بقاء الرئيس صدام حسين على راس الحكم في العراق.
لم يكن لديهم ما يفعلونه تجاه الضغط الامريكي المتواصل سوى التلاعب بالألفاظ في ان لا تكون بلادهم مكاناً لحشد قوات اجنبية لكنهم غير مسؤولين عن مياه الخليج العربي والبحر الاحمر والمتوسط وبحر العرب.
اذا انطلقت منها صواريخ كروز ضد العراق وعلى العموم تميزت المواقف العربية بصفة عامة رفض شن حرب على العراق تحت أي ظرف من الظروف ساعية بالوسائل الدبلوماسية طوال عام 2002 لاقناع الطرفين الأمريكي والعراقي بعودة المفتشين بوصف ذلك حلاً وسطاً يجنب العراق ويلات الحرب.
وقد حاولت الدول العربية تحقيق رؤيتها من خلال التحرك على أكثر من مستوى الاجتماعات العادية والاستثنائية التي عقدها وزراء الخارجية العرب في إطار جامعة الدول العربية لبحث الشأن العراقي.
والقمة العربية ببيروت في مارس 2002 والمبادرات العربية الفردية والمشتركة مثل المبادرة الثلاثية المصرية ـ السعودية ـ الأردنية، في تموز (يوليو) 2002 حين زار وزراء خارجية هذه الدول واشنطن بهدف إقناع الإدارة الأمريكية بتأجيل ضرب العراق لمدة عام.
يتم خلاله إقناع القيادة العراقية بعودة المفتشين مقابل رفع العقوبات إلا أن الرئيس الأمريكي رفض هذه المبادرة.
بالإضافة الى استعداد مصر عقد مؤتمر قمة عربية في منتجع شرم الشيخ في 2003، تبعتها قطر لعقد مؤتمر للدول الاسلامية في الخامس من اذار 2003 حضر المؤتمرين نائب الرئيس العراقي عزت الدوري.
لكنه بدلاً من طرح انصاف الحلول والقبول بما يصدره الرؤساء ذهب في خطابه المملوء بالكلمات النابية بحق العائلة الكويتية التي كانت محط امتعاض الاخرين.
عليه الموقف العربي لا يعول عليه فقد اتسم بالتباين في مواقف دولها سواء إزاء المدى الذي يمكن الذهاب إليه في معارضته الحرب أو إزاء الوسائل التي يمكن إتباعها لتحقيق ذلك الغرض.
وقد تحددت مواقف الدول العربية من السياسة الأمريكية تجاه العراق بناءً على عدة عوامل أهمها مدى عمق العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوتها والاعتماد عليها مكوناً عضوياً في مصالح هذه الدول خاصة المصالح الأمنية.
وأيضاً موقف الرأي العام داخل هذه الدول من الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها في المنطقة وأيضا مدى أهمية هذه الدول في الخطط الأمريكية لشن الحرب على العراق.
وقد أتسمت مواقف الدول العربية في أربع مجموعات لموقفها من هذه العوامل على النحو التالي :-
• المجموعة الأولى~ تضم دول خليجية صغيرة على رأسها الكويت وقطر والبحرين وإلى حد ما عُمان وهي دول يرتبط أمنها ارتباطاً قوياً بالولايات المتحدة الأمريكية.
وترى أن علاقاتها بها تمثل مكوناً أساسياً لسياستها الخارجية والأمنية خاصة الكويت التي يشكل الرأي العام فيها ميولاً عدائية للنظام العراقي بسبب عدوانه عليها عام 1990.
وبالنظر أيضاً إلى أهمية البنية التحتية العسكرية الأمريكية في هذه الدول لذلك كانت مواقفها بالنسبة للحرب ايجابية مع الولايات المتحدة ضد العراق.
• المجموعة الثانية~ وهي التي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية علاقات وثيقة أمنية واقتصادية ولكن الرأي العام فيها يتسم بدرجة عالية من السلبية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
وترى في تدخلها انتقاصاً من سيادة هذه الدول على أراضيها وشرعيتها، لذلك فإن المطالب الأمريكية تجاه هذه الدول كانت محدودة.
من الممكن مقاومتها بسبب محدودية ما يمكن أن تقدمه من تسهيلات في الجهد العسكري الأمريكي مثل مصر والأردن والسعودية.
• المجموعة الثالثة~ وهي التي اتسمت علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية بالتوتر، وبالتالي فإن روابطها ضعيفة مع واشنطن.
وهذه الدول لم تتعرض لضغوط مماثلة لتلك التي تعرضت لها الدول العربية الأخرى، وهي بشكل عام منحازة للعراق وتضم كلا من سورية واليمن ولبنان.
• المجموعة الرابعة~ تضم الدول العربية التي لم يكن موقعها الجغرافي ولا موقعها في السياسة العربية يتطلب منها أن تتخذ مواقف تتجاوز الموقف العربي الرسمي العام الرافض للحرب,
وتشمل مجموعة دول شمال أفريقيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي رغم قربها الجغرافي من مسرح الأزمة فقد نجحت في تجنب التعرض لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية بسبب رفضها المبدئي إقامة قواعد عسكرية أمريكية فوق أراضيها.
واخيرا تقف القدرات العربية عاجزة عن ايقاف توجيه الولايات المتحدة الامريكية لضربة عسكرية للعراق من اجل تقليص قدراته العسكرية .
مما سبق نستنتج ان هناك عوامل عديدة وضغوط متعددة الاتجاهات والاهداف متعارضة مرت على الامة العربية استنفذت وشتت مقاصدها القومية القت بظلالها على الادارة العربية للازمة .
ففي البداية ان إدارة الازمة عربياً لم تكن بمستوى الحدث نفسه، ولم تمارس اي اجراءات إيجابية لكنها اتسمت بالسلبية المطلقة.
وعليه فان الامة العربية تركت للولايات المتحدة الامريكية الطريق ممهداً لاتخاذ القرارات طبقاً لمصالحها الذاتية وتنفيذها على الارض العربية في حرية مطلقة دون النظر الى انعكاسات ذلك عليها مستقبلاً .
المصادر
- الفريق الركن ياسين فليح المعيني يذكر في كتابه جيش في الذاكرة – ص 407 ما يأتي:-
في المؤتمر السنوي لمعاوني رؤساء اركان الجيوش العربية في جامعة الدول العربية عام 1999، التقيت بالأمين العام للجامعة العربية عصمت عبد المجيد وبعد نقاش طويل معه اخبرني ان العراق هو السبب الرئيس لما تعانيه الامة العربية في خراب وعدم وجود أي مشروع وحدوي...
اجبته بحضور الجميع – انت أمين عام الجامعة العربية ومع الاسف تنطق بهذا الكلام غير الدقيق، والذي يصب الزيت على النار، المفروض ان يكون دوركم هو المبادرة الى المصالحة العربية لان العراق والكويت إخوة وينبغي ان يتم إزالة وتضميد الجراح دون تعميقها ...
وبعد حديثي بادر الى الاعتذار عما تحدث به وفي الاستراحة قبلني واعتذر ثانية... هذه هي الجامعة العربية تساعد على تفكك الامة وليس توحيدها .
- .الدكتور فاضل صلفيج العزاوي :- خفايا المؤامرات الدولية لا سقاط الحكم الوطني في العراق منذ تأسيسه عام 1921 ولغاية احتلاله عام 2003 : ص 351 : الاردن – دار المعتز للنشر والتوزيع : الطبعة الاولى 2016 : من ابراهيم عبد المطلب.
- بول ولفيتش :-نائب وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد يقول عملاء صدام فجروا مركز التجارة العالمي عام 1993 ولابد من الانتقام : في قلب العاصفة ص 60.
- فيث :- النائب الثاني لوزير الدفاع الامريكي رامسفيلد ) يذكر في مذكراته ان بن لادن وصدام يقومون بعمليات مشتركة من اوائل التسعينات ولدينا الادلة : في قلب العاصفة ص 60.
- جورج تنت في كتابه ( في قلب العاصفة ) ھناك من طبخ كتباً يشير فيھا إلي أننا ورطنا الرئيس عندما أبلغناه بوجود مثل ھذه الصلات التي كنا علي يقين من أنھا غير قائمة علي أرض الواقع.
وأنه بناء علي ھذا قرر حرب العراق ! راجعوا مذكرة فيث السرية للكونجرس التي سربت لمجلة ويكلى ستاندرد فبرك فيھا معلومات استخباراتية نيابة عن تشيني و وولفويتز لربط صدام ببن لادن.. والعراق بالقاعدة ، وغالباً ما ينسى أفراد الإدارة أنھم كانوا يضغطون علينا حتى نقول ما يرضيهم.
- يركز مشروع القرن الأمريكي الجديد Project for the New American Century (PNAC)، على التطبيق الكامل والحرفي لمخطط النموذج الاستراتيجي القائم على هيكلة النظام الدولي المعاصر.
على أساس اعتبارات نظام القطبية الواحد (unipolar system)، وذلك بما يحقق عملية التدويل الاقتصادي بحيث تتربع أمريكا على القمة كقوة اقتصادية، عسكرية، سياسية.
وبعد تولي الرئيس جورج بوش للإدارة الأمريكية، لم يتغير هدف الهيمنة والسيطرة على العالم، وإنما قام بتغيير الوسيلة، ومن ثم، بدلاً من الاعتماد على الوسائل الاقتصادية كآلية للهيمنة والسيطرة، قامت الإدارة الأمريكية باعتماد الوسائل العسكرية الحربية، لتحقيق ذلك.
بحيث أصبحت القاذفات والصواريخ والقواعد الأمريكية هي الوسيلة الرئيسة لإخضاع شعوب وحكومات العالم للهيمنة الأمريكية.
مخطط مشروع القرن الأمريكي الجديد، الذي وصفه المحافظون الجدد تحت عنوان:-
بناء الدفاعات الأمريكية (Rebuilding Americas Defense) يغطي كل أنحاء العالم، بحيث يفرد لكل إقليم على الكرة الأرضية مخططاً فرعياً خاصاً به.
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فقد تم دمجها مع منطقتي الشرق الأدنى ولتحقيق ذلك قامت الإدارة الأمريكية بإجراء بعض التعديلات في أجهزتها التشريعية والتنفيذية بما يلائم (وحدة الهدف)..
فأصبحت كل لجان الشرق الأوسط في مجلس النواب والشيوخ ووزارة الخارجية والبنتاغون تغطي اختصاصاتها وأجندة عملها كل المنطقة الممتدة من موريتانيا وحتى طاجيكستان وقيرغيزستان.
- التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق .