recent
أخبار ساخنة

النسيان ليس نعمة

Site Administration
الصفحة الرئيسية
النسيان ليس نعمة

النسيان ليس نعمة

بقلم راسم العكيدي
قد نختلف في وصف النسيان فمنهم من يقول ان النسيان ليس نعمة بل نقمة حين يكون في موضع تجاهل المخاطر،بعد أن اصابهم النسيان.

فهو سلوك فوضوي وصفة سذاجة نقع فيها مرات ومرات، ومنهم من يقول أن النسيان نعمة حين يستوجب أن يغادر محطة صعبة من الحياة ، فذكر ان نفعت الذكرى.

التذكّر حفظ الاحداث وتوثيقها وهو تاريخ يحفز للفعل الانساني والفعل الانساني لن يكون باهمال حدث يؤثر في الحياة بل وضعه امام العين وفي العقل والذاكرة.

لتحديد اتجاه القرار وتبني موقف تستقيم به الحياة ليمنع الميول السلبية التي بالنسيان تؤدي لتراكم الاحداث دون تقييم وفرز وازاحة للوصول لمعالجة دقيقة وجذرية

والذاكرة المفرطة متلازمة سوداوية تجعل الانسان يتذكر الاحداث السوداوية والمأساوية ويصنع الخوف والتردد والارباك والحكم على الجميع بحكم واحد ويرى الكل اعداء وهو مدخل لقلق سلبي يعيق اي قرار ويمنع تبني موقف يناسب كل حدث وفرد
فلا النسيان نعمة ولا الذاكرة المفرطة الحديدية نقمة ولكن الحالة الامثل ان نتذكر ما هو ملائم لما يمر بنا من مواقف واحداث ونستحضر ما يماثلها من التي حدثت لنا وكيف يجب ان نتصرف مع تغير الزمن والسياقات
ما مررنا به ونمر به هي حالة من النسيان والتذكر العشوائي هي حالة نرى ما نسيناه نعمة ونعتقد ان ما نتذكره مقياس للحكم والتعامل مع الزمن والناس.
وهي مزيج مشوه وخطير صنع الفوضى والارباك والعشوائية والازدواجية والتناقض وعدم التركيز دفع لعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح والموقف المناسب لكل ما يمر بنا من احداث

الكثير منا مصاب بذاكرة السمك الذي ينسى ما يريد ان ينساه قبل الحدث بدوافع المصلحة للحصول على ادنى قدر من المنافع والخدمات وهي تدعى متلازمة النسيان او التناسي.

والذي يتواصل معنا يستفيد من هذه المتلازمة فهو يجتر الوعود ويكرر نفس الحدث ويمارس نفس الاسلوب في التعامل وهو يعلم ان الكثير يمثل النسيان بدافع منفعة النسيان ويستغل متلازمة.
كما في ذاكرة السمك الذي يفلت من السنارة ولكنه يعود بعد خمسة ثواني لابتلاع الطعم الذي في السنارة وان تم صيده ثم اعادته للماء فانه يعيد الحادثة ويكرر الفعل ذاته بعد خمسة ثواني لان ذاكرته تمسح
العراقيون يتذكرون ما قبل 2003 بسوئه وجودته وبقبحه وجماله اما بعد الحدث فهم يصابون بالنسيان ويتذكروه ثم ينسوه فهم ينسون ازمة الكهرباء عند اعتدال المناخ وهم يعلموا ان الربيع والخريف فيهما اعتدال والصيف والشتاء متطرفان
فيهيجوا ويحتجوا ويستهجنوا ويهاجموا وبتطرف غير منظم وبلا هدف ودون جدوى حتى ينتهي تطرف الفصول فيتوقف تطرفهم ويستكينوا تحت اعتدال الطبيعة والمناخ وليس امام حل للازمة فينسوا وتمسح ذاكرتهم ما عانوه ويعودوا للسنارة لابتلاع الطعم مرة اخرى واخرى
ونفس الحال مع الفيضان والجفاف والعطش وتدني الخدمات وتردي الحالة المعاشية وتذبذب الدخل وتصاعد نسب الفقر والبطالة وتفشي الاوبئة والامراض وزيادة تكاليف الاستطباب والادوية وسوء التعليم وانتشار الفساد والرشاوي وباقي ازمات في كل صوب ومجال واتجاه

والسلطة تعلم هذه الصفة وتستفيد منها وتستغلها وتخلق ازمات جانبية لكي تمر ازمة كارثية حتى تمسح ذاكرة الشعب ويرددون ان احلى ما في الشعب انه ينسى فلذلك ينحنوا امام العاصفة لتمر

والصمت اما اي صخب وتهريج غير منظم وعشوائي لانه فورة وقتية وبعدها تمسح ذاكرة الشعب ويعود لسنارة السلطة ونفس الطعم.
وان الانتخابات وزيارات المرشحين من القدامى والجدد وابتلاع وعود يجتروها هو ضمن ذاكرة السمك المصاب بها الشعب ويعود لنفس السنارة والطعم ونفس الصيادين.

الموضوع السابق ------ الموضوع اللاحق
google-playkhamsatmostaqltradent