بقلم اللواء الطيارالركن
تجربة الحرس الثوري الإيراني، والحشد الشعبي العراقي.
على هامش التهنئة بتولي الرئيس الإيراني السلطة. تقاطرت الوفود العراقية بشكل لافت للنظر على طهران لتقديم (التهاني).
على هامش هذه الزيارة كانت لقاءات السيد( رئيس أركان الحشد) ورئيس (هيئة الحشد الشعبي) مع مسؤولين إيرانيين، وفي كلا اللقاءين كان هناك حديث عن نقل تجربة الحرس الثوري الإيراني للحشد الشعبي العراقي.
في الواقع كان الحديث غريب . سواء في خلفية تمازج مع أراء جهات أجنبية في طبيعة عمل جهاز وطني عراقي. او في تجاهل متعمدا "وعدم معرفة المتحدث العراقي عن طبيعة عمل القوات المسلحة في الدستور العراقي .
- الحرس الثوري الإيراني، ولا نذيع هنا سرا هو الجهاز المكلف عبر فيلق القدس بنشر مبادئ الثورة الإسلامية.
- في الوقت الذي حدد الدستور العراقي دور واضح للقوات المسلحة العراقية. وهو حماية التراب الوطني العراقي من الأخطار الخارجية، ومنع عمل هذه القوات (خارج الجغرافية العراقية) بالرغْم من تحفضنا على هذا النص العائم .
كما يبدوا انه جلد ذات بسبب الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الكويت, وتفويت الفرصة على إي حكومة تستخدم القوات المسلحة خارج الحدود العراقية.
الحشد الشعبي الذي تشكل تحت ظرف معين يفترض به إن يعمل ضمن هذا المفهوم. حيث أن الإرهاب هو خطر معولم يأتي من خارج الحدود .
لذلك دور الحشد عمل وطني غير مؤدلج داخل الجغرافية العراقية لمقاتلة عدو يعمل على إلغاء الدولة العراقية، وانتهاك سيادة العراق.
قوات الأمن الأخرى التابعة لوزارة الداخلية. عليها أن تعمل ضمن فلسفة الأمن المحلي الداخلي ضبط المطلوبين للعدالة، واحضارهم أمام القضاء ، وهذا يشمل كل الفعاليات داخل الجغرافية العراقية. من القوى المحلية المخالفة للقانون، ومنها خطر الإرهاب، وهنا التداخل الحاصل بين الوزارتين.
- الذي يجب أن يحل. يفترض أن أي تشكيل مسلح. مرجعيته إما وزارة الداخلية، وهي المسؤولة عن الأمن الداخلي؟
- او وزارة الدفاع المكلفة دستوريا بحماية الوطن الجغرافي والسيادة الوطنية.
التداخل بين الوزارات الذي حدث بعد توسع النشاط الإرهابي في العراق. فرضه الوضع الأمني المتردي، والذي يجب أن يتوقف لمصلحة إعادة هيكلة القوات المسلحة، وتشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة.
منح دور طبيعي لوزارة الدفاع في موضوع الأمن الوطني، وتجنيبها الانخراط إلا بالحد الأدنى في الأمن الداخلي.
هذه الفلسفة تتقاطع بالكامل مع فلسفة الحرس الثوري الإيراني الذي يحمل أيدلوجية معينة مكلف بتنفيذها داخليا بحماية الثورة ( النظام القائم ).
او خارجيا بنقل مبادئ الثورة بالعنف وأي من الوسائل الأخرى وهي وسائل خارج اطر العمل الوطني.
إدن ما هي التجربة التي ننقلها للحشد الشعبي العراقي.
كان على السادة قادة الحشد أن يوضحوا لمضيفيهم الإيرانيين ذلك، وكان على وزارة الخارجية العراقية أن تنبه الجانب الإيراني الى حدود تجاوزها المسؤول الإيراني ، ومع الآسف هذا لم يحصل.
موضوع سابق للكاتب من هنا