لماذا يتم رش الطيار بالماء في أول طلعة جوية منفردة (first solo) وما تأريخها.
التقاليد الجوية في العالم التي تمارس في الاحتفال بالطيار الذي ينجح بالطيران المنفرد بأول طلعة جوية ( first solo) أو ما يسمى ,تعميد الطيار الجديد.
إذ يقوم زملائه بسكب الماء للتعبير عن الاحتفاء بأول انتصار جوي يقوم به.
لماذا يتم رش الطيار بالماء في أول طلعة جوية منفردة (first solo) ؟
لم يفلت أي واحد من الطيارين في العالم من هذا الاحتفال حتى لو كان في الجو البارد وكم هي لحظات الفرح والاستحضارات التي يقوم بها زملاء الطيار ليسكبون كميات من الماء تعبيراً عن حبهم .
لا يعلم الكثير عن السبب من وراء تلك التقاليد التي تمارس في هذا الاحتفال. إن عبور المتدرب لامتحان ونجاحه في أول منهج طيران منفرد first solo بعد طلعات تدريبه على الاقلاع والنزول.
هذه المرحلة تعد أول أختبار واجتياز الى ماهو قادم من أيام التدريب الصعبة وهو يمارس الطيران التدريبي لكي يصبح من الطيارين الفعالين للعمل على الطائرات كطيار محترف.
لقد خاض كل الطيارين تلك التجربة فهو تقليد لربما مضحك ويتذكره الجميع بكل تفاصيله وكما يقول أحد الزملاء أن عملية الرش بالماء من قبل زملائي دليل على تحية منهم لنجاحي.
لم يكن هذا التصرف يجعل قد سبب زعل بين الزملاء فالذي سبق ينتظر زميله عندما يقوم بالطيران المنفرد first solo ليقوم برد الواجب له بتقليد رش الماء.
حتى أن ولي عهد الأردن الأمير حسين بن عبدالله لم ينج من رش الماء في أول طلعة جوية منفردة first solo وتقبلها بفرح ورحابة صدر.
لم يقتصر هذا التقليد من رش الماء على الطيارين فقط. بل تعدى الى الطائرات التي تقوم بأول طلعة جوية لها أذ تقوم عجلات الإطفاء برش الماء عليها ويقتصر على النموذج الأول من الطائرة.
من أين جاء تقليد رش الماء على الطيارين first solo وما تأريخها؟
قد يختلف الكثير عن تاريخ تقليد رش الماء على الطيار والسبب الرئيس في ممارسة الطيارين ومن أين جاء هذا التقليد ومن وراء ذلك التقليد في سبب رش الطيار بالماء.
عندما تكون بدايات هذا التقليد الى زمن البالونات حين ترك الإنسان الأرض والسياحة في السماء وهذا ما سبق محاولة الاخوة "رايت وهي كانت الوسيلة السائدة في تلك الفترة.
لقد كانت تلك المحاولات لاستغلال السماء تعد مغامرة ومجازفة شديدة الخطورة وتعتبر هذه المغامرة ما بعدها من مغامرة.
لَم يكن التحليق بالبالون متاح لجميع الناس أو سهل المنال فقد كانت تلك الممارسة تعد علامة ودليل عن الرفاهية أنها كانت متاحة فقط للطبقة الثرية.
كان كل من يحلق بالبالون منفرداً في المرة الأولى يتم منحه لقب "بارون الجو" وذلك لقلة عددهم إذ كان يهد انجازاً ليس بالسهل الحصول عليه وفي ذلك الوقت.
وقد كانت من ضمن الطقوس أن يبلل رأس الشخص الذي نزل للتو من التحليق المنفرد بالمنطاد إذ كان يسكب فوق رأسه بكأس من شراب الشمپانيا احتفالاً بهذه المناسبة.
بعد تلك الحادثة بدأت تتطور وغدا التحليق بالبالون متاحاً للناس العاديين ويدخلون ذلك المجال وأصبح إلى أن دخلت الحرب العالمية الثانية. أصبح الطيران في متناول شريحه كبيرة.
بعد ذلك تم الاستعاضة بالماء بديلاً عن الشامپانيا وتطورت التقاليد لتأخذ منحى اخر وباشكال اخرى من الاحتفال وبدات تختلف من مكان الى اخر وهناك قصص كثيره لدينا وذكريات جميله حول اول طيران منفرد.
اترك المجال لكل طيار في تذكر تلك اللحظات مع سطل الماء الذي يسكب من أحد الزملاء ومن تقاليد وقوانين القوة الجوية العالمية ولازالت تمارس لحد اليوم.
أما القصة التأريخية الأخرى فتعود في أصلها الى سلاح الجو الأمريكي بتقليد أصبح ظاهرة شبه مقدسة لدى القوات الجوية العالمية وجمعيات الطيران.
إذ كانوا الطيارين الأمريكيين يدعون أهاليهم وعائلاتهم للحضور في أول طعة جوية منفردة first solo للمشاركة في أحتفالهم بهذا اليوم المميز والعظيم.
وتقول الرواية أن أحد الطيارين أصابه الخوف في تلك الطلعة ومن الخوف والرهبة التي تعرض لها تبول على نفسه وهذه الرواية برأي أنا (قد تكون مستبعدة).
عندما نزل ذلك الطيار من طلعته الأولى المنفردة انتبه زملائه للموقف ومن أجل تدراك الموقف المحرج قاموا بالركض باتجاهه وسكب الماء من أجل محو الآثار المحرجة.
ومن تلك الحادثة أصبح تقليد رش الطيارين بالماء بعد طلعتهم الجوية الأولى بالطيران المنفرد first solo والى يومنا الحاضر وبات تقليداً في العالم.
وذهب آخرون الى إن تاريخ رش الماء يعود الى التحية المائية التي كانت تقوم بها إدارة الموانئ بعد قدوم السفن من الرحلات الطويلة العابرة للمحيطات.
عند قدوم تلك السفن من رحلاتها تقوم قوارب الانقاذ والاطفاء برش السفن وبحارتها بالمياه كلما غادرت السفن أو عادت.
علماً أن أكثر قوانين الطيران قد تم استنساخها من البحرية ولربما جاء ممارسة الاحتفال بالطيران المنفرد الاول من قبل زملائه.
تبقى تلك الذكريات لها طعم خاص لمن مارسها وأحتفل بها في أول طلعة جوية منفردة first solo وكل ذكرى أجمل وأحلى .