قصيدة عواطف الحنين.
الشاعر السوري إبراهيم رحمون.
-------------------------------
يكفيك سُهدُ فذا الفَرَاشُ ينامُ
والريح تسكن لو يحلّ ظلام
يا مولعاً بالدار حتى نخاعه
دمع العيون تخطّه الأقلام
قد زال عهدك والسنين تقادمت
والحزن أشبه ما يكون غمام
إن الدموع على الفؤاد عصية
وجرى القضاء فلا يُشقُّ لثام
شظفا نعيش على نواجذ غربة
والصمت أطبق واستحال كلام
غدت الربوع على صِفاح دُرّسٍ
لمّا تلوح وقد علاها ركام
نمضي على شفة المواجع والضنى
غُبراً نهيمُ كأننا أيتام
يا دار ليلى ما ألفت مساكنا
بعد الشآم....ولا يطيب مقام
أين الشوارد في رياض كُمّلٍ
وعلى الغدير تُخالهن رِيام
يصحو العريش على حفيف قدومها
وعلى غصون الأيك حام حمام
أغصان فرع الياسمين خفوقها
بيضا تموج كانها اعلام
والفارهُ الحسون عذب غريده
لحن شجيُّ سرت به الأحلام
للوادعين بنظرة ريانة
ولهى يصوغ هيامها الإبهام
يا لوعة في القلب أوقدها النوى
وإلى الجراح مرارها الإيلام
ما زلت اعجم للبواح بسرها
حتى انتهيت أسيرها الأوهام
من ذا الذي في الروح يوقد شمعة
وعن النهار فلا يحيد ظلام
أتكاد ليلى تستريح بخاطري
او ما حَلِمت تعيدني الأيام
ولقد ذرفت من المدامع دمعة
للشوق زاد بريقها الإحجام
هي نسمة في الروح عابقة الشذى
للذكريات تسوقها الأنسام
من غوطة بجمالها وبهائها
باللحن يصدح طيرها الرنام
اواه يا قمرا تلألا فوقها
منذ اختفيت جَفانيَ الإلهام
سفرا غدوت ولاتبين رواحلي
في النائبات جرت بيَ الأعوام
لله ... در أحبة بمنازل
ريّا تفوح كما يفوح خزام
للساكنين بمهجتي اشتاقهم
وعلى الديار وما بعُدتُ سلام