قصيدة سلامات من القلب"
الشاعرة فوز مصطفى النعيمي
قصيدة سلامات من القلب. مهداة إلى نسائنا العراقيات. للشاعرة فوز مصطفى النعيمي. اللوحة المرافقة للرسام سمير ملك.
قصيدة سلامات من القلب
سلاماتٌ مِن القلبِ سلاماتْ.
لِكلِّ اللواتي رَبَظْنَّ هنا صامِداتْ.
لِكلِّ اللواتي صَنِعْنَّ الحياةْ.
إذا غابَ طيفُ الرجالِ الثقاتْ.
وأظلَمَ وَجْهَ العراقِ جَدَبْ.
وقفنَّ على هبَّةٍ نادياتْ.
هببنَّ كما البحر في العاصفاتْ.
جرينَ بهِ تغلغلنَّ في لُبهِ دجلةٌ بفراتْ.
سلاماً حبيباتُ قلبْ.
رفيقاتُ عمرٍ ودربْ.
ودَدْتُ لو املكُ صوتاً جميلاً وحَنْجَرةً مِن ذهبْ.
شدَوْتُ عن الصبرِ في أمرِهنَ العَجَبْ.
نساءٌ تسامَيْنَ فوقَ لهيبِ اللهبْ.
لغَنّيْتُ قهرَ نساءٍ بِهنَ مِن اللهِ خير الصفاتْ.
أُريدَ لهُنَّ انكساراً فصِرنَ مناراً.
أُريدَ لهُنَّ ركوعاً نهضنَ دروعاً.
وها نحن في لمـَّةٍ عاطراتْ وقد مرَّ ما مرَّ مِن عثراتْ.
ولم تنحنِ القِمَمُ الشامخاتْ.
أُسائِلُكُمْ ياتُرى.
هل تقدرُ الحربُ هل يقدرُ القهرُ بلْ هل تقدرُ الكائناتْ.
على نسوةٍ ولدنَ على فطرةٍ بطلاتْ.
فجئنَ على قَدَرٍ رائداتْ ؟؟
سلامٌ عليكن يا مُلهَماتٍ ويامُلهِماتْ.
حريةَ الفكرِ بالقلبِ بالعلمِ بالحلمِ بالهممِ العالياتْ.
للهِ دَرَكِ حواءُ مُبدِعَةُ المعجزاتْ.
توائمُ نفسي وجنسي.
وددتُ لو املك أمرَ العبادِ وحكمَ البلادِ.
لتوّجْتِكُنَ على عرشهِ مَلِكاتْ.
سليلاتُ عشتارَ شعبادَ أو شهرزادْ.
تَمَنّيْتُ لو املكُ سِحرَ بيانِ بديعِ اللغاتْ.
لعطَّرتُ مِن ذِكْرِكُنَّ نفوسَ الرجالِ الأُباة.
وأوْدَعْتُكُنَّ بكلِ القلوبِ صلاةْ.
تمنَّيتُ لو ... وكم تزرعُ اللَّواتُ في عُمْرِنا أُمنياتْ.
تظلُّ تمُدُّ هوى النفسٍ بالخطراتْ.
ولا تنتهي ويبقى مداها جديداً عيونُ صغارٍ حُباةْ.
تَنَزَّلُ مِن عالمِ الغيبِ في رحمِكُنَّ هِباتْ.
نغني لهم ويبني لهم صبرُنا شاهداً لخطىً ثابتاتْ.
تمنيتُ لو... ولكن كفاني محكمُ التنزيلِ فيكُنَّ واعداتْ.
أتى بنداءِ الحقِ... كُنَّ الباقياتِ الصالحاتْ.
سلامٌ عليكنَ يا أُمهاتِ العراقِ ونخلاتهِ الباسقاتْ.
إذا صمَّ صوتُ أزيزِ الرَصاصِ صدى الأُغنياتْ.
وشاهتْ وجوهٌ فعاثتْ وعادتْ لسبي النساءِ ووئدِ البناتْ.
وعَسْعَسَ ليلٌ مواتْ وسدَّ منافذَ كلِّ الجهاتْ.
وغابتْ عقولُ الرجالِ وتاهَ الحُداةْ.
وأمسى العراقُ غريباً على غصَّةٍ واختناقْ.
وباتَ العراقُ وحيداً بلا صُحْبةٍ سامراتْ.
فأقمِرنَّ في ليلهِ سُرُجاً لؤلوءاتْ وحَلِقْنَّ في قلبهِ ولَهاً عاشقاتْ.
ورتِلنَّ باسمِ اللهِ في هدءَةِ الفجرِ آياتهِ المنجياتْ.
وكُنَّ له حِرِزاً حافظاتْ.
بكُنَّ ومِن فيضِكُنَّ تقومُ تدومُ على أصلِها مفرداتُ الحياةْ.
ومنها تَشُبُّ براعمُ ترفعُ هاماتِها هبّةٌ وانعتاقْ.
تُنادي ويعلو نِداها عَنانَ السِماكْ.
تنادي ويعلو نِداها البُراقْ.
ليحيا ليحيا ليحيا العراقْ.
وتسألني الصاحباتْ.
متى ترحلينَ متى تلحقينَ بنا.
متى تتركينَ وراءَك أرضاً تزخُّ سماها برِجْزٍ.
وتنبتُ قاصماتُ الظهرِ فيها الفاجعاتْ.
أم انكِ تبقين في آخرِ النازحاتْ ؟
أُجيبُ نعم سأكونُ مِن الأُخرَياتْ.
ولكنْ مِن ... الأُخرِ الباقياتْ.
لكي لا تحُسُ العائداتْ.
إذا رَجَعْنَّ مِن الشِتاتْ.
بغربةِ المنفي في وطنٍ.
لعبة بهِ وبأهلهِ عبثاً تصاريفُ الحياةْ.
فغادرَ بعضُهُمْ طلباً لأسبابِ النجاةْ.
وآثرَ آخرونَ الموتَ في عزِ الثباتْ .