قصيدة شهربان" عروس الصدور.
النابغة الشهرباني … الشاعر الدكتور نزار الخزرجي.
قصيدة شهربان عروس الصدور
يا عَروسَ الصُّدور ِطالَ اشْتِياقي
خَبِّريني مَتى أَوانُ العِناق ِ
قاتِلات ٍ تَمُرُّ هذي الثَّواني
دُونَ وَعْد ٍ بِنَظْرَة ٍ أَوْ تَلاق ِ
شَهْرَبانَ الجَمال ِ طالَ اشْتِعالي
لا حُدُودٌ لِصَبْوَتي واشْتِياقي
كَيْفَ أَنْساك ِ يا لَصيقَةَ روحي
أَوَ تَنْسى ضياءَها
أَحْداقي
مِلْءَ روحي غَضيرَة ٌ ذِكْرَياتي
يانِعات ٌ كَـــزَهْرِك ِ العَبّاق
ِ
أَنا عِنْدي مِنَ الغَرام ِ فُصولٌ
ما رَوَتْها دَفــــــاتِرُ
العُشّاق ِ
وَجْهُك ِ الغَضُّ مِثْلُ وَجْه ِ دُعَيْد ٍ
طَعْمُك ِ العَذْبُ طَعْمُها في المَذاق
أَنْت ِ لِلْحُسْن ِ كَعْبَة ٌ وَهْيَ روحٌ
وَأَنَا الصَبُّ في جَحيم ِ الفِراق ِ
مِنْ بَعيد ٍ في غُرْبَتي تَحْتَويني
نَفَحاتٌ مّنْ عِطْرِك ِ الدَّفّاق ِ
أَيْنَ مِنِّي مَدارِسي وَ رِياضي
كانَ فيها تَأَلُّقي وَ انْطِلاقي
أَيْنَ صَفّي وَدَفْتَري وَكِتابي
كَيْفَ ضاعَتْ بِغُرْبَتي أَوْراقي
أَيْنَ داري تَفيضُ أَمْناً وَطيباً
أَيْنَ أَهْلي وصُحْبَتي وَ رِفاقي
أَيْنَ سوقٌ يَموجُ روحاً وَزَهْواً
كانَ عِنْدي مَنارَةَ الأَسْواق ِ
كُلُّ طَبْع ٍ في قاطِنيه ِ أَصيلٌ
لَيْسَ فِيهِمْ جُزَيْئَةٌ مِنْ نِفاق ِ
وَمَقاه ٍ تَمورُ فــيها الـــــــحَكايا
كَوُرود ٍ تَدورُ في الأَطْباق ِ
أَيْـــــــنَ نَخْلٌ ما شَيَّبَتْهُ اللَّيالي
يَتَزَيّا بِأَكْــــــرِم ِ
الأَعْذاق ِ
كُلِّ ريح ٍ تَرومُهُ تَتَلاشى
لَيْسَ تَلْوي إرادَةَ الأَعْراق ِ
إِنَّ نَخْلَ العِراق ِ صِنْوُ بَنيه ِ
مُسْتَفَزٌّ وَ شامِخُ الأَعْناق ِ
أَيْنَ ظَبْيٌ في مُهْجَتي يَتَمَشّى
يَتَسَلّى بِلَوْعَتي وَاحْتِراقي
قَـــــدْ سَباني تَــــدَلُّلاً وَ نُفوراً
وَكواني بِلَهْفَة ٍ واشْتِياق ِ
ضاعَ مِنِّي فَضاعَ عُمْري هَباءاً
لَيْسَ عِنْدي بَقِيَّة ٌ في البَواقي
خَطَفَتْني مَجاهِلٌ لَيْسَ فيها
لي صَديقٌ ، حزينة ُ الآفاق ِ
شَهْرَبانَ الجَمال ِ يا رَوْضَ حُسْن ٍ
رَسَمَتْهُ أَناِملُ... الخَلاّق ِ
يا عَروسَ الصِّدور ِ قَدْ طَوَّقَتْها
أَنْجُمُ الحُسْن
ِ في سَماء ِ العِراق ِ
فَتَسامَتْ ... بِشاخِها يَتَهادى
مُسْتَريحاً بِمائِه ِ الرَّقْراق ِ
وَكَسَتْها... أَزاهِرٌ وَحُقولٌ
طَوَّقَتْها بِأَجْمَل ِ الأَطْواق ِ
وَ كَساها مِنِ ابْنها ثَوْبُ فَخْر ٍ
فَهْوَ فَذٌّ و طَيِّبُ الأَخْلاق ِ
أَنْت ِ أَبْقى وَ كُلُّ باغ ٍ سَيْمضي
وَسَتَمْضي... قَوافِلُ السُّرّاق ِ
لا تُبالي فَكُلُّ لَيْل ٍ سَيْهوي
فاللَّيالي مَوْعودَة ٌ بإتِلاق ِ
وَسلامَ عَلَيْك ِ مادارَ نَجْم ٌ
في سَماء ٍ أَوْ مَوْجَة
ٌ في سَواقي
كُلُّ دار ٍ فِداك ِ يا دارَ أَهْلي
دارَ جَدِّي فِداك ِ ماءُ المَآقي
************