قصيدة تجاهل" للشاعر الدكتور نزار الخزرجي.
وصلتني رسالة فيها قصيدة تجاهل" للشاعر الدكتور نزار الخزرجي. تلك القصيدة التي أستلت من ديوان تحت الطبع.
جاء في نص الرسالة ممنون منك نشرك المتواصل لقصائدي عشت وسلمت. إني منقطع عن الفيس لكن لي تحت الطبع الديوان الرابع والخامس هذه القصيدة هدية لك سارسل لك بين الحين والآخر. محبتي.
هذه الرسالة جعلتني أفرح لأنها جاءتني من رجل أعتز به وله مكانة كبيرة في قلبي. والأمر الأخر أن مدونتي تلاقي نجاحاً لدى القراء إليك قصيدة تجاهل.
قصيدة تجاهل
-----------------
تجاهَلْ ولا تَأبَهْ إذا ما تَجاهَلا
حَبيبٌ تُوافيه ِ المَحَبَّةَ باذِلا
ولا تَرْقَب ِ الأَخبارَ شَوْقاً وَحُرْقَةً
عَليْهِ وَلا تَسأَلْ فَما كانَ سائِلا
وَحاذِرْ فَلا تُرْسِلْ عِتاباً وَلَهْفَةً
سَيُعْطيكَ أَعذاراً وَيُبدي مَشاغِلا
تَرَيَّثْ فَما الدُّنيا سِوى بَرْقِ غَيْمَة ٍ
سَتَمضي فَلا تَأمَلْ مِنَ الغَيثِ نائِلا
حَياةٌ بِلا مَعنىً وَ عُمْرٌ بلا مُنىً
وَ دَهْرٌ بَدا مُنذُ الطُّفولَة ِ خاذِلا
سَيُيغنيكَ دون الناس ِ عَقْلٌ وَحِكمَةٌ
وَ شِعْرٌ بِهِ بانَ التَفَرُّدُ ماثِلا
إذا اكتَمَلَ المَحبوبُ حُسناً وطَلْعَةً
فَإِنَّكَ بينَ الصِّيد ِقَدْ كُنتَ كامِلا
وَإِنَّكَ مِلءُ العَيْنِ وَجهُكَ أَبلَجٌ
وَكَفُّكَ ما رَدَّتْ عَفيفاً وسائِلا
وَحَرفُكَ شَفَّ الغيدَ نُبْلاً وَرِقَّةً
وَطَبْعُكَ قَدَ أَضحى عَنِ السُّوءِ حائِلا
وَقَتْكَ مِنَ الأَرجاسِ في النّاسِ فِطرَةٌ
فُطِرْتَ عليها كامِلَ الخُلْقِ فاضِلا
عَفيفٌ وَقَدْ مالَتْ عَليكَ بِخَصْرِها
كَعابٌ وَقَدْ أَرخَتْ عليكَ جدائِلا
تَأَوَّهُ مِنْ شَوق ٍ وَقدْ شَعَّ سِحرُها
وَفَوَّحَ مِنْ أَردانِها الطِّيبُ هاطُلا
تَصيدُ مِنَ الفُرسان ِ مَنْ عَزَّ صَيْدُهُ
إذا أَرسَلَتْ سَهماً مِنَ اللّحظِ قاتِلا
وَ تُغوي بما حازَتْ مِنَ السِّحْر ِ عابِداً
تَعَذَّرَ أَنْ يُغوى فَيَسقُطُ جاهِلا
نَصَبْتَ عَليها مِنْ حيائِكَ خَيْمَةً
وَكُنتَ لَها سِتراً عَنِ السُّوءِ عازِلا
أَخا الهَمِّ ما كَلَّتْ لِعَزمِكَ ضَرْبَةٌ
وَحَسبُكَ أَنْ تَبقى عَزيزاً مُصاوِلا
وَحَسبُكَ مَنْ صانَتْ وجادَتْ وَأَجْزَلَتْ
عَطاءاً وَتَحناناً وَلَمْ تُرض ِ عاذِلا
وَقَدْ حَمَلَتْ عَنكَ الهُمومَ وَلَمْ تَزَلْ
تَشيلُكَ هَمّاً يُوجِعُ القلبَ هائِلا
تَجَسَّدَ فيها الحُسنُ حتى تَكامَلَتْ
عُيوناً وَأَعطافاً وَقَدّاً وَكاحِلا
ذُكاءٌ إذا بانَتْ مَهاةٌ إذا رَنَتْ
حَصانٌ بِها فاضَ الحَياءُ جَداوِلا
تَقَدَّمْ إِليها قَبِّلِ الأَرضَ عِنْدَها
وَقَبّلْ خُطاها فَهْيَ تَزهو خَمائِلا
لِأُمِّ عَلِيٍّ ما مَضى العُمْرُ خالِدٌ
مَكانٌ بِجَوفِ القلبِ قَدْ ظَلَّ آهِلا
الدكتور نزار سامي الخزرجي
في الطائرة القادمة من غدانسك في بولندا الى السويد
20210630