بقلم... الاستاذ خوام الزرفي.
تشتهر مدينة شهربان بثمرة الرمان. مواسم الخير " مواسم القطاف. رمان شهربان وموسم القطاف والبيع والشراء. مراحل جني الثمار و"بياع شراي.
بياع شراي مهن سادت ثم بادت على قدر ارتباطها مع مواسم الخير. مهن سادت ثم بادت هكذا رأيتهم. ليس الخير في كثرت المال والعيال بل الخير في كثرة العلم والحلم.
موسم القطاف وجني رمان شهربان.
يبدأ قطاف ثمار رمان شهربان (الحوي). عند نهاية تشرين الأول وبداية تشرين الثاني. عندما يبدأ الليل يبرد وتتساقط قطرات الندى. تفرق درجات الحرارة بين الليل والنهار دليل على نضوج الثمار.
تشقق الرمان الناضج في الليل بحيث تسمع صوت أنفلاقها بشكل واضح بين صدى البساتين وسكون الليل. تسمى هذه الرمانة المنفلقة بـ(المهلف) الذي يباع بسعر متدني ورخيص.
يقوم صاحب البستان بأعداد وانتخاب مكان داخل البستان لتتم عملية خزن الرمان فيه. يضع أوراق نبات السوس والحلفه تحت ثمار الرمان مخافة من رطوبه الأرض التي تؤدي الى تلف الرمان(خياس). يغطى الثمر بالحلفه لتبقى ثمار الرمان طازجة لأطول فتره .
تمر عملية قطاف وجني ثمار الرمان بمراحل متعددة. وهي من أدق عملية قطاف وجني من بين ثمار الفواكة الاخرى ومتعبة جداً.
ينقسم فريق العمل الى ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى "الحاوي ويحمل معه (عرجون) عصاة طويلة وفي رأسها نتوء صغير على شكل حرف V ليستطع الجاني قطع الرمان البعيدة وتقريبها أليه ويضع ثمرة الرمان. أما في الساقية (الجوة) أو في الزنبيل أو الكوشر.
- المرحلة الثانية مجموعة من العمال تنقل الرمان من الجاني الى منطقة الخزن الكوم بواسطة الأشخاص أو الحمير.
- المرحلة الثالثة مكان الخزن(الكوم) والمسؤول عنه يسمى (الباسول) ويجب أن يكون عارفاً وخبيراً بعملية الخزن.
يقوم "الباسول بعزل الرمان الصالح للخزن والغير صالح. وفحص الرمان واحدة بعد أخرى ويخرج الرمانة الساقطة من الأعلى والمجفوته. ويقوم بصف الرمان الصالح بأسلوب بحيث تبقى الرمانة صالحة لمدة أطول.
لذلك يراعي صاحب البستان هذا الأسلوب، لان الرمان عند وقت القطاف الجني يكون رخيصاً لكثره المعروض منه، وينتظر شحة الرمان في السوق بأ وقات لاحقه.
تسويق حاصل رمان شهربان.
ينشط تجار موسم قطاف رمان شهربان. يأتي تجار يطلق عليهم بياع شراي في المصطلح المحلي. عادة ما يكون ذو ملبس أنيق ونظيف. يملك رأس المال. يشتري الحاصل أما نقداً أو بعد تصريف البضاعة حسب الاتفاق.
عاده ما يشتري البياع شراي (كوم) مكان جمع الرمان بطريقين:
- طريقة الشراء الأولى هي بالتقدير حسب خبرة التاجر بياع شراي. عادة ما تكون هذه الطريقة مقامرة.
- طريقة الشراء الثانية هي عن طريق وزن المحصول بميزان كبير من الخوص وتكون أكثر إنصافاً.
عادة ما تكون طريقة الشراء الأولى "الكوتره مقامره فصاحب الرمان أحياناً يضع رمانه بمكان مرتفع أو يضع (الدغل) بكميات كبيره ليوهم المشتري أن حجمه اكثر.
في مناسبات كثيره يكون خزن الرمان التي تصل الى شهر شباط غير جيد بنقله من مكان قطافه بالكواشر وتنمرد الثمار كل هذه الحالات تظهر كميه (الخياس ) للثمر كبيره وتؤدي الى خساره كبيره ومشاكل خاصه للعرف.
أما الوزن يكون جلب ميزان من (الخوص) وتكثر المشاكل أحياناً (بنسيان الحساب) وهنا يبدأ القسم بكل مقدس إن الوزن 6 او 8 (رفعات) وهي تكرار الوزن.
(لطيفه) يقوم احد طرفي البيع والشراء بتأجير عامل قوي. عندما يحمل الوزن وعادة وحده القياس (الجارك) يساوي 10كغم. برفع الوزن بقوة وترتفع كلتا الصفحتين مما يؤدي الى وضع رمان زيادة لتنخفض "الكفة التي فيها الثمر؟
قد يعطي المشتري النقود نصفها حسب قدرته أو اقل؟
البياع شراي ينقل الرمان الى أسواق بعيده لديه وواسطه نقل الى كركوك الموصل البصرة لغرض زيادة الربح؟
يلعب الحظ أحياناً وقله المعروض الى ربح وفير وفي مرات تتكدس البضاعة ويبيع بسعر اقل من الشراء مع حساب العمال والنقل وأجور العلوة.
الخسارة تنعكس سلباً على تسديد الديون وهنا الصفحة الأخرى من حل المشاكل أحيانا لا يستطع من تسديد الديون وفي اخرى تكون على شكل أقساط ؟
السؤال هل جاء الاحتلال ليضع العراق سلعه وسط مضاربات الغش والخديعة بحجه التحرير. هل كان البايع الشاري نزيهاً وهل الشلة التي تقوم بميزان العراق وثرواته غير متواطئه بعمليه الوزن.
عراق المقدسات أسمى من أن يكون صفقه بيد العملاء والمفسدين الذين أعانوا المحتل على بلدهم وسرق الرمان والأثآر والتاريخ؟
أبو رغال يبقى عنوان الخيانة كلما نتذكره تدور بنا الأرض لان رائحه ذكره تزكم الأنوف أين يذهب من خان وطنه وافسد فيها من خجل أبناءه وأحفاده والأجيال القادمة؟
اليوم أصبحنا نشتري في مدينتنا شهربان التي تشتهر بهذه الفاكهة فكانت شهرة رمان شهربان تطبق الأفاق فوا أسفي أن يباع الرمان إيراني ومصري" العيب على من جعل شهربان تتراجع عن صدارة رمانها.