recent
أخبار ساخنة

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان.

Site Administration
الصفحة الرئيسية
الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان.

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان.

بقلم... ابن شهربان

يعد الحاج جاسم يزلي" وجيهاً من وجهاء سوق شهربان.  تاريخ من الزمن الجميل في مدينة شهربان مركز قضاء, المقدادية. يكتبه الكاتب الدكتور إبن شهربان.

الراحل الحاج جاسم حمود اليزلي القيسي. صاحب محل للتجهيزات الزراعية. ووكيل المعدات الزراعية الشامل وخبير الطب الشعبي (الاعشاب) ومن وجهاء سوق شهربان.

في بواكير طفولتي كنت مدمن على التسكع في سوق شهربان القديم الجميل وخصوصا السوق المغطى اطالع البضائع المعلقة على واجهات الدكاكين وامامها وفوق رفوفها.

اطالع كذلك وجوه الزبائن الذي يعج به هذا المقطع الفلكلوري من السوق والذي يكتظ بالناس خصوصا في ايام الجمع والاعياد والعطل.

كنت أرى وباستمرار أهل القرى وأصحاب البساتين متجمعين أمام الدكان. يتحدثون مع الراحل جاسم اليزلي الواقع مقابل باب جامع المقدادية الكبير مجاور أو قرب محل البزاز المشهور الحاج عيدان (أبو متعب).

لقد نسيت الآن الكثير من تفاصيل الدكان ~ لكن منظر الحبال والأدوات الزراعية المختلفة المعلقة على واجهة المحل ووجه الراحل ومحياه مازال مرسوما وكما هو في جدار ذاكرتي ...

منظر المساحي (مسحاة) والكركات ( كرك ) والمسنيات (آلة حصاد الحنطة والشعير) والجلاليب (آلة تقطيع أغصان الأشجار وتكريب النخيل) والتبليات (عدة صعود النخل ) والأكياس (الكواني) والخيوط والمخايط وكل ما يحتاجه الفلاح والحدقجي وصاحب البستان وتفاصيل أخرى لاتخطر على بال (ساتوسع في شرحها لاحقاَ).

هو دكان صغير لكنه محل نادر ومتخصص في كل متطلبات الفلاح الزراعية... فضلاً عن وصف وتجهيز مواد العلاج بالاعشاب سوف نتوسع فيها لاحقاً.

مازال منظر الحاج جاسم يزلي ماثل أمام عيوني وهو يتعامل مع زبائنه... رجل متزن جدا مقنع تكاد ترى حوله هالة من خبرة الحياة وسنينه ... نادراً ما يضحك.

لم أراه يتحدث مع زبون بأسلوب الهزل والفكاهة هو انسان عملي من العيار الثقيل عندما يتكلم يجبرك على الإصغاء لهيبته وسموه.

هو أقدم وكيل تجهيزات زراعية في ديالى والوكيل الوحيد في شهربان لغاية التسعينات أفنى عمره كله في أداء مهنته المزدوجة التي أحبها وأبدع في كلاهما وهما التجهيزات الزراعية والطب الشعبي. 

أهل شهربان جميعاً وتحديداً الفلاحين وأصحاب البساتين يعرفون مكان دكانه كمحل شعبي تراثي شامل لمختلف متطلباتهم منذ الأربعينيات. 

لقد عبر هذا الإنسان المثابر العاشق لمهنته حدود لواء ديالى ومدينة شهربان فبنى علاقات تعامل تجاري مع أباطرة تجار أسواق جميله والشواكة والشعلة والشورجة. 

حظي الحاج جاسم يزلي احترام وثقة تجار بغداد لتوريد كل ما يحتاجه أهل شهربان وخصوصاً في المعدات والالات الزراعيه. 

لم يكتفي الحاج جاسم يزلي بذلك وإنما دفعه إدمان الحرفية الفريدة بان يقوم بجولات برية على ظهور الخيل الى مختلف مناطق شمال العراق ويعبر الحدود الى إيران وتركياَ للتواصل مع تجار المهنة في تلك الأصقاع لتجهيز محله بالمعدات الزراعية. 

فضلاً عن متطلبات العلاج العشبي ( الأعشاب ) وقد ساعده في ذلك إجادته للغات التركية والكردية والفارسية للتفاهم والتواصل معهم. 

في سنين الخمسينات اشترى الحاج جاسم يزلي بستان غناء في منطقة غجان في مدينة شهربان واعرف مكان تلك البستان العامرة. 

فهي تمتد على شكل مستطيل يحاذي بساتين وجهاء شهربان. السادة ~ حسيب آغا، ولطفي غيدان، ونجيب آغا، وتوفيق عجاج، (رحمهم الله جميعاَ). 

البستان المستطيل يبدأ من منطقة غجان المحاذية لنهر الشاخه الخالد وتنتهي تماما عن ملاعب طفولتي شارع دور الضباط القادم من السوق ( فلكة الحسينية ) الى دور الضباط مرورا في محلة الحرية.

لقد وضع الحاج جاسم يزلي كل اهتمامه وجهده في بستانه. الى الحد الذي سلبت منه مهنة الترحال خارج مدينة شهربان. 

حيث وضع الحاج جاسم يزلي في بستانه كل وقته الفائض من تصريف شؤون دكانه التراثي العامر في سوق شهربان المغطى. وممارسة مهنة علاج طب الاعشاب. 

المقربين من الحاج جاسم يزلي يعرفون روتين حياته اليومي فهو يبدأ صباحه بالذهاب للبستان للسقي والصيانه ثم يعود الى دكانه للقاء زبائنه و يستمر فيه الى العصر. 

يُستقبل الحاج جاسم يزلي الزبائن الفلاحين والمزارعين واهل البساتين حيث كانوا يلتقون عنده يتشاورون ويتبادلون بالأمور الزراعية ويتسوقون ما يحتاجونه. 

أحياناً يفتح المغرب بناء على مراجعة زبون مريض قادم من الريف لشراء وصفه طبيه عشبيه بعد إجراء تفاصيل الكشف على المريض وسماع تفاصيل حكايته.

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان. شهادة وكالة زراعية.

وصف محل الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان (الدكان) . 

أجيال الخمسينات والستينات وربما بعدها يتذكرون دكان السيد جاسم اليزلي يعرفون مكانه وجميعهم يذكرون بساطة المحل وخلوه من الديكورات والإضاءة كالتي ترونها الآن على واجهات محلات شهربان ... 

دكانه كان بدون اعلام او دعاية لكنه كان مصدر خير وفير ورزق غير منقطع... دعاية التسويق الوحيدة كانت هي حبه لمهنته واحترامه لكلمته وتقديره لزبائنه واحترام رغباتهم وتوفير متطلباتهم حتى وان تطلبت السفر الى بغداد أو تركيا وإيران. 

نعم المحل كان بسيط دون ديكورات وجماليات لكنه كان يدر خيراً من عمل الخير الذي يؤديه المرحوم. كان أولاده الثلاثه كثيراً ما يطلبون منه تعميره لكنه يرفض. 

يقول الحاج جاسم يزلي لأولاده ليس المهم تعمير المحل بالديكور إنما المهم إدامته وإن أردتم تعميره فعمروه من بعدي وديمو مهنتي. 

كان يكرر القول لأولاده (لو أبيع في المحل تراب ينقلب الى ذهب!) أتركوا شؤون الدكان لي وتفرغوا للتفوق في الدراسة والسعي والحصول على الشهادات.

جانب التجهيزات الزراعية في محل الحاج جاسم يزلي. 

هو شامل لكل ما يحتاجه الفلاح في الزراعة والفلاحة ابتداءً من المعدات والأدوات واللوازم ومروراَ بالبذور وانتهاءً بالمخصبات والمبيدات. 

كان فلاحي قرى شهربان يجدون عنده كل انواع البذور المحسنة والمستوردة (وكانت محفوظة في علب ومجهزه بالتعليمات اللازمة). 

فضلاً عن الأسمدة الكيماوية المركبة للحمضيات والأشجار الأخرى. وسماد مادة اليوريا لتخصيب التربة اللازمة لزراعة الخضراوات وبذور الثيل للحدائق المنزليه. 

والمرشات الزراعية لمكافحة الحشرات الحقلية والبساتين والنخيل والحشرات المنزلية والارضه وغيرها من مكافحة الذباب والأفاعي والعقارب والفئران... فضلا عن متطلبات صيد الأسماك من شباك وطعم وغيرها. 

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان. اجراس للابقار والاغنام ، زناجيل

كل احتياجات الحيوانات من حزم ورسن وزناجيل وأجراس ومقص جز الصوف ومختلف عدد السلاح في تلك السنين مثل حزام الطلقات الأنيق (حزام الفشك) ومختلف أحزمة حفظ السلاح الجلدية ومنها غلاف المسدس والخنجر ( الكراب ) وباقي اكسسوارات زينة البنادق التي كانت سائده انذاك مثل البرنو والكسريه (كسر) والانكليزيه والموزر وغيرها. 

عرف الحاج جاسم يزلي بحس تجاري فطري متطلبات أهل شهربان الأخرى. فأغنى محله بتفاصيل ضرورية أخرى لا يحتويها محل آخر في مدينة شهربان. مثل مناقل التدفئة الذهبية في البيوت ومناقل الشوي.

وشمل المحل كذلك متطلبات البناء والاعمال الانشائية كالمسامير والمناجل والجلاليب ومناشير قطع الأشجار وغيرها. 

العجيب انه كان يعرفها ويعرف أنواعها وتعليماتها على الرغم من عدم دخوله المدارس وقلة إلمامه بالقراءة والكتابة سوى قراءة القرآن. 

فوق كل ذلك كان يعطي استشارات زراعيه لمن يحتاجها وصار مرجع للمسؤولين في المدينة من أصحاب البساتين والمزارع اذْ كانوا يقصدونه الى دكانه المتواضع للاستشاره.

 حيث لم يكن هناك مكان لجلوس الزوار لكنه كان يقوم بواجب الضيافة بان يكرم ضيوفه بعينات من الهيل او القهوة بدلا من استكان الشاي أو كوب القهوة. 

كان يساعده في المحل حماميل معروفين في سوق شهربان ويثق بهم مثل رشيد... اليسه... عصفور اسمه عصفور لكن عنده قوة حصان وصبر جمل !.

جانب محل الحاج جاسم يزلي. علاج الاعشاب خبير الطب الشعبي ( الاعشاب ).

لقد كان الراحل جاسم يزلي طبيب بدون شهاده طب واستشاري بدون وثيقة من البورد الطبي وصيدلي بدون دخول كلية الصيدلة.

انه فعلا خبير طب الاعشاب الشمولي في مدينة شهربان لمدة نصف قرن أو يزيد. فكان يقابل مرضاه ويستمع لشهاداتهم عن أعراض المرض ويفحص موقع المرض ويناقشهم فيه تفصيلياَ. 

ثم يقوم بتحضير الدواء من مكوناته على شكل خلطات او مراهم أو اكاسير حسب نوع المرض و حِدَّةْ أستشراءه. حيث كان له زبائن كثيرين من داخل مدينة شهربان ومن القرى والأرياف .

من اهم هذه العلاجات هي الوصفة الستينيه ومن اسمها فكانت تحضر بخلط ستين ماده اوليه وتتطلب ساعتين لإعدادها لمعالجة أمراض المعدة والقولون وغيرها ...

هنالك خلطة دهن لعلاج الجلد حيث كان يشرح للمريض كيفية استعماله بلغته الدارجة ~ فمثلا يقول له ضع الدهن خارجي لمدة (شربة جكاره). 

وهنالك وصفة مسمار القدم (وهو تقرن جلدي من خلايا ميتة تكون على شكل دوائر متقرنة واحيانا متقيحة على جلد اسفل القدم وهي شديدة الالم وان سبب ظهورها هو الضغط الزائد على باطن قدم الإنسان ضد الحذاء أو الكعب العالي بالنسبة للنساء أو بسبب العمل حفاة في الحقول والبساتين ) .

وصفة المسمار للخبير جاسم يزلي تتكون من تيزاب مخفف بالماء... ولسبب خطورتها لم يكن يعطيها للمرضى إنما يقوم بالعلاج هو بنفسه وفي الغالب يطلب منهم تكرار المراجعة لمدة ثلاثة أيام.

في الواقع فان العلاج الحالي في الصيدليات لمثل هذه الامراض يتكون من نفس المواد الأولية الداخلة في خلطة السيد جاسم يزلي قبل أكثر من نصف قرن من الزمن... الفرق بينهما حالياً العلاج مجهز على شكل قطرات ومعبأ في عبوات وخاضع لضوابط النوعية وشروط الصحة والسلامة (Health & Safety).

هنالك وصفة علاج البرودة وفساد المعدة والإسهال (ورد ماوي ونومي بصره وقشر برتقال أو رمان يابس تغلى مثل الشاي , ووصفة علاج الغازات وانتفاخ البطن (عصير النعناع ) الخ .. 

كما أن العديد من أهل شهربان الكبار ربما يتذكرون وصفته الصِيّام في شهر رمضان وما يحصل من تغيرات فسيولوجية في المعدة نتيجة تغير نظام وجبات الاكل... حيث كان يعطيهم في آخر ليلة من رمضان قليل من دهن الخروع لتنظيف المعده وعودتها الى حالها ما قبل الصيام (صيانه ).

خبير شهربان للعلاج العشبي كان يفعل كل ذلك لكنه لم يزور عيادة طبيب أو صيدلي طوال حياته وان العمليه الوحيده التي اجراها لم تكن في عيادة طبيب انما في كلينيك علاج العيون لازالة الماء الابيض من العيون... 

كان عندما يتعرض للزكام يعالج نفسه فطريا وذلك " بكسر " رأس بصل يابس ويشتمه مرتين لمدة يومين ... الى أن وافاه الأجل.

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان.

دار الحاج جاسم يزلي المتميزة في محلة المصاليخ.

أن كان محل السيد جاسم يزلي عبارة عن دكان بسيط في سوق شهربان المسقف الا ان داره كان تحفه ثمينه في مدينة شهربان ~ أنه بيت تراثي جميل.

ان دخلته أو مررت من امامه تحس بعراقته وتكاد ترى قيمته العمرانيه... فهو كأنه قلعة أثرية أو مثل كاتدرائية عريقه. 

اشترى الحاج جاسم يزلي هذه الدار بالمزايدة (أٌوكشن .. Auction) بمبلغ الف (١٠٠٠) دينار عراقي في عام ١٩٤٣م. أن مبلغ ١٠٠٠ دينار في تلك السنين يوم كان راتب الموظف ربما دينارين ربما يعادل مليار دينار حاليا. 

كانت تسمى هذه الدار ببيت القاضي وكل شيء فيه يدل على انه مبني بمواصفات خاصه جداره عريض سقفه عكاده منقوش بأناقه أرضيته طابوق فرشي واجهته شناشيل وفيه بئر.

كانت هذه البئر تستخدم لإسقاء بيوت الجيران بواسطة الشخصيه التراثية المعروفة علي السقا. فهل يتذكر سكان محلة المصاليخ القدامى منظر على السقا وسطوله المتدلية على كتفيه من طرفي العصا ~ فهو كان مقيم هناك واستمر هذا الوضع الى ان وصلت ماء الاسالة الى مدينة شهربان.

الدار يقع تماما على مجرى نهر الشاخه القديم عندما كانت تمر من وسط محلة المصاليخ وتقسمها برومانسية الى جزئين بوضع أخاذ يذكرني دائما بمدينة البندقية في ايطاليا. كما أن سكان تلك المدينة العائمة فوق الماء تذكرني بسكان محلة المصاليخ الحالمين.

اذْ ان بيوتهم تحاذي مجرى الماء وان ابواب بيوتهم تفضي عليه وهم يسمعون هدير امواج الشاخه حين تنحدر بحده بعد أن تغادر محلة الجيروان. 

فهم حتى وهم نيام يسمعون خرير انسياب ماءها ويشمون رائحة دهلة مائها ورائحة طحالبها كل ثانيه فتشبعوا بها فصاروا مدمنين عليها. 

لابد أن يتذكرون جمال الماء وسحر نهر الشاخه ومسناية الحديد الواقعة على ضفتها ودرجات الكونكريت النازله بتاني الى ماءها... 

حيث ان الدرجه الاخيره تلامس مجرى الماء. التي كانت مكاناً للقاء نساء المحله كل يوم عند غسيل الاطباق والصحون. كذلك منصة لكي يقفز منها اطفال محله (المصاليخ) يسبحون مثل الطيور المائية (أمجلجه) في لهيب الضهاري لصيف مدينة شهربان اللاهب. 

لقد أثر فيهم هذا الوضع الطبيعي الساحر انذاك فحول نصفهم الى عشاق وربع نصفهم الاخر الى دراويش حب.

في أواخر أعوام الخمسينات وبداية الستينات. تم ردم مجرى نهر الشاخه بقرار حكومي خاطئ الذي حول بندقية مدينة شهربان الى وضعها الحالي. 

وأصبحت المُحله سوق تجاري وتحولت الدار الى سوق دلالية العقارات وتم نقل مجرى النهر لما هو عليه الان.

لا اعرف من قرر تغير مجرى نهر الشاخة الخالد من وسط مدينة شهربان الى طرفها ولا اعرف لماذا هم فعلوا ذلك؟ 

ولا اعرف ماهي الاسباب والمبررات المقنعة التي دعت من قرر ان يقتل مجرى نهر الشاخه الجميل ويدفنه حياً في وسط درابين محلة النجاجير وسوق شهربان محلة التورات والجيروان والمصاليخ ؟

كان الراحل جاسم يزلي في طليعة المعترضين على ذلك القرار الخاطئ وحاجج محافظ ديالى و قائمقام قضاء المقدادية.

عرف عن الراحل السيد جاسم يزلي هو سخائه في صيانة وتعمير بيوت الله في مدينة شهربان كوسيلة لرد الدين والشكر لله على فضله ونعمته. 

في اعوام بداية الستينات كلّف الحاج جاسم يزلي بان يكون عضو لجنة مشتريات لتأثيث حسينية شهربان القديمة. وكان معه في هذه اللجنة السادة الحاج عزيز والحاج عيدان والحاج محمد حلان والحاج عمران ( سني ) . 

اعتذر لذكري مذهب الشخص الاخير في اللجنة وقد ذكرته فقط لكي ألفت انتباهكم عن نوع العلاقات التي كانت سائدة في زمن شهربان الجميل (خليها بحظ من فرقكم يا أهلي ).

 الراحل الحاج جاسم يزلي متزوج من سيده هي بنت احد عوائل شهربان العريقة. وهي الحاجه ام وحيد الرحماني والدها أحد مشايخ البيات. 

وهي سيدة ثرية وقد امتلكت هي وشقيقها السيد يحيى الرحماني وبمشاركة الاملاك مع ال شيرخان وهم (السادة عبدالحسين / مسعود) وهي أراضي العرصات الممتدة من قنطرة السوق والمحاذية الى بيت المرحوم توفيق سمو. 

وهي الأراضي التي استملكتها الحكومة لتصبح مسار لمجرى نهر الشاخه الحالي عندما تم تغيير مجراه. 

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان.

عائلة الحاج جاسم يزلي ايقونات شهربانية مميزة.

للراحل السيد جاسم اليزلي ثلاثة من الأولاد وابنتان... أولاده هم من صفوة شباب مدينة شهربان خلقاً وادباَ وأناقه ~ ولا أعتقد بان أحد من سكان شهربان الاصليين لا يعرفهم. 

فهم من رواد سوق شهربان الجميل ومن رموز شبابه الزاهي في أعوام الخمسينات والستينات. 

ثلاثتهم مارسوا مهنة والدهم بالإضافة الى وظائفهم وأن اثنين منهم مازالوا يزاولون مهنة والدهم والى اليوم. ولديهم محلات للمعدات واللوازم الزراعية في منطقة السنك- شارع الرشيد- بغداد ... وهم السادة:

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان.

الاستاذ وحيد جاسم يزلي النجل الاكبر.

الاستاذ وحيد جاسم يزلي. حاصل على شهادة بكالوريوس لغة إنكليزية. عمل مدرس لغة إنكليزية في إعدادية المقدادية شهربان لفترة عشرين عاما وانتقل الى بغداد وعمل مدرس في اعدادية الاعظمية لمدة خمسة سنين. 

ثم عاد الاستاذ وحيد جاسم يزلي الى مديرية تربية ديالى وعمل مسؤول عن الابنية المدرسية وهي مهنة حساسة لعلاقتها بالمال والصرف وارتباطها مع المقاولين وإغراءات الرشاوي والهدايا. 

لكنهم اختارو الاستاذ وحيد يزلي وتم تعيينه بهذا المنصب لثقتهم بأمانته ونظافة يده وقد أداها بأمانة مطلقة ولم تسجل ضده أي سلبية ولو كانت واحده حتى أنهى خدمته بعد أربعين عام.

من الانجازات التي تحسب للاستاذ وحيد جاسم يزلي حيث صدر له مؤلف بعنوان تعليم الكبار باللغه الانكليزيه. ومن ضمن الاختصاص الذي يمارسه. 

استلم السيد وحيد يزلي محل والده بعد تقاعده من الوظيفة لكنه تركه بعد استشهاد ولده الجامعي راوند بفعل إفرازات الطائفية الغبيه ونقل محل سكناه الى شمال العراق (شيلمهم بعد ! ). 

عني ~ كنت أرى وحيد يزلي شاب زاهي مثل تَوَرْ ( Tower ) سامق يمشي بتثاقل ملحوظ ~ وأسجل له ثلاث نقاط مسافره مع ذاكرتي عبر السنين. 

هي هدوئه الاخرس الذي يذكرني بسكون الليل... وأناقته والوانها واختياراته السابقة لزمانها. وسيارته الفولكسواكن البيضاء الدعسوقه ( عكركه ) ورقمها ( ٩٤٩ ديالى ) التي اشتراها له والده هدية التخرج بتفوق (من الاوائل) في كلية التربية للعام ١٩٦٦. 

وكانت سيارة وحيد يزلي هي واحدة من ستة سيارات خصوصي فقط كانت في شهربان انذاك... خمسة منها يقودها ساده فيما واحده منها تقودها سيدة ~ هي صديقة صفحة ابن شهربان الدائمة السيدة الصيدلانية / الفنانه التشكيلية فوزية توفيق شاه محمد.

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان. وليد جاسم القيسي دوبلوماسي, محامي, كاتب.

الاستاذ وليد جاسم يزلي النجل الاوسط للعائلة.

الاستاذ وليد جاسم يزلي. محامي ودبلوماسي وكاتب. حاصل على شهادة البكالوريوس في الحقوق في العام ١٩٧. 

بعد ذلك نال شهادة الدبلوم من معهد الخدمة الخارجية- وزارة الخارجية العراقية ومعهد كولشستر- إنكلترا والتي أهلته للعمل في السلك الدبلوماسي. وكان في حينها أول دبلوماسي من أهل ديالى وشهربان مع زميله وقريبه الاستاذ ناهد علي عجاج القيسي. 

عمل في السفارة العراقية في الباكستان لمدة اربعة سنوات بصفة مستشار صحفي في نفس الوقت مستشار ثقافي ثم عمل في السفارة العراقية في دولة فنزويلا بدرجة قنصل. وكانت السفارة هناك تشرف على أعمال السلك الدبلوماسي لأغلب دول أمريكا الجنوبية (كولومبيا / إكوادور/ بوليفيا / ترينيداد / الدومينيكان).

حيث كان يعمل متنقلا بين هذه الدول لأداء الواجب الدبلوماسي ومنها واجبات دبلوماسيه تقتضي سفرات الى البرازيل-الأرجنتين -المكسيك ودوّل أوروبا بالذات إنكلترا- اسبانيا- فرنسا.  

خمسة وعشرون عاماً قضاها الاستاذ وليد يزلي مليئة بالأحداث والسفر والمواقف التي تتطلب الجرأة مع الحكومات الأجنبية والحكومة العراقية آنذاك. 

لقد كانت السيدة زوجته المكافحة هي الساعد الأيمن له ومحرك نجاحه في غربته وترحاله وعمله الدبلوماسي وهذه كلها متاعب ومسؤوليه كبيره لكنها متوقعة بالنسبة لزوجة الدبلوماسي.

تقاعد الاستاذ وليد يزلي في العام ٢٠١٠ وتفرغ للعمل بالمحاماة والكتابة والنشر في الصحف العراقية. 

شارك في مؤتمر المصالحة ولجان تفعيل المجتمع العراقي الذي انعقد في العام ٢٠١٠ في السليمانية بحضور شيوخ ووجهاء من محافظتي بغداد وديالى وذلك بناء على دعوة من منظمة الاغاثه الدوليه. 

في العام ٢٠١٢ شارك في مؤتمر العنف بالعراق المنعقد في جامعة كركوك ضمن وفود محليه وعربيه واجنبيه والذي تعرض للتفجير ولكن الله حماه لحصول التفجير بعد فض الاجتماع بدقائق معدوده. 

السيد وليد له عدة مؤلفات أدبية وثقافية وسياسية ومجتمعية منها: 

  • بين عصرين. 
  • ومضات في ظلال الأدبيات. 
  • أزمة كشمير في السياسة الخارجية لدول القارة الهندية.
  •  التحكيم في التأمين.
  • الهيكل التنظيمي والإداري لمجلس المصالحة الوطنية. 

حاليا مدير مفوض لشركة التضامن للتامين العام فضلا عن فتح محل للمعدات الزراعيه (مهنة الوالد ) في منطقة السنك - بغداد .

الحاج جاسم يزلي" وجهاء سوق شهربان.

الدكتور فريد جاسم يزلي النجل الاصغر للعائلة.

الدكتور فريد يزلي ... عميد كلية القانون جامعة كركوك حالياً وقبلها رئيس قسم القانون الكلية الجامعة - التون كوبري. 

دكتور فريد يزلي حصل على الماجستير من الكلية الجامعة سوانزي- جامعة ويلز- المملكة المتحدة- والدكتوراه من جامعة بغداد.

للدكتور فريد جاسم يزلي عدة مؤلفات وعدة بحوث في العنف ومنها: 

  • كتاب العنف في العراق. 
  • كتاب العدالة الانتقالية في علم الاجتماع السياسي تحت الطبع.  

للدكتور فريد جاسم يزلي محل للمعدات الزراعية ( مهنة الوالد رغم أنهم ابتعدوا في مجالات الحياة وبقي الوفاء لمهنة الحاج جاسم يزلي) في منطقة السنك - بغداد.

للراحل السيد جاسم اليزلي اثنان من البنات ... هما نخلتان سامقتان بين نخيل مدينة عشقي الازلي شهربان وهن: 

  1. السيده ام فراس زوجة السيد عبد العزيز الجبوري. 
  2. السيده ام علي / بكالوريوس عربي. اقدم مدرسة في شهربان، ثم انتقلت الى ثانوية الحريري في بغداد.

اخيرا ربما يتساءل غيري من أهل شهربان من أين اكتسبت هذه العائلة الشهربانيه القيسية العريقة لقب " اليزلي "؟ 

معلوماتي تقول بأنه كان لجدهم السيد حمود حسين "خان في بداية الثلاثينيات وكان يشرف عليه عمال ومنهم عمال اتراك وكان من أشهر أولئك العمال الاتراك شخص اسمه " يزلي". 

لقد اقترن اسم ذلك العامل التركي "يزلي بالخان فصار أهل شهربان يسموه "خان يزلي ومع الايام ربط أهل شهربان تدريجياً مع اسم العائلة ليلتصق ابدياً بهم ومازال الى اليوم.

 لقد أكد لي هذه المعلومة أسرته واقاربهم من آل عجاج (علي وتوفيق ) ومن ال توفيق شاه محمد ومن اصول عوائل مدينة شهربان ومنهم السادة حاج حسيب ولطفي غيدان وأمين جليل والحاج جليل (جد خلدون عبد المجيد المربي الكبير في المقدادية).

الحاج جاسم يزلي هذا الشهرباني الاصيل الذي وقف في وجه محافظ ديالى معترضاًَ على تغيير مسار ومجرى نهر الشاخه وعلى مدير بلدية شهربان معترضاَ على قراره بتشييد بناية البلدية على مجرى الشاخه فتحجب بنايته وبناية المرحوم حسن أكبر. 

حين قال له؛ لن اعتب عليك انما على الحكومه. فالمفروض مدير البلديه يكون خريج حقوق او مهندس مدني. 

الحاج جاسم يزلي الذي اختلف مع امام جامع شهربان لعدم قناعته باسلوب وأمانة توزيع الصدقات على فقراء مدينة شهربان. الى الحد الذي تحول الى جامع ثاني. 

الحاج جاسم يزلي هذا الشهرباني الذي لم يكن يهاب مسؤول في مسألة حق . لقد ولد في مدينة شهربان في العام ١٩٠٣ وتوفى فيها في العام ١٩٩٢الله يرحمه.

احبتي ... وبعد.

ينتقد البعض منشوراتي مواربة او بالتلميح أو بشكل نصائح تصلني عن طريق وسطاء. أنا أؤمن بالناقد الحقيقي الذي يعيش المنشور ويتعاطف معه انسانيا ويحلله بعقلية جراح لإصلاح الخلل بحسن نية. 

لا أن يضع المنشور على منضدة التشريح مثل حيوان التجارب ويبدأ بتقطيع أوصاله بعقلية جزار ونيه كيدية دون أن يقدم البديل. 

لايوجد مثل العراقي نبوغاً لمن يفرق بين النقد وبين الحقد. لهؤلاء أقول منشوراتي التي ترونها تلقائية احيانا بسيطه هي معجونة بعرقي وبدموعي. 

منشوراتي ليس وسيله تسليه أو اللعب على المشاعر وهذه التي تقرؤها أنتم بدقائق هي ليس ولادة سهله. هي بنات ضنى ومخاض مؤلم وهي تحتلني لايام قبل ان تصل اليكم. لقد مللت من سلبيتكم وانتقادكم الأمي الجاهل.

ابن شهربان

  • شكري وتقديري للمحامي/ الكاتب وليد يزلي للعون في انجاز هذا المنشور.
  • شكرا كابتن مالك المهداوي على الصور.
مقهى رحمان سفر أحد منشورات الدكتور ابن شهربان.
google-playkhamsatmostaqltradent