العراق لا يحتاج الى مارد يخرج من القمقم فهذا ليس زمان المعجزات. رغم أننا كشعب وطبقة سياسية مصابون بلعنة الحكايا والأساطير. بسبب عدم بلورة نموذج حكم وحاكم يتصوره المحكوم بتأثيرات خيال سابق متراكم من حكايا وأساطير. يرون ما لا نرى.
العالم منذ عقود وهو يعيش الواقعية العلمية وبتطبيقات التقنيات وبرامجياتها لتبسيط الحكم واجراءاتة. وتسهيل مهمة السلطة في الحصول على المعلومات من الواقع الاجتماعي والقيام بالتحليل النهائي لها.
هذا ليس زمن المعجزات العراق لا يحتاج الى مارد ولا الى القمقم.
كلما تعقدت الأوضاع وانتشر الظلم والجوع والفقر والبطالة والاستبداد. تجمعت الرؤى نحو الأفق البعيد (العراق لا يحتاج) بانتظار معجزة أو مارد يمتطي حصان ابيض يقطع رأس الظلم ودابره وينشر العدل بطريقة سحرية.
هذا ديدن الفقراء والبسطاء حين تستحكم حلقات الصعاب ويستعصي الحل ويستحيل الانقاذ . لن يأتي رئيس وزراء إلا من أضيق حلقة حولهم. ولن يترك وحده في قراراته فشروطهم أن يطوق في مكتبه وفي حركته. ويدخلون في ذهنه ويقطعون بينه وبين الواقع ليروه أن الأوضاع تتحسن وانهم يحكمون بأمر الله وبتوكيل من الشعب.
هذا قدر العراق والعراقيين فلم يعد الاحتجاج ثورة تغيير. فما وضعته الدول العظمى والإقليمية للعراق هو المنع من الحياة والتطور. وبقائه في الفوضى وهي حالة بين الانهيار وأدنى استقرار.
نعم تأرجح فوق الهاوية والوصول الى حافتها. ثم تدارك الموقف حتى يسكت الناس خوفاً من الفناء. وهو بين أقدام العراقيين ولكنه بعيد عن طبقة حاكمة. هناك أطواق نجاة لها ترمى من الشرق والغرب والشمال والجنوب. فهي افضل طبقة حاكمة تحقق مصالح دول وافضل ما توصلت له أمريكا وحلفائها ودول الإقليم.
ليبقى العراق يبيع النفط ويحرق الغاز ويستورد كل شئ. بل انه يستورد الغاز الذي يحرقه ويلوث به بيئة العراق. فأن العراق لا يحتاج الى مارد ولا ينتظر الحلول من قصص الأساطير.