وزراء يرون ما لا يراه الناس ربما لعلو كفائتهم. فأن عيون الوزراء ترى ما لا نرى ويمتلكون عيون ثاقبة تخترق المستقبل برؤية مبكرة ترى ما وراء الواقع. أم تراهم يعملون بطريقة بهلوانية في سيرك الواقع العراقي وسحرة يحولون الواقع الى فعل خارق أسطوري. الأزمات التي تخلقها قوى سياسية.
وزراء يسخرون منا بمماحكة تحول الكذب بتكراره ليصدقه الناس وبذريعة زرع الأمل حتى لا يموت حلم الفقراء بقوتهم اليومي. وزراء ينكرون وجود أزمات ومن ينكر وجود الأزمة يتجاهل مخاطرها لأنة ليس له رغبة ولا استعداد لحل الأزمة.
عيون الوزراء ترى ما لا نرى.
تجنب معالجة المشاكل بأنكار وجود أزمات تصرف منافق لترضية سياسية. والسخرية من الناس بتسفيه الأزمة ومن يتجاهل الأزمات يصنع الفوضى. ويهدر افضل الفرص للنهوض بالبلد.
وزير يرى الأدغال حقول قمح تنتج ملايين الأطنان ويوعد وللمرة العاشرة بالاكتفاء الذاتي رغم عدم وجود خزين لمدة شهر ورغم شحة المياه فمن أين أتى بمياه السقي وقد قلص الخطة الزراعة الى الربع.
ووزير يرى ركام مصانع أصبحت سكراب ومضت عقود على مدة اندثارها. ويدعي انه أعاد لها الحياة وستدور عجلة الإنتاج فيها لتنتج سكر وزيت.
وزير يرى صناديق تالفة في المخازن على إنها خزين استراتيجي. نعم فأن عيون الوزراء أكثر دقة فهي ترى السلبيات كأنها أنجازات وترى ما لا نرى.
وزير ينكر أزمة الوقود رغم طوابير السيارات واختفاء صهاريج الوقود قبل دخولها للمدن وتتجه نحو الحدود ولمكان يمتلك فيه نجله شركة تسويق الوقود.
يرون أن أزمة شح الطحين وزيادة سعره بسبب صناعة الزلابية والبقلاوة والتهام العراقيين لأطنان منها ويؤثروا على حصة رغيف الخبز.
ويرون أن أزمة الزيت بسبب اتجاه العراقيين لأكلات النواشف والوجبات التي تقلى بالزيت ويرى الحل بحظر الطاوة وقلي الباذنجان؟ لأنه وحش الطاوة. ويطلب تحريم ألـ فنكر جبس لأنه رجس من عمل شياطين السوق لخلق أزمة زيت.
وزير يعلن الاكتفاء الذاتي من البصل والطماطة وهو يفتح استيرادها بفرمان شرقي ويعلن تصدير التمر الزهدي الذي اصبح بديل للفياكرا المنشطة للفحولة.
ويدعي أن العراقيين يستهلكون مياه شرب ضعف استهلاك العالم مما أدى لشح مياه السقي فالعراقيين يشربون مياه السقي.
وزير يبشر بزيادة إيرادات النفط مع أن طوابير المستهلكين على محطات التعبئة بلغت رقم قياسي. ومع أن دول تستهلك النفط ولا تنتجه وتستورده من العراق. لا تشكو من شحة الوقود ولا زيادة في سعره.
تلك كفاءة مستحدثة فأن عيون الوزراء ترى ما لا نرى لأننا متآمرين على الحكومة الكفوءة. ونقص أجنحتها التي تحاول الطيران بنا وهم يرون أن الفيل يطير.