مرّ العراق عبر التاريخ بعصور مظلمة عديدة سقط ونهض والعامل المشترك لسقوط العراق هو الوضع الدولي ونظامه العالمي.
انقلاب النظام الدولي عبر التاريخ ينعكس بشكل مباشر وكبير على سقوط العراق بمتغيّر ينيوي. وحسب ما هو مؤثر في وضع العراق الراهن. في ذلك الزمن فأما أن يكون سياسي أو قومي أو طائفي وخصوصاً أن العراق جاذب للطائفية ومركز للصراع الدولي والإقليمي عبر التاريخ. ايتام الطائفية واتباع العنصرية.
العراق عبر التاريخ؟ |
لكن هذه المرحلة هي الأخطر في تاريخه بسبب ظهور دول صغيرة تحاول أن يكون لها موقع مهم وتأثير كبير في السياسة الدولية. ومن خلال مشروع التفوق الإقليمي والفوق أفليمي. وهذا حَسَبَ سياسة ورؤية تلك الدول لن يكون إلا بإضعاف الدولة العراقية وأضعاف تماسكها الاجتماعي. وتقسيم وإعماء قواها السياسية لتسهل عملية حكم العراق وإدارة سياسته واقتصاده من الخارج ويصعب ذلك من الداخل.
فأيران تلعب وتركيا تبادر ودول الخليج تحاول لتكون الدوحة او أبو ظبي أو الرياض بديلاً لبغداد.
والأخطر أن القوى السياسية اختارت هذه الفترة الأصعب عالمياً لتؤسس لخلافها الأخطر. وسط تضخم عالمي وتراجع التكامل الدولي وأزمة الغذاء والأزمات المالية والاقتصادية. ودخول العالم الى عصر أخر تسبقه حالة ارتباك وتذبذب وقلق وصراعات بسبب جائحة كورونا. والحرب بين روسيا وأوكرانيا التي ستؤدي لحروب اخرى وصراعات نوعية اقتصادية وسبرانية بأسلحة اخرى وسياسات اخرى.
التاريخ يشهد أن القوى الإقليمية عادت للدخول بشكل أعمق الى العراق عبر إذكاء الصراعات من جديد. مستثمرة للوضع الدولي وانشغال القوى العظمى بازماتها وحروبها التي تنهكهها حد الأعياء. ومستغلة صراع القوى السياسية بعد أزمة نتائج الانتخابات وما تبعها من تداعيات.
وقد انقلبت سياسات القوى الإقليمية بشكل مختلف عن مواقفها السابقة. فتخلت عن زعامات وأحزاب وكتل وتبنت اخرى حتى وان اختلفت معها في الطائفة والقومية. لدواعي التأثير وما يفرضه الصراع الجديد من وسائل وأساليب.
ولذلك كانت عملية أعادة من هرب وتبرئة من اتهم للعودة للأساليب التقليدية المضمونة النتائج والتأثير.
لكن ما يبعث على الانتباه حالة الوعي المجتمعي العراقي والحالة الشبابية ووعيها ومستويات النمو الذي يدفع للتخلي عن الدعم الخارجي. وعدم السعي خلف زعامات أفقرت وجوعت العراقيين. وجهلتهم ليكونوا أدوات واذرع وحطب لجحيم صراعات هدفها فناء العراق. لتأخذ دول لم تحلم يوماً أن تأتيها الفرصة لتكون محط تأثير دولي بدل العراق وعاصمته بغداد حاضرة الدنيا عبر التاريخ.
الوعي والتنمية والاعتماد على الإمكانات والدفاع عن ما تحقق من مكاسب مهما كانت قليلة لكنها بقياسات ما يمر به العراق كبيرة. حققها شباب تشرين ونسبة الشباب الى عدد سكان العراق. وهذا ما يمنح العراق حيوية ووطنية وتنبه ووعي لدور العراق. ووجوده وارثه التاريخي وموارده واقتصاده وان يكون له الدور المهم في المستقبل حتماً.
بقلم ... راسم العكيدي.