الصفقات السياسية والمساومات؟
الصفقات السياسية والمساومات ليست تسامح ومصالحة. بل هي تسويات هدفها التأسيس لانقسامات نوعية داخل المكون الواحد. وبداية صراع جديد أخر يهدف لتقوية من ضعف ونقل الصراع المحتمل. الذي تصوروه يخطط له في مكونهم الى ساحة من يخطط لأضعافه وإفشال مخططه. تسقيط الشركاء وتحويلهم الى أعداء.
الصفقات السياسية والمساومات؟ |
يرون أن الحلبوسي قد اتفق مع الخنجر خططوا لإشاعة صراع شيعي - شيعي. ولذلك عمدوا الى إعادة من اتهموه وخونوه وأبعدوه ليس لمنافسة خصم جديد ظهر وإضعافه بل لخلق صراع يؤدي حسب تصورهم الى نهاية تحالف عبر التقسيم والتشرذم.
لكن الحقيقة التي ثبتت أن أي صراع مهما كان نوعه وساحته وشخوصه هو صراع عراقي له نفس الضرر. ويعيق كل ما يمكنه إعادة الدولة والحياة.
والبعض ينظر من زاويته ويتهم باتقائية تعصب عينها الطائفية والعداء والكره بجهل. فمن يخلق الفتنة واحد وله ضرر على الجميع إن كان سني أو شيعي. والمحرضين على العنف يمتلكون نفس الدوافع والتهمة واحدة. يجب أن يدان بها كل من حرض وخطط ونفذ فالصراعات والعنف لها وجهين ولها قطبين. ويجب محاسبة الطرفين وأدانتهم بميزان العدل. لا بنظرة ظالمة تبرأ من هو يتماثل معهم بالمذهب واتهام من يخالفهم.
فللاحتجاجات أسباب وللعنف أسباب ولسقوط الموصل أسباب للأسف أهملت الأسباب والمسببين. وجرى التعامل مع النتائج واتهام من كان له رد فعل وبرئ صاحب الفعل. هكذا تدار الصفقات السياسية والمساومات.
عودة المدانين والمتهمين سابقاً في صفقة سياسية أمر يبعث الشبهات؟
الذين عادوا ليسوا مدانين بل متهمين بدوافع سياسية برئ طرفها الأول المسبب. وظل في السلطة لإنه ماسك عصا السيطرة وهو طرف رئيس في الفتنة والصراع. لكنه خارج الحساب وفوق الاتهام لان القانون لا يطاله.
العنف والفتن تخضع لمعايير مزدوجة ويتم التلاعب بالدوافع واستبدالها من شخص لأخر بأغطية مختلفة. لان المباراة صفرية فهناك طرف بيده السلطة والسلاح ويهيمن بقوة ودعم. وهناك من لا يملكها وهي معادلة ظالمة لا تفضي الى استقرار وبناء دولة وعدل وأنصاف وهي ليست تسامح ومصالحة.
لان من عاد كانت عودته مشروطة بان يتحول بنديته الى صراع داخل مكونه. ويعلن حربه على شخصيات محددة له بقواعد الصراع. وهم قد عادوا ولكنهم أسرى بلا قيود ومهزومين بلا مبرر وضحايا بلا ثمن.
لأنهم مدفوعين نحو صراع مقيد مشروط وسلاحه محدد الاتجاه؟ وهو لم يعد بطل وزعيم وقائد بل هو مربوط بشرط إن اخل به. عادت له التهم والحكم الموقوف عن التنفيذ. الصفقات السياسية والمساومات تبعث مخاوف جديدة على المشهد العراقي؟
بقلم راسم العكيدي.