السيد مشعان الجبوري| تجسيد للمفهوم القبلي العربي للمغالبة | أم نموذج لظاهرة انحسار الأخلاق في المجتمع العراقي المسلم ؟
- منذ الهزة الكبيرة التي تعرض لها المجتمع العراقي بعد الاحتلال الأمريكي في العام 2003. بدأت ترتفع ظواهر في العراق مصاحبة لانتشار واسع للطقوس الدينية. الرشا ظاهرة لا تمت الى مفهوم الأخلاق، وعلى الأقل من وجهة النظر الدينية، ولكن لي المفاهيم للوصول للمال العام وجد له البعض مسوغات فقهية.
- عرفت الأخلاق كما يلي ((( أنها مجموعة من المبادئ المنظمة للسلوك الإنساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بغيره. على نحو يحدد الغاية من وجوده في هذا العالم على اكمل وجه))).
تعريف لبعض من الباحثين في الأخلاق من وجهة نظر إسلامية (الدرر السنية موسوعة الأخلاق ). لا نود أن نخوض في المدارس الاخلاقية, وتقارب مفاهيمها مع الدين. ولكنا في هذه العجالة نحاول أن نرصد مقبولية انتشار هذه الظاهرة، وتوظيفها أريحية من الناس؟
التزوير مثلا سلوك انتهازي نفعي يتعارض على الأقل مع المفهوم الشعبوي الديني للأخلاق.
حادثة السيد مشعان الذي جردته المحكمة الاتحادية من عضويته في البرلمان على أساس التزوير؟
- تدفعنا للتساؤل عن انتقائية المؤسسات الضابطة للمجتمع. الرجل ومنذ فترة طويلة يصرح علنا. انه مرتشي، ويتهم الطبقة السياسية بممارسة نفس السلوك ؟
- والغريب أن السلطة الضابطة للمجتمع مثل الادعاء العام، والقضاء لم يتحرك؟
- إلا بعد أن دخل الموضوع في صراع سياسي على النفوذ؟
ونحيت مسألة الفساد والرشا. وكانها تهم غير جديرة بالمتابعة وادين بتزوير شهادة في بلد أصدرت به لبنان اكثر من 20000 شهادة أكاديمية ؟
هكذا مواقف انتهازية انتقائية من القوى السياسية مفهومة ويعتبرها الساسة (فهلوة) ؟ ولكن الغريب موقف منظومات الضبط المجتمعية بمختلف اختصاصاتها. وهو ما يثير سؤال أخر حول طبيعة حركة هذه الأطر الضابطة واستقلالية قرارها وحياديته ؟
من جانب أخر يبدوا أن المجتمع العراقي المهووس بالطقوس الدينية لا تعنيه سلوك قادته السياسيين الأخلاقي. فهو يبارك لهم مصادرة بيوت الناس، وأملاكهم. ويصلي البعض صلاة الجماعة. خلف قادة سياسيين تحوم دائرة الشك الشرعي حول ملكيتهم أو استغلالهم للبيوت، والقصور التي يسكنوها .
( المفهوم الإسلامي للأخلاق الذي يربط بينها وبين الايمان) .
لا سيّما أن الكثير من القادة السياسيين معممين, ونفترض انهم يفهمون الأخلاق. على إنها جزء من الدين ( إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق ) السيد مشعان، وهو مدافع شرس عن مكونه. متحالف مع قوى سياسية اخرى. معظمها تنطلق من رؤى دينية.
لم يُسأل لا من مكونه, ولا من زملائه في التحالف حول شبهات الفساد، والتزوير؟ وللسيد مشعان تاريخ تحالفي مع الجهات التي أثارت شبهة شهادته ؟ ويبدوا إنها تذكرت أخيراً ان ان التزوير عيب وحرام ؟
الفساد بين صغار الموظفين اصبح مقبولا مجتمعيا . يؤشر الى انهيار قيمي كبير في المجتمع، والغريب أن البعض ما زال يتشدق بالشعب العراقي المؤمن؟ إما حان الوقت أن تبدأ حملة لتدريس الأخلاق؟ أراها حاجة ملحة يجب أن نبدأ بها بين السياسيين وكبار الموظفين والبرلمانيين ؟
بقلم ... رياض البياتي.