محاولة التنبؤ بما سيحدث في العراق 2022.
محاولة التنبؤ بما سيحدث في العراق قد يرتبط بتشابه أحداث الماضي بالوضع الراهن وهذا التشابه. يدفع لتوقع تشابه النتائج مع عدم إغفال خصوصية وتفرد. الوضع الراهن واختلافه عن سياقات الماضي نتيجة تغير الزمن. واختلاف صانعي الحدث واللاعبين الأساسيين والفاعلين. العشوائية في العراق.
الذي يدفع لتوقع تشابه النتائج! هو تطابق ما يمر به العراق بين العهد الملكي في أواخر أيامه مع هذا الزمن. ووجود نفس اللاعبين الكبار من قوى عظمى وإقليمية من إنكليز وأمريكان وتحريكهم للداخل. وأجبارهم دول الإقليم لتنفيذ سياستهم بالمساومة على ملفات سياسية واقتصادية. وارتباطها الدولي والإقليمي وتاثيرها على أوضاع العراق.
أمريكا كلما شعرت بالانهاك وأنها تمضي في منطقة مظلمة. تضع بريطانيا أمامها لما تمتلكه من خبرة في العراق. وتركيبته الاجتماعية والنفسية والسياسية! فالإنكليز شريك مؤتمن وحليف مضمون.
العراق في العهد الملكي كان وسط منطقة مضطربة متخمة بالأزمات يحكم دولها رؤساء انظمه شمولية. ينفردوا بسلطة مرتبطة بالإنكليز منها في العلن واخرى في السر. والعراق كان يخوض تجربة ديمقراطية متعسرة. ينتج بكل انتخاباتها خليط سياسي غير متجانس تنشأ عنه خلافات يصعب معها. تشكيل الحكومات التي لم تكمل فتراتها وتسقط وتعاد الانتخابات بإرادة ملكية دستورية. محاولة التنبؤ بما سيحدث في العراق 2022.
كانت المنطقة ومنها العراق تمر بفترة انتقالية يتم فيها انتقال امبراطوري تسلم فيه بريطانيا مناطق نفوذها لأمريكا. التي لها أسلوب مختلف في إدارة دول المنطقة وبوسائل مختلفة. تعتد تسليم الحكم بالتنصيب ولحكام من العسكر او من رجال سياسة أقوياء يتفردوا في الحكم القوي لمسك زمام البلد.
ولذلك خطط السفير البريطاني ورسم سيناريو محبك لتنفيذ انقلاب يخلخل العراق ليسهل تغلغل النفوذ الأمريكي لكي تبقى لبريطانيا مصالحها كشريك وحليف لأمريكا.
واستمر التخلخل للوصول الى الأسلوب الأفضل لحكم العراق. بما يحقق مصالح القوى العظمى التي هيمنت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية. وفق إرادة المنتصرين حتى وصل الموقف الأمريكي الى حالة الاستقرار الزمني. بوصول لاعبين فاعلين تمكنوا من السيطرة على الحكم. وفق المهمة الأمريكية المرسومة التي تنفذها بريطانيا بانقلاب 1968.
وسقط النظام السابق بعد انتهاء صلاحيته وعمره الافتراضي المحدد من قبل القوى العظمى. بعد استنفاذ كل ما مطلوب من مهام اساسية وكان سقوط النظام السابق في فترة انتقالية. بعد زوال الاتحاد السوفيتي ووقوع العالم في فراغ مطلق. انتج بقاء أمريكا كقطب أوحد.
محاولة التنبؤ بما سيحدث في العراق 2022. الوضع الراهن يتشابه في الكثير من التفاصيل واهمها أن العالم في فترة انتقالية اخرى. وفي العراق تخلخل واضطراب والقوى العظمى تمهد للانتقال الى التعددية القطبية. بعد وصول الحرب الروسية - الأوكرانية للنتائج المطلوبة. وحينها يتضح الموقف ومن حصة من سيكون العراق. مع ميل التوقع لبقائه تحت نفوذ أمريكا التي أوكلت المهمة لبريطانيا. التي يدير سفيرها الملف العراقي بتنسيق المواقف. مع دول الإقليم الفاعلة التي لها أدوات مهمة في العراق.
بقلم ... راسم العكيدي.