عربات النار مناورة إسرائيلية تحاكي ضربة نووية لمشروع إيران؟
انطلقت مناورة إسرائيلية تم تسميتها عربات النار وهي تحاكي ضربة نووية لمشروع إيران النووي. تستغرق تلك المناورة شهراً كاملاً بسيناريوهات قتالية متعددة وفي أذرع وجبهات متنوعة. في سلسلة يكتبها الكاتب رياض البياتي ونبدأها بالجزء الأول.
رغم انشغال العراق بمشاكله الداخلية لكن ما يجري في المنطقة يستحق أن ينتبه إليه صناع القرار في بغداد. فهناك مناورات إسرائيلية تحاكي ضربة على المشروع النووي الإيراني تشترك فيها الولايات المتحدة الأمريكية. عبر مشاركة أسطول طائرات (KC 45 A) للتموين بالوقود جواً واندلاع قتال مثل هذا سوف يجرنا بصورة ألية إليه .
قبل الحديث عن الجوانب الفنية التي يعالجها المقال. لابد لنا ننبه إن قرار مثل هذا هو قرار سياسي متعلق بالاستراتيجيات الكبرى لإسرائيل وحلفائها، وخصوصا الولايات المتحدة.
إسرائيل عودتنا أن القرار النهائي هي من تتخذه سواء قبلت الولايات المتحدة أم رفضت.
- وفي قصف المفاعل العراقي أعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من تنفيذ الضربة الفعلية على المفاعل. ( راجع كتاب دقيقتان فوف بغداد ).
- الحصول على أسلحة ذرية متاح للكثير من الدول. إيطاليا واليابان وألمانيا يمكنها الحصول على هكذا أسلحة في أسابيع ؟
- وتمتلك دولتين مسلمتين أسلحة ذرية وهما كازخستان وباكستان، وهناك دائرة شك كبيرة حول امتلاك المملكة العربية لسلاح ذري؟
تعتقد دوائر القرار الغربية والشرقية سابقاً، وحتى الصين حالياً أن طبيعة النظام واستعداده لاستخدام السلاح النووي هو المشكلة. لذلك لا تواجه إسرائيل رغم عدم توقيعها للاتفاقية الحد من الأسلحة النووية! مواجهة مع العالم.
حيث يعتقد العالم أن النظام السياسي الإسرائيلي يمتلك من العقلانية تمنعه من استخدام السلاح في أي نزاع محتمل؟ لا نود أن نخوض في سبب هذا الانطباع لدى العالم، ولكن الحرب على التطرف الإسلامي هو جزء من هذا الانطباع ؟
حيث تحتسب إيران واحدة من دول التطرف الإسلامي … في النهاية الكل يعرف أن الضربة هي كسب للوقت لحين أن يغير النظام السياسي الإيراني مواقفه الراديكالية الحالية.
آذن ماذا يؤخر الضربة. معوقات الضربة؟
المعوقات حاليا هي سياسية بانتظار نتائج مباحثات فيينا التي لا تخفي إسرائيل خيبة أملها منها؟
ولكن العقبات الفنية التي تشل يد إسرائيل موجودة ولا يمكن لإسرائيل تخطيها. وهو ما سوف يتناوله المقال وكما يلي:
أنتشار المشروع الجغرافي.
تعلمت إيران من تجربة العراق وسوريا الكثير وقامت بنشر المشروع النووي الإيراني على مساحة الجغرافية الإيرانية. وخصوصاً في وسط إيران وجنوبها الفارسي؟
شيدت إيران معظم مراكزها الذرية بالقرب من مدن كبرى، وهو ما يعيق أي عملية خوفاً من تداعيات انتشار الإشعاع الذري بسبب العمليات؟
ووزعت عمليات التطوير على مواقع متعددة بحيث لا تسمح لضربة أن توقف كل المشروع. فهناك ثنائية وثلاثية لمواقع الطرد المركزي ومعالجة الوقود الذري؟
وهو ما يعدد المواقع التي يجب معالجتها وبالتالي يزيد من الحاجة لمعدات الهجوم ويعقد من تكتيكات الضربة؟
إن بعد هذه المواقع عن إسرائيل يشكل عقبة حاليا تحتاج الى حل لإنجاح الضربة؟
النزول تحت الأرض؟
تدرك إيران جيداً رغم البعد الجغرافي عن إسرائيل أنها غير قادرة على منع الضربة بشكل فعال؟ ولذلك اتخذت من الدفاع الجوي السلبي استراتيجية دفاعية.
ومنذ عقود وخصوصاً بعد تدمير المشروع الذري السوري. بالنزول تحت الأرض والاستفادة من التشكيل الجيولوجي لإيران. وكثرة الجبال والهضاب لدفن المشروع في داخل هذه الجغرافية.
هذا يعقد إلى حد بعيد من عملية معالجتها، وتحتاج إسرائيل الى قنابل دقيقة خارقة للمنعات وعادة هذه القنابل ثقيلة. تحتاج الى قاصفات لحملها أو تطوير قنابل خاصة. قادرة على الخرق صغيرة الحجم يمكن لطائرة F16 حملها. رغم زيادة التكلفة الاقتصادية للمشروع عالية بسبب هذه التكتيكات . التي يبدوا أنها ليست في الحسبان؟
الدفاع الجوي الإيراني.
إيران لا تمتلك قوة جوية بمفهوم القدرة الجوية. وبعض من المقاتلات التي تملكها هي من بقايا القوة الجوية الإمبراطورية التي أصيبت بأضرار بالغة نتيجة للحرب مع العراق؟
وهي تعول إلى حد بعيد على بعض من المقاتلات التي أودعها العراق لديها في العام1991 , ولأسباب امنيه لم تتجه إيران لبناء سلاح جوي. ويعتمد دفاعها الجوي على نسخ مطورة محليا من منظومات سوفيتية سابقة.
لا تبدوا انه فعالة على الساحة السورية، التي تمكن السلاح الجوي الإسرائيلي من الحصول على خبرة كبيرة بالتعامل معها.
القوة الصاروخية الإيرانية.
توجهت إيران لتطوير صواريخ (SQUAD) السوفيتية. التي هي الأساس لحد الآن في صناعة الصواريخ الإيرانية. وقد استفادت من انهيار الاتحاد السوفيتي للحصول على التقنيات. واليد العاملة لصناعة وتطوير منظوماتها الصاروخية.
لابد أن نتذكر أن الكثير من العاملين في المشاريع الصاروخية العراقية هم من أبناء الوسط والجنوب الذين يسهل تشغيلهم في المشاريع الصاروخية الإيرانية. حيث كان العراق قد قطع شوطا بعيدا في هذا المجال؟
إيران تتبع نفس الأسلوب الصيني في استنساخ الأسلحة الروسية, وهو ما يعرقل تعاونها مع روسيا التي هي حساسة من موضوع مثل هذا ولديها مشاكل مع الصين حول الموضوع؟
وقد اتضح أنها غير دقيقة في الضربات على اربيل والقواعد الأمريكية… إيران تمتلك أعداد كبيرة من صواريخ قصيرة المدى تنتشر في لبنان وسوريا والعراق.
ورغم أنها محدودة التأثير ميدانيا لكن تأثيراً على المناطق السكنية يشكل ضغطا على الجيش والحكومة الإسرائيلية.
في الحلقة القادمة سوف نتحدث عن الإمكانات الإسرائيلية؟
بقلم اللواء الطيار الركن.
رياض البياتي.